السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عملية خياطة المعدة... لِمن تُجرى وكيف؟

المصدر: "النهار"
عملية خياطة المعدة... لِمن تُجرى وكيف؟
عملية خياطة المعدة... لِمن تُجرى وكيف؟
A+ A-

نشهد على ثورة علاجية في مجال العلاجات والجراحات لخسارة الوزن، قائمة طويلة لمختلف أنواع العمليات الجراحية بكل تشعباتها هدفها معالجة البدانة والسمنة الزائدة. من بين هذه المصطلحات "خياطة المعدة ببعض الغُرز" الذي عاد الى الواجهة من باب دراسة حديثة سلطت الضوء على هذه الجراحة وفعاليتها. لكن هل حقاً هي فعالة مقارنة بباقي أنواع الجراحات؟ ومن المستفيدون منها؟

لجأ بعض العلماء والجراحون الى عملية خياطة المعدة ببعض الغُرز لخسارة الوزن من دون ترك ندوب في جسم المريض. هذه العملية الذي أطلق عليها البعض "الجراحة الثورية" تشير الى خفض حجم المعدة إلى الثلثين أو ثلاثة أرباع حجمها الأصلي، مما يجعل المريض يشعر بالشبع بسرعة، وفق ما نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

عجز امتصاص B12


تشير الدراسات إلى أن غالبية المرضى الذين يخضعون لهذه العملية، يفقدون ما لا يقل عن 60% من وزنهم الزائد، أي ما يعادل 20 كيلوغراماً في المتوسط، ولكن يبقى نجاح العملية يعتمد على إرادة المريض والسيطرة في تناول الطعام.

وفي 10% من حالات استئصال المعدة، يعجز الجهاز الهضمي عن إنتاج المواد الكيميائية الضرورية لامتصاص فيتامين B12، ما يتسبب بفقر الدم، مصحوباً بالتعب الشديد، وضيق التنفس ومجموعة من المشاكل الأخرى. ويضطر المرضى الذين يواجهون هذه المشاكل إلى تناول المكملات الغذائية.

ماذا يقول الطب عن "خياطة المعدة"؟


لكن ما حقيقة هذه الدراسة، وما عملية خياطة المعدة، ومن المستفيدون منها؟ أسئلة كثيرة يُجيب عنها الجراح المتخصص بعمليات خسارة الوزن ناجي صفا.

بداية، يوضح صفا أن "هذه الجراحة تصور على انها ثوريةK لكن هذه العملية التي يُطلق عليها تسمية "Pose" ليست بجديدة بل كنا نعتمدها سابقاً لعلاج حرقة المعدة من خلال تضييق الممر بين المريء والمعدة للتخفيف من الحرقة. وقد برهنت انها لم تكن فعالة كفاية في مشكلة الحرقة.

علما ان هذه الجراحة ما زالت تحت قيد الدراسة وغير معترف بها عالمياً ولم ترَ اللجان العالمية المعنية بالبدانة انها وسيلة كافية لإنقاص الوزن. حتى شركات التأمين في اميركا لا تُغطي هذا النوع من الجراحة لأنها لم تحظ بعد بموافقة شرعية عالمية للمضي بها في مجال خسارة الوزن".

ويشرح صفا تفاصيل اجرائها قائلاً: "تُجرى هذه الجراحة بواسطة الفم وتستغرق حوالى الساعة تقريباً. كما ان تكلفتها مرتفعة بسبب معداتها الباهظة. ندخل من خلال منظار المعدة حيث نخيط كل جانب من جوانب المعدة وتقريب جدار المعدة بهدف تضييق الممر. وبهذه الطريقة يمر الطعام ببطء أكثر ما يعطي الشخص الشعور بالشبع وتقليص كمية الطعام".

ما نتائج هذه الجراحة؟

يؤكد الجراح المتخصص بعمليات خسارة الوزن انه "برهنت جراحة خياطة المعدة انها تدوم بين 6 أشهر والسنة كحد أقصى قبل ان تتوسع المعدة من جديد. اما بالنسبة الى نتيجتها فالمريض يخسر حوالى 10% من وزنه. مثلا اذا كان وزنه 100 كيلوغرام يخسر نحو 10 كيلوغرامات بعد اجراء هذه الجراحة.

اذاً، هذه الجراحة ليست حلاً للأشخاص الذين يعانون البدانة المفرطة، فوفق صفا "المريض الذي يستفيد من هذا النوع من الجراحات هو الشخص الذي يعاني زيادة وزن. عملية حسابية صغيرة تساعد الشخص في معرفة بعض تفاصيل عن نوع الجراحة المناسبة لكل شخص.

* إذا كانت نسبة المؤشر بين 25-30 نكون قد دخلنا في خانة زيادة في الوزن.

* بين 30-35 نصبح في خانة البدانة

* أما ما بعد الـ 40 فنكون قد وصلنا إلى مرحلة البدانة المفرطة.

علماً أنّ مؤشر كتلة الجسم (BMI) يُحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر ويُستخدم عادةً كمعيار لقياس فرط الوزن والبدانة .


من المستفيد من الجراحة؟

اذاً، هذه الجراحة مناسبة لمن يعاني زيادة في الوزن شرط التزام المريض باتباع نظام غذائي صحي للمحافظة على وزنه المثالي بعد الجراحة، اما لكل من لديه مؤشر كتلة أعلى من 30 فهذه الجراحة لن تعطي النتيجة المطلوبة، فهو سيخسر بداية بعض الكيلوغرامات لكنه سرعان ما سيكسب الوزن بعد توسع معدته، وفق ما أثبتت الدراسات".

اما بالنسبة الى مضاعفاتها؟ فيُقسم صفا المضاعفات الى شقين:

* مضاعفات بعد الجراحة مباشرة: حدوث ثقب في المعدة اثناء اجراء الجراحة ما يتسبب بالتهابات معوية.

* مضاعفات مستقبلية: الضرر الأكبر يواجهه الجراح بعد الكشف على المريض الذي اجرى هذا النوع من العمليات. فخياطة المعدة تترك أثراً في جسم المريض من خلال الخيوط غير القابلة للذوبان، وفي حال اضطر المريض الى إجراء جراحة اخرى لخسارة الوزن تزيد مخاطر المضاعفات نتيجة وجود جسم غريب في جسمه".

خلاصة هذه الجراحة، إذاً، أن "نعرف انه من المهم اجراء هذه العملية عند متخصصين في هذا المجال لأننا نشهد تجارة في هذا الموضوع. والأهم ليس كل شخص يعاني من بدانة يعني بالضرورة انه سيستفيد من هذه الجراحة، وحدهم الأشخاص الذين يعانون من زيادة وزن سيحصلون على النتيجة المرجوة بعد استشارة مختصين في جراحة البدانة.

ويشدد صفا على ان هذه الجراحة تعطي نتيجة عند 60% من الأشخاص و40% منهم لا يستفيدون منها، ويعود سبب ذلك الى مدى تجاوب الجسم مع الجراحة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم