السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الأهواز تدمي "الحرس الثوري" وروحاني يتهم ويتوعّد برد "ساحق"

الأهواز تدمي "الحرس الثوري" وروحاني يتهم ويتوعّد برد "ساحق"
الأهواز تدمي "الحرس الثوري" وروحاني يتهم ويتوعّد برد "ساحق"
A+ A-


لم يكن الهجوم على العرض العسكري في الاهواز السبت، الاول من نوعه في الإقليم الايراني الواقع في جنوب غرب ايران والذي تسكنه غالبية عربية، إلا أن حجمه هو الاكبر منذ سنوات، وهو يزيد الضغوط على النظام الايراني الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية.

يترافق الهجوم مع موجة جديدة من العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران لارغامها على اعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد، فضلاً عن تقييد برنامجها الصاروخي وطموحاتها التوسعية في المنطقة. وكل ذلك وسط اضطرابات داخلية ناجمة عن ضائقة اقتصادية ومعيشية. وكانت مدينة الأهواز تشهد عرضاً عسكرياً في مناسبة احتفالات أسبوع الدفاع المقدس الذي يحيي ذكرى الحرب بين إيران والعراق (1980-1988)، عندما فتح مسلحون النار على وحدات الجيش و"الحرس الثوري" الإيراني المشاركين في العرض، من مبنى قريب ومن موقع خلف منصة الشخصيات.

وشارك في تنفيذ الهجوم أربعة مسلحين، ارتدوا لباساً عسكرياً، قُتل اثنان منهم في الهجوم، وقضى ثالث متأثراً بجروحه في المستشفى واعتقل الرابع، استناداً الى تقارير ايرانية.

وتحدثت وكالات الانباء عن مقتل 29 شخصاً وجرح 53 آخرين في الهجوم، نصفهم تقريباً من أفراد "الحرس الثوري"، في إحدى أسوأ الضربات التي يتعرض لها. وقالت وكالة الانباء الطالبية "إيسنا" إن بين القتلى نساء وأطفالاً من المتفرجين ورجحت ارتفاع الحصيلة لأن ثمة جرحى في حال الخطر. كذلك، نقلت وكالة "تسنيم" المقربة من "الحرس الثوري" الإيراني، عن نائب حاكم المحافظة علي حسين حسين زاده، أن "صحافياً بين الضحايا القتلى فضلاً عن مدنيين وعسكريين"، ولم يستبعد ارتفاع عدد القتلى لوجود مصابين في حال الخطر.

وتبنت "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز"، الهجوم. وصرح الناطق باسم الحركة يعقوب حر لـ"النهار": "استهدفت المقاومة الوطنية الأهوازية عرضاً عسكرياً لقوات الإحتلال الإيراني في الأهواز العاصمة مما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 40 عسكرياً وإصابة العشرات كلهم من المسؤولين العسكريين أو عناصر حمايتهم". وأفاد أن من كانوا على المنصة أثناء استهدافها هم أعضاء في مجلس الخبراء وضباط وعناصر من "الحرس الثوري" ومسؤولون عسكريون إيرانيون كبار، نافياً التقارير عن اصابات بين المدنيين. وبرر العملية بأنها "رد طبيعي على الجرائم التي يرتكبها النظام الارهابي الايراني ضد الشعب العربي الاهوازي".

وسبق لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأهواز" ان تبنت هجمات سابقة على أهداف عسكرية في المنطقة وهي تعرف عن نفسها بأنها "تشكيل يشمل مجموعات اهوازية مختلفة متفقة على مقاومة الاحتلال الايراني بالطرق المشروعة وتعتبر حركة النضال عمودها الفقري".

وتأسست هذه الحركة عام 1999 من مجموعة من عرب الأهواز المقيمين في أوروبا، وهي تهدف إلى إنشاء دولة عربية في الأهواز. وفي حزيران 2005 بدأت الكفاح المسلح ضد الحكومة الايرانية، متهمة اياها بعمليات تهجير قسري لسكان الأهواز العرب.

ومذذاك، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عددٍ من الأعمال المسلحة مما دفع الجمهورية الاسلامية الى تصنيفها جماعة إرهابية. ولعل آخر الهجمات التي تبنتها كانت اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات حسين شريفي في 15 شباط 2017 . وقبل ذلك بشهر، أعلنت مسؤوليتها عن تفجير خطي أنابيب في جنوب إيران الغني بالنفط "رداً على التدخلات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن". وفي تشرين الثاني الماضي، اغتيل زعيم الحركة أحمد مولى نيسي في مدينة لاهاي في عملية اتهمت بها طهران، الامر الذي يؤكد أن حرب الظل بين النظام الاسلامي والحركة تمتد الى خارج حدود ايران.

اتهامات ايرانية

ووجهت طهران اصابع الاتهام الى جهات خارجية بالهجوم. وصرح الناطق باسم "الحرس الثوري" رمضان شريف بأن الحركة الاهوازية تتلقى دعماً من السعودية، فيما قال البريغادير جنرال أبو الفضل شكارجي إن "هؤلاء الإرهابيين تم تدريبهم وتنظيمهم من قبل دولتين خليجيتين".

ومساء، توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن الرد الإيراني على أدنى تهديد سيكون قاطعاً ومدمراً، مضيفاً أن على الذين يقدمون الدعم الإعلامي والمعلوماتي للإرهابيين أن يتحملوا المسؤولية.

وهو كرر صباح الاحد أن المتورطين "يتلقون الدعم من الدول المجاورة في الخليج"، و"لن يفلتوا من العقاب وردنا سيكون ساحقاً".

ويقول الناشط الاهوازي محمد حطاب الاحوازي إن الاهوازيين العرب يتعرضون لمضايقات منذ 2005 اشتدت وتيرتها بشكل غير مسبوق. وفي موازاة ذلك تصاعدت أعمال المقاومة.

ويتهم أطراف داخليون وخارجيون الحكومة الإيرانية بالتمييز ضد السكان العرب، إذ تحظر عليهم تعلم اللغة العربية، وتحرمهم المناصب الحكومية، كما مارست سياسات لتغيير الواقع الديموغرافي في مناطقهم منذ 1928. ويعد اقليم الأهواز (خوزستان بالفارسية) نحو 12 مليون نسمة، وهو يمتد على مساحة 375 ألف كيلومتر مربع.

وعقدت الجمعة ندوة على هامش الدورة 39 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الإنسان ناقشت انتهاكات النظام الإيراني في الأهواز. وقدمت "المنظمة الأهوازية للدفاع عن حقوق الإنسان" بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان عرضاً لحالات انتهاك حقوق الإنسان للأهوازيين على يد النظام الإيراني.

وأبرز ممثلو المنظمتين خلال الندوة مستوى انتهاكات النظام الإيراني في حق الأهوازيين، وخصوصاً النساء والأطفال ومعتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين. وقالت المنظمة إن "النظام الإيراني ينفذ مخططات تدميرية على الصعد البيئي والتعليمي والثقافي".

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم