إعادة اكتشاف تنوّع التراث الثقافي من خلال التربية شرطٌ أساسي لتحقيق التنوّع ضمن الوحدة

منذ عقدين ونيّف، يكثر الحديث في المنتديات الثقافية والمنظمات الدولية على موضوعين يستحوذان على اهتمام المفكرين والبحاثة والناشطين في المجتمع المدني: التنوع الثقافي، وتعزيز الحوار بين الثقافات وداخل المجتمع الواحد. إن دلّ ذلك فعلى أن العولمة التي أسقطت الحواجز الجغرافية بين البشر، قد ساهمت الى حدٍ ما- وتلك مفارقة- في تعزيز النزعات الرافضة للآخر، وفي تحويل الاختلافات بين المجتمعات وداخل المجتمع الواحد مصدرا للخلافات والنزاعات وما يرافقهما من عنف يفرض نفسه كآفة حقيقية في المجتمعات المعاصرة.كيف نجعل من التنوع عنصراً أساسياً لتحقيق التطور والنمو؟ وكيف نعزّز الوعي بأن الآخر المختلف ليس آخر بالمطلق، بل شريكاً لنا في الإنسانية؟ سؤالان ملحّان في المنطقتين العربية والمتوسطية عموماً، وفي لبنان خصوصاً، نظراً الى ما تشهده الضفة الغربية للمتوسط من نزعات إقصائية، ودعوات عنصرية، وحركات انغلاق للهُويات على ذاتها...