الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"النهار" بالأبيض... نايلة تويني: لحظة تعبير عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية

المصدر: "النهار"
"النهار" بالأبيض... نايلة تويني: لحظة تعبير عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية
"النهار" بالأبيض... نايلة تويني: لحظة تعبير عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية
A+ A-

"النهار" الحدث اليوم. ثماني صفحات باللون الأبيض وصمت حتى الثانية عشرة ظهراً. وسائل إعلام لبنانية وأجنبية في مبنى الجريدة- وسط بيروت استعداداً لإطلالة رئيسة التحرير #نايلة_تويني في مؤتمر صحافي لكشف ملابسات صدور "النهار" بصفحات بيضاء اليوم. انتظر الجميع ما ستقوله تويني، فتصدّر هاشتاغ #النهار الترند رقم واحد في "تويتر" منذ الفجر. اتصالات انهالت على الجريدة، ولم تهدأ هواتف الزملاء. كما الأبيض على الصفحات، توحّد تويني والزملاء بالـ"تي شيرت" الأبيض، إلى أن انطلق المؤتمر الصحافي الذي نقلته الشاشات اللبنانية، لتُعلن رئيسة تحرير الجريدة أنّ سلاحنا القلم في وجه الأزمات.

في كلمتها، قالت نايلة تويني: "القلم سلاح وبياض صفحات النهار اليوم سلاحنا. استخدمنا قلمنا في كلّ المراحل والمعارك من أجل لبنان وشعبه. واجب القلم أن ينقل نبض الشعب وهمومه. هو الذي رافق كلّ إنجازات الوطن وأفراحه، ورفض في الآن عينه كلّ مؤامرة ضدّ الأرض والحرية والإنسان".

وتابعت: "تعبت النهار وهي تكتب عن الوعود والذرائع المكرّرة والفارغة. انتظرنا سنتين لتعيدوا إلى الشعب حقّ انتخاب نوابه، وأشهراً لانتخاب رئيس الجمهورية، ولا نزال ننتظر ولادة الحكومة من 5 أشهر، فإذا بها لعبة تقاسم الحصص، ووحده الله يعلم عدد الأيام التي سنظلّ ننتظر ليطلّ اليوم الأبيض الذي ينتظره اللبنانيون. الخطر يزداد. صفحات النهار البيضاء اليوم هي لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة إعلامية وطنية تجاه وضع البلد الكارثي".

وأضافت بغصّة: "صرختنا اليوم ليست مع طرف ضدّ آخر. هي صرخة لنتكلّم على الوجع ونقول إنّ الوضع لم يعد يُحتَمل. نتوجّه اليوم بالصفحة البيضاء لنقول كفى وندعوهم إلى عدم خسارة إيمانهم بالبلد رغم كلّ شيء، وندعو المسؤولين إلى وقفة ضمير وإيلاء المسؤولية الوطنية كلّ اهتمام وإعلان تشكيل الحكومة في أسرع وقت قادرة على التصدّي للأخطار".

وختمت: "هذا العدد هو إيمان بدور الصحافة المستقلة وضرورة استمرارها كآلة ضغط من أجل الناس. من هذه اللحظة سيعود القلم ليكتب ويعبّر ويصرخ من أجل وطننا وشعبا".


 وفي ما يلي المؤتمر الصحافي المفصل لرئيسة مجلس ادارة جريدة "النهار" رئيسة التحرير نايلة تويني.

"ان صدور الجريدة اليوم بلون أبيض، هو لإطلاق شعار "نهار ابيض في وجه الظلمة"، وهي لحظة تعبير عن دورنا الاخلاقي والعميق بالمسؤولية تجاه وضع البلد.

 ان القلم سلاح، وبياض صفحات "النهار" اليوم سلاحنا، استخدمنا قلمنا في كل المراحل والمعارك من اجل لبنان وشعبه، واجب القلم هو نقل نبض هذا الشعب وهمومه، فالقلم كان الى جانب كل انجاز وفرحة في هذا الوطن، وهو رفض ايضا كل مؤامرة ضد الأرض والإنسان".

 الشعب تعب و"النهار" تعبت ان تكتب حججكم ووعودكم المكررة الفارغة، لقد انتظرنا سنوات لتعطوا الشعب حق ان ينتخب نوابه، وانتظرنا اشهرا لننتخب رئيسا للجمهورية، وما زلنا منذ خمسة اشهر ننتظر ولادة الحكومة ونتفرج على لعبة تقاسم الحصص، والله يعلم كم يوم سنظل ننتظر لنرى هذا اليوم الأبيض الذي ننتظر.

الوقت يمر والخطر يزيد، ونواجه كلنا مرحلة من اشد المراحل خطورة في تاريخ لبنان، وصفحات "النهار" البيضاء اليوم هي لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة اعلامية وطنية تجاه وضع البلد الكارثي. واكثر ما يوجع هو عندما تتعطل لغة الكلام، وكأنه محكوم علينا ان نعيش هذا الوضع. فأجيال لا تعرف ماذا ينتظرها في الغد، اولادنا يتنفسون هواء ملوثا وبيئتنا اصبحت مصدرا للأمراض، ولكن ابيضنا اليوم لا يعني اليأس ولا ان القلم انكسر، وفي هذا اليوم الأبيض نؤكد الالتزام، ان صفحاتنا هي صفحات الشعب ومساحات تعبير مفتوحة، عن الغضب والصرخة والقضايا والحلول، لنبني دولة حضارية على مستوى احلام الجيل الجديد. صرختنا اليوم ليست مع طرف ضد آخر، هي صرخة لنتكلم عن الوجع ولنقول ان الوضع غير محمول. اليوم نتوجه بالصفحات البيض الى الناس لنقول يكفي، ولندعوهم لكي لا يخسروا ايمانهم بالبلد رغم كل شيء، ولندعو المسؤولين الى وقفة ضمير ليجعلوا المصلحة الوطنية اهم من اي مصلحة اخرى ولإعلان تشكيل حكومة في اسرع وقت قادرة على التصدي للمخاطر".

 "أننا نؤمن ببلدنا وسنظل نحارب من اجله، نحن القلم سلاحنا وصوتكم هو سلاحكم، تحرروا من القيود وقولوا ما في قلبكم، شعارنا الذي اريد ان اطلقه اليوم هو "نهار ابيض بوجه الظلمة". وادعو كل الشعب اللبناني الى ان ينضم الينا ليعود لهذا البلد بياضه، ونرفع عنه الظلم. هذا العدد هو ايمان بدور الصحافة المستقلة وضرورة استمرارها كآلة ضغط من اجل الناس، وان حجم التفاعل الذي لمسته اليوم هو اكبر دليل على أن الصحافة كانت وستبقى مرآة لوجع الناس. وأتعهد أن أبذل كل جهدي لتبقى النهار رغم كل شيء. وهذا الإصرار نتمنى ان يكون نقطة تحول وناقوس خطر تجاه الأزمات ولحظة وعي لخلاص لبنان. اليوم صفحتنا بيضاء، ومن هذه اللحظة سيعود القلم يكتب ويعبر ويصرخ، وانتم استعملوا هذا الإصدار لتعبروا على صفحاته عن وجعكم وعن ما في قلبكم من اجل بلدنا وشعبنا".


اسئلة وأجوبة

سئلت: هناك من ربط ما قمتم به اليوم بإمكان ان يكون مصير "النهار" مثل مصير "الأنوار" و"السفير"، وهل يمكنكم ان تستمروا؟

اجابت: "وضع البلد كله سيئ، ووضع الإعلام في العالم وفي لبنان والمنطقة ايضا، "النهار" قادرة على ان تستمر ولن تستسلم، واذا عدنا الى عام 1937 فسنعرف ما هو دور "النهار" وكم ضحت وكم مرت بأيام صعبة، وإن كل التغيير الذي نقوم به هو لندمج بين الورق والموقع الإلكتروني لنعطي طريقة جديدة للإعلام ونبقى صوت الناس".

سئلت هل ستستمرون ورقيا؟

اجابت: "اكيد، مستمرون ورقيا ومن خلال الموقع الإلكتروني ايضا".

وقالت ردا على سؤال: "ما نطرحه اليوم هو صرخة البلد وليس صرخة الإعلام، وهذا دورنا كمؤسسة اعلامية مثل النهار التي كان لها دور في السياسة وفي التغيير في البلد، ان تدق ناقوس الخطر وتقول للناس وللسياسيين افعلوا شيئا من اجل ان تخلصوا لبنان، وما نقوم هو صرخة وطن، وكل انسان يجب ان يقول للمسؤولين انتم مسؤولون عنا وعن هذا البلد ويجب انقاذه. في اصعب الظروف، وحتى في الحروب لم نمر بمرحلة مثل التي نمر بها الآن، من حق اللبناني ان يعيش بكرامته وان يكون مرتاحا للهواء الذي يتنفسه ومرتاحا لأكبر واصغر تفصيل، انا لست خائفة على النهار، فإذا كان لبنان بخير فالنهار ستكون بألف خير، وفي النهاية نريد ان يكون بلدنا بخير".

واعتبرت ردا على سؤال "ان هناك ازمة اقتصادية في البلد، أزمة كبيرة، ويجب ان ننتفض جميعا لنجعل المسؤولين يتحملون مسؤوليتهم، وعلينا ان نتحرك جميعا من اجل لبنان، والبلد لا يقف فقط على ازمة الإعلام. صحيح ان الإعلام من أهم الأزمات، ولا لبنان بلا اعلام. الإعلام في لبنان كان دائما الإعلام الحر والمستقل، واليوم ما اردنا قوله هو أننا نريد الإنسان والاقتصاد بخير. هناك أزمة في كل قطاع في البلد، وهنا دور المسؤولين ودور كل انسان، وهناك حلول واشخاص قادرون على انقاذ لبنان ومستعدون للمساعدة".

وهل القوى السياسية ستتفاعل مع النداء الذي وجهته؟ أجابت: "أنا قمت بما يوليه علي ضميري لمؤسسة مثل "النهار" تلعب دورا ورسالة في لبنان منذ عام 1933. لقد قمت بواجبي وقرعت ناقوس الخطر وقلت اننا نريد ان ننقذ لبنان، وكلنا أمل ولم نيأس قط حتى في أصعب الفترات التي مررنا به، وتحدينا ولن ندع أحدا الآن يجعلنا نستسلم.

نحن منبر اعلامي لدينا رسالة ونتمنى على كل وسائل الإعلام ان تضم صوتها الينا وان تقوم بهذا الضغط اليوم، وان تكون بالأبيض، اضافة الى كل من هم على وسائل التواصل الإجتماعي الذين عبروا عن خوفهم على "النهار". أتمنى أن ينضموا الينا ويتحركوا معنا بالأبيض، نريد تغييرا".

سئلت: ما هي الخطوة المقبلة؟

اجابت: "هذا القلم الذي أخاف الكثيرين، ودفع دما، هو أقوى سلاح. فلا الشارع سلاح ولا القتل سلاح ولا الحرب سلاح ولا الكلام بقلة احترام سلاح، قلمنا هو رسالتنا وهو أقوى سلاح".

وعن تشكيل لجنة لجمع كل القوى التي دعتها الى التحرك، قالت: "نحن حاضرون، ولقد بدأنا منذ ان اصدرنا العدد مع الجامعة الأميركية، ونحن حاضرون لإعطاء الدراسات وسيكون هناك لجان تتابع في كل موضوع مع الخبراء بالتفصيل. نحن جاهزون وابواب "النهار" مفتوحة ليلا ونهارا، وهذا دورنا".

وردا على سؤال قالت: "ما قمنا به اليوم هو لإنقاذ لبنان، أكان في الإعلام أم الاقتصاد أم الأمور الحياتية والمعيشية. نحن كنا نوصل الصوت من خلال رسالة بيضاء.

ودعوتي لكل صحافي ان يكون صوت الناس، ومسؤولية كل صحافي لبناني ان ينقذ لبنان، وهذه انتفاضة على كل ما وصلنا اليه، وآن الأوان أن نخلص لبنان يدا بيد، ولسنا ضد أحد".

سياسيون "وقّعوا" على بياض... "النهار" رداً على سوداوية الوضع الكارثي

صرخة "النهار" البيضاء تردد صداها في كل مكان. ثمة من قرائها من شعر بخوف عندما فوجيء بهذا العدد غير المسبوق، وثمة آخرون رأوا فيه "رسالة"، سرعان ما توضحت مقاصده في المؤتمر الصحافي لرئيسة التحرير نايلة تويني التي اوجزت أهداف هذه الصرخة بقولها: "هي لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة اعلامية وطنية إزاء وضع البلد الكارثي". وهنا عيّنة من المواقف التي واكبت صرختنا:

الجميل

رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل: "رسالة مدوية من جريدة "النهار"، تعكس مدى إهمال الدولة للسلطة الرابعة وبخاصة الصحافة المكتوبة. تحية الى كل "المناضلين" في هذا القطاع الذين يواجهون كل التحديات للابقاء على رسالتهم".

افرام

النائب نعمة افرام: "لطالما كانت "النهار" متماهية مع لبنان الحريّة والديموقراطيّة والحقّ بالاختلاف. ببياضها اليوم تؤكّد "النهار" أنّ لبنان لا يزال حيّاً وسيقاوم حتّى النهاية ليكمل رسالته في هذا الشرق الجريح.

صدور "النهار" بالأبيض هو موقف جريء لحماية الحريّات المقّدسة في لبنان الذي لطالما كان ولا يزال "هايد بارك" الشرق".

المرعبي

عضو "كتلة المستقبل" النائب طارق المرعبي: "لبنان بلد الصحافة والحريات... ‏صحفنا ثروة من الحريات والفكر وجزء مهم من حياتنا اليومية التي عايشناها في منازلنا".

سعد

النائب فادي سعد: "بئس هذا الزمن الذي نشهد فيه على احتضار الصحافة الورقية. السلطة الرابعة تتهاوى حجرا حجرا وجريدة النهار، بصفحاتها الثماني البيض هي بمثابة انذار، عسى هناك من يستيقظ من سبات الإهمال انقاذا لما تبقى من صاحبة الجلالة ومنعا لسقوط الهيكل على رؤوس الجميع".

حواط

النائب زياد الحواط: "ان صرخة جريدة "النهار" اليوم غير مسبوقة، وهي تعبر عن وجع كبير. نخاف موت جزء من لبنان عماده الحرية، ولذا من الواجب دعم الصحافة المكتوبة واقرار اقتراحات القوانين التي تقدم بها الوزير ملحم الرياشي".

الخازن

رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن: إنَّ صُدور "النهار" هذا الصباح بلباسٍ أبيض، يُمَثّل صفعة لغياب قمّة صحافية دَهرية لبنانية وعربية، وَسْطَ تجاهل الدولة لهذه الأزمة التي لم يُعرها المسؤولون أيّ أهميّة، للبنان الذي ظلّ منارة إعلامية لأكثر من قرن.

دُعائي وصَلاتي أن يتحَسَّسَ القاصرون معنى هذا الإنذار بتَطيير راية رمز الحرّية والقضايا المُحقّة، وأَضعُ نفسي في تَصَرُّفكم لمناصرة مَنْ وما ظَلَّت تُمَثّله فاتحةَ يومنا، مثلما كانت في زمن العزّ العربي رفيقةَ الرئيس جمال عبد الناصر في رَشْف قهوته الصباحية".

محفوض

رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض: "ان "صدور صحيفة "النهار" اليوم من دون مضمون وبصفحات بيضاء، يؤشر الى مرحلة الجفاف على كل المستويات ولأن الديك استشهد ولم يسقط، يجب العمل لمنع سقوط هذا المنبر الإعلامي العريق، وبذلك نفي جبران تويني جزءا من تضحياته في سبيل لبنان، كما نادى به لذا يبقى إنقاذ "النهار" وسواها مسؤولية الجميع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم