الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

فلنستنتج العبرة بأنفسنا

فلنستنتج العبرة بأنفسنا
فلنستنتج العبرة بأنفسنا
A+ A-

عن "روت لي الأيّام" لإملي نصر الله

يرى البعض أنّ المطالعة عبءٌ على الإنسان، ويراها آخرون سلاحًا يساعد على تجاوز مصاعب الحياة، لكنّني أنا شخصيًّا، بعد مشاركتي في مشروع تحدّي القراءة العربي منذ سنتين، وفوزي بالمرتبة الثانية عن محافظة جبل لبنان، أعرف أنّها بحر مليء بالمعارف والتجارب.

من الروايات والقصص والكتب التي قرأتها لأدباء كثيرين أمثال مارون عبّود، توفيق يوسف عوّاد، خليل تقيّ الدين، فاطمة شرف الدين وغيرهم، تأثّرت كثيرًا بكتاب "روت لي الأيّام" للأديبة إملي نصرالله، وبالتحديد بأقصوصة "يد القانون"، فيـها تروي مشاهداتها الّتي سجّلتها خلال زيارتها لأخيها المقيم في كندا، فوصفت طبيعة البلاد هناك في الربيع، وفوجئت بالتزام المواطنين قوانين الصيد النهريّ الهادفة إلى حماية البيئة وسلامتها، واحترام الناس لقانون السير، فروت لنا قصّة المرأة العجوز التي كانت تجتاز الشارع متجاهلة الإشارة الحمراء للمشاة، واستغربت الأديبة توقّف السائقين لها لتمرَّ بسلام على الرغم من ضوء الإشارة الخضراء الخاصّة بالسيّارات، فتلك المرأة ـــــ كما شرح لها أخوها ـــــ هي من نزلاء مصحّ الأمراض العصبيّة، والدولة تسمح لهم بالتجوّل في شوارع المدينة يومًا واحدًا في الأسبوع لمساعدتهم على عدم الشعور بالعزلة والاكتئاب، والناس هناك يعرفون هؤلاء النزلاء فيتوقّفون لهم، بكلّ رضى، ليتمكّنوا من عبور الشارع، إذ لا أحدَ يخالف إشارات السير الكهربائيّة غيرهم.

- 2 -

لم تجرؤ الكاتبة على المقارنة بين الكنديّين واللبنانيّين، وتركتنا نستنتج العبرة بأنفسنا، لنتساءل عن مدى سلامة عقول الناس في بلدنا، مـمّـن لا يحترمون إشارات السير.

المطالعة فعلاً بحرٌ من المعارف والتجارب التي تفتح آفاقًا جديدةً، فهل علينا أن نهملها؟؟

قاسم خليفة

كرمل القديس يوسف - المشرف

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم