القاضي خالد حمود ... وداعاً يا رجل الكرامة

قبل بضعة أشهر هاتفني الرئيس خالد حمود طالبا مني أن أكون مرشحا معه على "لائحة كرامة بيروت" التي يترأسها لخوض الانتخابات النيابية في أيار 2018، لم أكن يومها أعرف عن الرجل الذي التقيته من قبل مرة واحدة فقط، الكثير، ولكن كانت تكفيني صفته القانونية والقضائية لأشعر بالثقة والانسجام، وأنا المرشح المنشغل بعالم الأفكار والمتخذ من المحاماة مهنة له.مع اقتراب موعد الانتخابات، وبحكم مشاركتنا في العديد من اللقاءات الشعبية والمهرجانات الخطابية، ازدادت مساحة الاتصال والتفاعل معه، وبدا لي سهلا تلمّس ملامح شخصيته الرئيسة، بنيانها النفسي والمعرفي، آفاقها وضوابطها، نقاط القوة والضعف، ملكاتها وطاقاتها، آمالها وتطلعاتها، مخاوفها وتحفظاتها. وزادني كل ذلك اطمئنانا الى صحة خياري وصوابيته، وهو خيار من الأساس لا يستهدف النجاح في الانتخابات ولا يقيم وزنا لحسابات الربح والخسارة وعدد الاصوات، وإن اضطررنا احيانا الى استخدام هذا المنطق على سبيل التقيّة، أمام سماسرة الانتخابات، وأمام مجتمع وأفراد تأقلموا مع الهزائم النفسية المتتالية، واعتادوا تجرّع المرارة والخيبات، في بلد عجز ويعجز دائما عن النهوض والوقوف على قدميه، فلم يعد يغريهم سوى منطق الربح والفوز، ولو كانت عوامل تحققه غير متوافرة، ولو...