الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط للويس الحاج قلبي حاسسني إنّي راح روح قتل

المصدر: "النهار"
Bookmark
جنبلاط للويس الحاج قلبي حاسسني إنّي راح روح قتل
جنبلاط للويس الحاج قلبي حاسسني إنّي راح روح قتل
A+ A-
لويس الحاج رئيس التحرير الذي غاب عنا وجهه، استودعنا ما سمحت له نفسه بالبوح به مما صادفه في حياته في "النهار". وقد اخترنا فصلا من كتاب "من مخزون الذاكرة" الذي صدر عن دار "النهار" وفيه فصل عن كمال جنبلاط الذي "تنبأ" بأنه "راح يروح قتل". اضافة الى ذكريات اخرى عن عهود ووجوه. قبل اغتياله بأيام معدودة قابلته في منزله مراجعا في قضية تعني احد اصدقائي. وخلال الحديث فاجأني بقوله: "قالولي انك خبير بكل شي مش بس بكتابة العناوين اللئيمة. شو بتفسر هالحلم؟ شفت بنومي المرحوم والدي راكب على حصان وبس لمحني نزل عن الحصان وعانقني". قلت ان تفسير الاحلام خارج عن دائرة اختصاصي، واني اعجب لاهتمامه، وهو المفكر الكبير، بما اتفق له وهو نائم. فقال: "يا عمي من كم يوم فجروا قنبلة على مدخل بيتي، مين عارف يمكن يلحقوني بمعروف سعد. قلبي حاسسني اني راح روح قتل". كمال جنبلاط السياسي وكمال جنبلاط المفكّر لم يسبر اغواره احد. كانت والدته السيدة نظيرة تلقى مشقة في تفسير تصرفاته وهو بعد حدث ناشب عن الطوق؛ فلما بلغ اشدّه اقنعته والدته بعد لأي بحمل اعباء الزعامة الجنبلاطية والتصرّف حيال الناس على هذا الاساس. غير ان الزعامة الموروثة لم تنسه الافكار والمبادئ التي تشبّع بها بفضل اقباله على المطالعة. قال لي بعد ايام من انتخابه نائبا للمرة الاولى: "صدقني يا عمي السياسي متعبة واتعب منها الزعامة، بس ما في مهرب من التنين. كنت بفضّل اعمل مزارع واهتم بالرزقات والمزارع السايبة. وعقلي بقلي وزع شوية اراضي على الشركا وبهيك بخفف مشاغلي وبرضي نزعتي الاشتراكية". لكن اشتراكية كمال جنبلاط ما جرّدته من طيلسانه الاريستوقراطي ولا استطاعت تحريره من التقاليد الموروثة ومنها العصبية الدرزية والشواهد اكثر من ان يحصرها عد. قال لي المطران غسطين البستاني، وكان صديقا لآل جنبلاط: "كمال بك فتى نبيه جدا، وراح يلعب دور كبير، بس انا خايف يقلّد الشيخ بشير جنبلاط اللي كان ينقلب على المير بشير كلما طلب شغله وما لباها المير". وكان تخوّف المطران في محلّه. فكمال جنبلاط درج على مهادنة الرؤساء الذين ما وجدوا غضاضة في جعله شريكا لهم في الحكم، اما الذين جرّبوا التعامل معه كما يتعاملون مع سائر الزعماء فقد اتعبهم وامضّهم بحملاته العنيفة ومواقفه المتطرفة. الرئيس الوحيد الذي داراه جنبلاط نسبيا هو فؤاد شهاب الذي عمل بنصيحتي واشرك "سيد المختارة" في الحكم اشراكا فعليا اتقاء لنقمته ولا اقول اتقاء لشره، وهي عبارة استعملها انطون سعد رئيس "المكتب الثاني" عندما سأله، بحضوري، النائب نجيب الخوري: "ليش يا قومندان عمتدلعو كمال جنبلاط كل هالقد؟ ما بيتعين موظف درزي الا اذا كان من زلمو، وما بتغضب الدولة الا على اللي بيغضب عليهم جنبلاط". فتضاحك انطون سعد قبل ان يجيب: "المعلّم (يعني شهاب) عمبيساير كمال جنبلاط ليتّقي شره". غير ان جنبلاط بدأ يغمز من قناة فؤاد شهاب ومكتبه الثاني قبل عامين من انتهاء الولاية. وقد اتصل به المهندس بولس يني، وكان مقرّبا من رئيس الجمهورية، واستوضحه اسباب نقمته، فقال له جنبلاط: "فؤاد شهاب آدمي ودرويش بس جماعتو اللي مصلّتهم عالناس مش اوادم. تصوّر انهم بلشوا يضايقو جماعتي بالشوف والمتن الاعلى. واحد صادروا فردو والتاني شلحوه شوية دخان مهرّب. انا مع النظام والقانون بس يطبقوهم على الكل. وبعدين شو مش عارف رئيس الجمهورية ان ضباط المكتب الثاني عمبيحمو اللي بهربو دخان وبيتاجرو بالسلاح؟". وعندما فتح الشهابيون بازار تجديد ولاية فؤاد شهاب رفض جنبلاط الافصاح عن موقفه من التجديد للذين قاموا لديه بعملية جسّ نبض. وطلب مني غسان تويني مقابلة الرجل واستيضاحه رأيه في التجديد، فقابلته في قصر المختارة ودار بيننا الحديث الآتي: جنبلاط: دايماً بتجي من بيروت عقيتوله ضيعتك عن طريق الشوف يا قاصدني لتاخد تصريح لجريدة غسان تويني؟ - هيك وهيك يا كمال بك. جنبلاط:...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم