السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الأونيسكو في باريس تحتضن تحفاً وآثاراً فنية عن حوار الثقافات

باريس- أوراس زيباوي
الأونيسكو في باريس تحتضن تحفاً وآثاراً فنية عن حوار الثقافات
الأونيسكو في باريس تحتضن تحفاً وآثاراً فنية عن حوار الثقافات
A+ A-

تحت عنوان "المجلس، حوار الثقافات"، يقام حاليا في مبنى الأونيسكو، المنظمة الدولية للتربية والعلم والثقافة، في باريس، معرض يضم مجموعة من التحف والآثار من مجموعة متحف رجل الأعمال القطري الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.

كان المعرض قد أقيم في مالطا، وسينتقل بعد الأونيسكو الى "معهد العالم العربي"، ومن فرنسا الى دول أوروبية أخرى منها النمسا، ألمانيا، اسبانيا، والمملكة المتحدة. ومن المتوقع أيضا أن يصل الى الولايات المتحدة في العام 2021.

يهدف المعرض الى إبراز الدور الثقافي الذي يمكن أن تقوم به التحف الفنية والمتاحف في مجال الحوار الثقافي وتبادل المعارف "لأن الفنون والآثار تساهم في بقاء الثقافات وتلاقيها" بحسب منظمي المعرض، والتحف التي اختيرت تركز على ما يجمع البشر لا ما يفرقهم.

تطالعنا معروضات مميزة، منها قطع سجاد فارسية من القرن التاسع عشر تتميز بتناولها مواضيع وقصصا دينية بشكل تصويري يذكّرنا بلوحات أوروبية عالجت الأشياء نفسها، ومنها سجادة من الصوف أنجزت في كرمان تصور قصة تضحية النبي إبرهيم بولده، مركّزةً على اللحظة التي يظهر فيه الملاك ومعه الحمل الذي يضحّي به بدلا من ولده. سجادة أخرى من قاشان تصور السيدة العذراء مرتدية ثوبا أزرق طويلا واقفة مع ابنها السيد المسيح وهو فتى صغير، وفوقهما تحلق الملائكة.

من قاشان أيضا نتعرف إلى سجادة تصور الاسكندر المقدوني على عرشه مع زوجته الأميرة الفارسية روكسانا ويبدو فيها كأمير فارسي، بينما تحيط به الراقصات وعازفات الموسيقى. مع هذه السجادة نستعيد أجواء المنمنمات الفارسية التي تجسدت بأبهى صورة في رسوم المخطوطات الأدبية والشعرية كديوان الشاعر سعدي وملحمة الشاهنامة للشاعر الفردوسي وعرفت عصرها الذهبي في القرن السادس عشر في زمن الحكم التيموري.

من قطع السجاد الى التحف المعدنية. صحن برونزي من الموصل من القرن الثامن عشر تمزج زخرفته المحفورة بين الكتابة العربية بالخط النسخي ومشهد تصويري للقديس جاورجيوس وهو يصرع التنين. أما من كربلاء فتحضر تحفتان من البرونز نقشت عليهما الآيات القرآنية ومنها آية الكرسي بخط عربي أنيق ذي منحى صوفي.

من العراق الى المغرب مع تحفة من الفضة أنجزت في طنجة في القرن التاسع عشر، وهي قطعة حلي تعرف بخمسة، أو يد فاطمة، يرتديها الناس كتعويذة في شمال إفريقيا لدرء الحسد. هذا المنحى الصوفي يهيمن أيضا على القطع الخزفية والزجاجية المعروضة ومنها المشكاوات التي كانت تضيء المساجد وعليها كتابات لآيات قرآنية وتسترجع نماذج بديعة عرفناها في مساجد القاهرة في زمن حكم المماليك وتعدّ اليوم من أجمل تحف الزجاج في العالم.


باختصار، تجسد التحف المعروضة العديد من القيم الجمالية والروحية التي قامت عليها الفنون الشرقية والإسلامية، كما تبين كيف أن ثمة قواسم جمالية مشتركة بين المعتقدات الدينية حين يتم النظر إليها من منطلقات روحية وأخلاقية.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم