السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل ادارة الحكمة قادرة على انقاذه من ازمته؟... تحرك شعبي لجمهور المعارضة في ساسين

المصدر: "النهار"
نمر جبر
هل ادارة الحكمة قادرة على انقاذه من ازمته؟... تحرك شعبي لجمهور المعارضة في ساسين
هل ادارة الحكمة قادرة على انقاذه من ازمته؟... تحرك شعبي لجمهور المعارضة في ساسين
A+ A-

منذ 14 سنة، اي منذ العام 2004 تاريخ استقالة الرئيس التاريخي لنادي الحكمة بيروت وباني نهضة كرة السلة وصانع امجاده انطوان شويري، والنادي يعيش ازمات ادارية ومالية متتالية الواحدة تلو الاخرى. ازمات تارة تخف وتيرتها وتهدأ لبعض الوقت وتارة اخرى تحتدم وتستعر. 14 سنة مرت والنادي غائب عن منصات التتويج، وعن الالقاب الرسمية المحلية والقارية. 14 سنة والنادي لم يذق طعم الاستقرار رغم تعاقب رؤساء حاولوا كل على طريقته تحويل النادي الى مؤسسة. قلة قليلة كانت صادقة في حبها وانتمائها للنادي وارادت تحويله الى مؤسسة، لكنها اصطدمت بمعوقات عدة، قابلها اكثرية لا تنتمي الى الحكمة بل استخدمت النادي مطية لتحقيق مآرب واهداف شخصية لا تمت الى الرياضة بصلة. وجميعهم ادعوا حرصهم على ابعاده عن التجاذبات والخلافات والصراعات السياسية، ولكن للاسف كان النادي يغرق اكثر فاكثر في المشاكل الادارية والمالية.

منذ 14 سنة والديون تتراكم وتثقل كاهل خزينة النادي (زهاء 3 ملايين دولار)، والمعنيون يتقاذفون التهم والمسؤوليات. زهاء مليون دولار على النادي ان يسددها للاعبين والمدربين الذين لعبوا وعملوا في النادي ولم ينالوا حقوقهم فلجاؤا الى المحكمة الدولية في الـ"فيبا" لتحصيلها.

للمرة الاولى يواجه النادي عقوبات قد تطيح بفريق كرة السلة في حال لم يتم تداركها. عقوبات مفروضة من الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" عبر الاتحاد اللبناني لكرة السلة الذي لا يملك اي خيار سوى التنفيذ حتى لا يضع نفسه في قفص الاتهام بعدم تطبيق القانون وحماية حقوق اللاعبين والمدربين، وحتى لا يعرض المنتخب لعقوبات قد تحرمه من مواصلة مشواره في تصفيات كأس العالم.

قد تنجح الادارة في تسديد مبلغ لتأجيل العقوبة الدولية، وهي ابلغت المحامي شادي سعيد وكيل اصحاب الشكوى انها أمنت مبلغ 85 الف دولار سيتولى سعد توزيعها على المعنيين، وهي موعودة، وفق ما نقل عن اداري في النادي، طلب عدم ذكر اسمه، بمبلغ 50 الف دولار من بلدية بيروت ومن شركة "ام تي سي تاتش" مبلغ 250 الف دولار (بانتظار تشكيل الحكومة).

واعتبر الاداري نفسه ان مبادرة ميشال بو عبدو "غير جدية" وقال: "بوعبدو لا يريد ان يساعد، ولو كانت لديه الرغبة لفعل السنة الماضية"، واضاف: "لن نعطي النادي لاي شخص من جماعة (انطوان) شويري" وبرر موقفه قائلا: "لم يلتفتوا الى النادي منذ 15 سنة وعندما شعروا باحتمال تأمين اموال اطلوا برأسهم"!

قد يدعي لبعض ان الادارة الحالية غير مسؤولة عن كل هذه الديون، ولا عن بعض العقود، ولا عن بعض الرواتب العالية، ولكن في العرف والقانون والمنطق، الادارة استمرارية، والاعضاء الـ7 الحاليين (سامي برباري، باتريك عون، ميشال خوري، ريمون (روميو) ابي طايع، مارك بخعازي، داني شقير وسمير نجم) مسؤولين بحكم موقعهم عن النادي وادارته المالية "في الحلوة وفي المرة"، وبالتالي اذا كانو على علم بحجم المسؤولية المالية في النادي قبل ان يترشحوا فهذه مصيبة، واذا ترشحوا من دون ان يقاربوا المشكلة المالية بحجمها الحقيقي فالمصيبة اكبر! علما ان المسؤولية ليست اقل على اعضاء الجمعية العمومية الذين اقترعوا لهذه اللجنة من دون ان يطلعوا على برنامج عملها!

والازمة لم تقتصر على الامور الادارية والمالية، بل وصلت تداعياتها الى الجمهور الذي بات في غالبيته ضد الادارة الحالية في خطوة غير مسبوقة لم يشهدها النادي منذ تأسيسه. وقد دعت المعارضة الى تحرك مساء الاربعاء المقبل في ساحة ساسين في الاشرفية لمطالبة الادارة بالاستقالة.

وكان العضو السابق للجنة الادارية للنادي ميشال بو عبدو اطلق مبادرة "لانقاذ النادي" خلال المؤتمر الصحافي الذي عصر السبت في فندق "الكسندر" في الاشرفية عرض فيه لمراحل المفاوضات التي اجراها مع اعضاء الادارة ومع المهندس بول معراوي. وتلخصت مبادرته بثلاثة بنود: توطين رواتب لاعبي فريقي كرة السلة وكرة القدم، تسديد دفعة اولى بقيمة 100 الف دولار نقدا للمحامي شادي سعد، تامين موازنة الموسم كاملة مرفقة بخطة تؤمن مداخيل ثابتة.

لا شك ان "سقوط" الحكمة في "شرك" العقوبات الدولية لن تقتصر تداعياته على النادي بل ستنعكس سلبا على الرياضة في شكل عام وكرة السلة في شكل خاص. ففريق السلة لطالما كان ركنا اساسيا من اركان اللعبة في عصرها الحديث، ومنافسا دائما وخصما عنيدا حتى في احلك الظروف واصعبها، وجمهوره لطالما كان وفيا ومخلصا لفريقه ولاعبيه.

الحكمة في خطر ومصيره مهدد وفرص انقاذه تتضاءل وتتراجع، واي سقطة هذه المرة ستكون موجعة واضرارها فادحة، كما ان الوقفة مجددا اصبحت اكثر صعوبة من المرات السابقة.



[[poll id=436]]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم