الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ابن الـ11 سنة ... عبقري من لبنان سيتخرّج قريباً من الجامعة

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
ابن الـ11 سنة ... عبقري من لبنان سيتخرّج قريباً من الجامعة
ابن الـ11 سنة ... عبقري من لبنان سيتخرّج قريباً من الجامعة
A+ A-

كان الطفل سينار زايتو مختلفاً عن باقي الأطفال، شخصيته المتميزة جعلته يعيش في عالمه المغاير عن عالم الطفولة. كان يبحث في مكان آخر عن لذته وحبه في إكتشاف المزيد، كان منغمساً في الرياضيات والعلوم، ابن الـ 11 عاماً عبقري صغير هو أصغر فائز بجائزة "تمبلتون -رامانوجان ( Templeton Rmanujan) التي تكرم إرث عالِم الرياضيات الهندي سرينيفاسا رامانوجان.

كان واضحاً ميل زايتو بالعلوم، هذا الشغف كان بالنسبة لوالديه امر طبيعي في البداية بحكم عمل والده المدرس لمادة الفيزياء في المدرسة. لكن الأمور بدأت تسير بطريقة أخرى ومتسارعة، لم يعدّ الصبي زايتو مجرد طفل يلهو في حل تمارين الرياضيات، أصبح اليوم بحاجة الى حل مسائل أكثر تعقيداً تُحاكي صفوف الجامعة. هكذا تغيّرت حياة العبقري الصغير وهنا بدا كل شيء مغايراً لما كان سابقاً.

عبقرية طفل صغير

عندما أخبروني عن سينار لم أستوعب حقيقة قدرة الطفل على حل هذه الألغاز وهذا العالم المعقد بكل مسائله وتفاصيله. ظننتُ بداية انها مبالغة في نقل الخبر "على الطريقة اللبنانية" إلى ان تواصلت مع رئيس قسم الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور وسام راجي الذي حدثنا عن عبقرية هذا الطفل الصغير وكيفية العمل معه لتطوير مهاراته وصولا الى الجائزة.

يشرح راجي لـ"النهار" تفاصيل معرفته بالصبي زايتو قائلاً: "تواصلت والدته ياسمين معنا عبر الإيميل لتشرح عن حالة ابنها وقدرته على حل تمارين رياضيات لصفوف الثانوية. سألته والدته عن امكانية وجود طريقة لتطوير ومتابعة ابنها. هكذا تواصلنا معها وحددنا موعدا للقاء بهم. كنتُ أظن في البداية ان كلمة نابغة مبتذلة في حواراتنا اليومية، وغالباً ما تُستخدم في غير مكانها".

أصغر طفل ينال الجائزة

هكذا بدأتُ العمل معه لإكتشاف مهاراته، ابن الـ11 عاماً قادر على حل تمارين الرياضيات للسنة الأولى في الجامعة. كانت بالنسبة له سهلة وغير معقدة. اليوم يحل زايتو تمارين السنة الثانية الجامعية في الرياضيات لذلك قررتُ ان ارسل ملفه الى اتلانتا حيث حصد جائزة أصغر فائز بجائزة "تمبلتون - رامانوجان (Templeton Rmanujan) التي تكرم إرث عالِم الرياضيات الهندي سرينيفاسا رامانوجان.

ويختم راجي حديثه "سيتمكن زايتو عن عمر 14 سنة ان ينهي دروسه الجامعية وإكمال الدكتوراه في الولايات المتحدة. مستواه متقدم جداً، حقاً لدينا موهبة تستحق إلقاء الضوء عليها والعمل معها لتطوير مهاراتها وإلمامها بهذا العالم".

من الناحية العلمية، نجحنا في تكوين صورة عن هذا الصبي لكن ماذا عن حياته اليومية؟ وكيف اكتشف والداه ميوله للعلوم والرياضيات وهذا الشغف الكبير في حل المسائل.

شعف ممتع

تروي والدته ياسمين مروة لـ"النهار" هذه التفاصيل بالقول "كان زايتو يحب العلوم، كنا نجده غارقاً في اليوتيوب يشاهد ويحل تمارين رياضيات. كان كثير الأسئلة، كنا نحاول قدر الإمكان الإجابة عليها لا سيما أن زوجي يدرس الفيزياء للصفوف الثانوية. كنا في البداية نفهم عليه ونتماشى مع قدراته الى ان وصلنا الى مرحلة بتنا عاجزين عن متابعته والإجابة على أسئلته التي تخطت مستوى المدرسة. بدأ زايتو يشعر بالملل في صف الرياضيات، وشعرتُ اني أظلمه لذلك قررتُ ان ابحث عن وسيلة لمساعدته وتطوير مهاراته لتتماشى مع مستواه".

تضيف ياسمين انه "تواصلتُ مع الجامعة الأميركية وأطلعتهم على حالة زايتو وشغفه في الرياضيات ليبدأ مشواره في الجامعة والعمل مع الدكتور وسام راجي الذي ساعده في تطوير مهاراته وتقديم ملفه وصولا الى نيله الجائزة."

وتلفت والدته الى ان "زايتو كان مختلفاً عن باقي الأطفال، كانت اهتماماته مغايرة وكان يجد صعوبة في الانخراط بأحاديثم واهتماماتهم إلى ان وجد نفسه في الجامعة الأميركية حيث يعشق حل الألغاز والتمارين الرياضية. هكذا وجد نفسه وفهم شخصيته ولمس حقيقة اهتمام رفاقه به. لم يكتف ابني بذلك، بدأ يدرس اللغة اليابانية وهو في المرحلة الثالثة (level 3). يسعى زايتو الى تحقيق حلمه الأكبر وهو اكتشاف لغز ما في الرياضيات في اليابان. بالنسبة له ما يقوم به هو ممتع ومثير للاهتمام".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم