السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عناق الأحبّة... أسر كوريّة فرّقتها الحرب تلتقي (فيديو وصور)

المصدر: "رويترز، أ ف ب"
عناق الأحبّة... أسر كوريّة فرّقتها الحرب تلتقي (فيديو وصور)
عناق الأحبّة... أسر كوريّة فرّقتها الحرب تلتقي (فيديو وصور)
A+ A-

التقت نحو 90 أسرة من #الكوريتين في #كوريا_الشمالية اليوم، وسط بكاء وعناق، بعدما فرقتها الحرب منذ أكثر من 60 عاما. وعملية لمّ الشمل الوجيزة التي تستمر 11 ساعة فقط، هي الأولى منذ ثلاثة اعوام. وجرت في منتجع #جبل_كومغانغ السياحي، بعدما اتفقت الكوريتان على ذلك هذه السنة، في أعقاب مواجهة بشأن البرامج النووية والصاروخية لبيونغ يانغ.  

وقد التقى عشرات الكوريين، وغالبيتهم من كبار السن، من الجنوب والشمال اليوم، للمرة الأولى، منذ تقسيم شبه الجزيرة، وانفصالهم عن اقاربهم منذ نحو 70 عاما، في أجواء من التأثر الشديد.
وتشبث المشاركون في اللقاء ببضعهم بعضا، كأنهم يحاولون اختصار عشرات السنين التي فرقتهم، وتعانقوا حاملين صور اقاربهم. 

وكان العديد من الكوريات الشماليات يرتدين الفساتين التقليدية المعروفة بـ"هانبوك" في الجنوب، و"جوسيون-اوت" في الشمال. وعلق كل الآتين من الشمال صورة مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سون، او ابنه وخلفه كيم جونغ ايل، فيما كان الكوريون الجنوبيون يرتدون أفضل ملابسهم.

وحين اقتربت الكورية الجنوبية هان شين-جا البالغة 99 عاما، أحنت ابنتها البالغتان 69 و72 عاما رأسيهما عليها، وانفجرتا بالبكاء.
وانهارت هان أيضا، وكانت تلصق خديها بخديهما، وتمسك متشبثة بيديهما. وبادرت بالقول: "عندما هربت خلال الحرب..."، ومنعتها دموعها من مواصلة الكلام، كأنها ارادت الاعتذار لتركهما. 

وتفرق ملايين الاشخاص في الحرب الكورية (1950-1953) التي فصلت إخوة عن أخوتهم، وآباء عن اولادهم، وأزواجا عن زوجاتهم.

توقفت الاعمال العدائية، وأعلنت الهدنة، ولم توقع معاهدة سلام، مما يترك شبه الجزيرة الكورية في حالة حرب نظرياً، وتفصلها منطقة عسكرية لا يمكن اختراقها، مع حظر أي اتصال مباشر بين المدنيين- حتى الاخبار البسيطة المتعلقة بالعائلات.

وتستمر اللقاءات التي تجري في جبل كومغانغ الكوري الشمالي الشهير بمناظره الخلابة، لثلاثة ايام. وهي الاولى منذ ثلاث سنوات، وتأتي في اعقاب انفراج ديبلوماسي في شبه الجزيرة.


ووفقا لتقارير مشتركة، انطلقت اللقاءات بأغنية "نايس تو ميت يو" (سررت بلقاءك) الكورية الشمالية، والشائعة أيضا في الجنوب. وكانت تصدح من مكبرات الصوت.

و
التقت لي كيوم-سيوم، وقد أصبحت واهنة وصغرت قامتها في عامها الـ92، بابنها للمرة الاولى منذ أن فرقتها الحرب مع طفلتها عنه وعن زوجها. آنذاك كان ري سانغ شول لا يتجاوز الرابعة. ونادت لي اسمه عندما رأت الرجل البالغ الآن 71 عاما، قبل أن تحتضنه بينما غلب التأثر على كليهما. 


وحمل ابنها معه صور أفراد العائلة في الشمال، ومنهم زوجها الراحل، قائلا: "هذه صورة للوالد".

وقبل مغادرتها للمشاركة في اللقاء، قالت لي لوكالة "فرانس برس": "لم اتصور أبدا أن يأتي هذا اليوم. بل لم أكن اعرف ما اذا كان على قيد الحياة أم لا".

بعد 65 عاما، بات الوقت ضيقا لمثل هذه اللقاءات بين الآباء وابنائهم.
وقد نظمت الكوريتان 20 جولة من اللقاءات منذ عام 2000. وكثر من الكوريين الجنوبيين الذين طلبوا المشاركة في اللقاءات، ويتجاوز عددهم 130 الفا، ماتوا.  وأكثر من نصف الذين ما زالوا على قيد الحياة تجاوزوا الثمانين. وأكبرهم سنا هذه المرة هو بايك سونغ-كيو (101 عام). 

والتقى الكوري الجنوبي بارك كي-دونغ (82 عاما) شقيقه وشقيقته الكوريين الشماليين اللذين احضرا معهما عشرات الصور العائلية.
واشار باك سام إلى إحدى الصور، قائلا لشقيقه: "هذا أنت". وحدّق الرجل الأكبر سنا بالصورة بصمت، مسترسلا في التفكير، بينما مسحت شقيقته دموعها بصمت.

ويأتي استئناف هذه اللقاءات بعد توقفها ثلاث سنوات، في اعقاب التوتر بسبب البرنامجين النووي والباليستي لكوريا الشمالية.
لكن بعد انفراج ديبلوماسي سريع، اتفق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان، على استئناف تلك اللقاءات في أول قمة بينهما في نيسان في المنطقة الفاصلة. 

وناقشت الكوريتان منذ ذلك الحين التعاون في مختلف القضايا خلال لقاءات بين مسؤولين من الجانبين.

لكن منذ قمة تاريخية بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في سنغافورة في حزيران، لم توضح بيونغ يانغ بعد التنازلات التي تعتزم القيام بها بخصوص ترسانتها النووية، بينما تسعى واشنطن الى مواصلة العقوبات الضاغطة عليها.

والعائلات التي شاركت في لقاءات سابقة وجدت في ذلك تجربة حلوة لا تخلو من مرارة. لكن البعض اشتكى من ضيق الوقت المعطى لهم مع عائلاتهم، بينما عبّر آخرون عن استيائهم للهوة العقائدية بعد عشرات السنين التي فرقت بينهم.

وبعض الذين تم اختيارهم للقاءات هذه السنة تراجعوا عن المشاركة لدى معرفتهم بأن آباءهم او اشقاءهم ماتوا، وأن بإمكانهم فقط لقاء أقارب لا يعرفونهم ولم يشاهدوهم من قبل.

وفي الايام الثلاثة المقبلة، ستمضي 98 عائلة نحو 11 ساعة فقط معاً، وتحت مراقبة عناصر كوريين شماليين في شكل كبير.
وسيمنحون ثلاث ساعات فقط للقاءات خاصة، قبل ان يتفرقوا مجددا الاربعاء، وقد تكون هذه المرة الاخيرة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم