السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الناجون من إعصار الفيليبين يصارعون من أجل البقاء: لم نعد نملك شيئاً

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

يعتقد الذين نجوا متمسكين بأسلاك او مختبئين في ملاجئ اسمنتية، لدى مرور الاعصار هايان في وسط الفيليبين، انهم احبطوا لعبة القدر لكن كثيرين منهم يرون ان الصراع من اجل البقاء قد بدأ لتوه.


وفي اعقاب الساعات الرهيبة التي امضوها يواجهون رياحا عاتية بينما كانوا يحاولون النجاة من الامواج العملاقة التي كانت تنقض على المنازل والكنائس والمدارس حيث كان الناس يظنون انهم في امان، يواجه الناجون منذ ايام كارثة بطيئة لكنها مؤلمة في الآن نفسه.
فهم هائمون على وجوههم في مناطق مدمرة، ينقصهم الماء والطعام والادوية، ودائما ما يتردد في آذانهم صدى طلقات الاعيرة النارية.
وعلى طريق قريبة من مطار تاكلوبان (وسط)، إحدى اكثر المدن تضررا من جراء الاعصار هايان، امضى نلسون ماتوباتو (34 عاما) وزوجته كارين (29 عاما) ليلتهما في مركبة دراجة. والى جانبهما نعش موقت يضم جثتي ابنتيهما اللتين كانتا في السابعة والخامسة من العمر. اما ابناهما اللذان يبلغ اولهما الرابعة من العمر والثاني الذي ما زال في شهره الثالث، فيعتبران في عداد المفقودين.
وقال نلسون الذي كانت تحترق قربه شمعة صغيرة "وصلت الماء في الساعة السابعة وسرعان ما غمرت بيتنا. وفي الساعة التاسعة صعدنا الى السطح، ثم جرفتنا المياه جميعا عندما انهار المنزل. لم نكن قادرين على فعل شيء".
ويجلس جاره دنيس داراي على الطريق قربه، وقرب قدميه كيس ابيض يضم جثة شقيقته. وينتظر مجيء السلطات لجمع الجثث.
وبصوت مخنوق، قال: "على السلطات ان تأخذ هذه الجثث. بدأت روائح تحللها تتفشى".
وعلقت انجيلين كونشاس وابنتها التي تبلغ السابعة من العمر في الطبقة الثانية من بنايتهما عندما غمرتها المياه فجأة. وتمسكتا بسلك كهربائي حتى وصلتا الى مكان مرتفع ونجتا من الامواج.
وقالت: "من حسن الحظ، كان التيار الكهربائي مقطوعا، وإلا لكنا متنا".
وتقدر المنظمة العالمية للصحة ان عددا كبيرا من الناجين يعانون اصابات يتعين معالجتها. وتسهل الحرارة والرطوبة السائدتان في الفيليبين العدوى التي سرعان ما تتفشى وتكون بالتالي قاضية في الظروف الراهنة.
ويسود التخوف من سرعة تفشي الامراض المعدية في اماكن نادرة يتكدس فيها الناجون، ويتخوف الاطباء تحديداً من اوبئة الاسهال بسبب نقص مياه الشرب.
وتتخوف المنظمة العالمية للصحة من مواجهة صعوبات حتى في تقديم العناية الصحية الاولية. ومن المتوقع ولادة 12 الف طفل في الايام الثلاثين المقبلة بين 11,3 مليون فيليبيني تضرروا من الاعصار.
ونجت الطبيبة كورازون روبيو في تاكلوبان من الاعصار، لكنها تقول ان ما حصل بعد ذلك قد ارعبها. وقالت لـ"وكالة فرانس برس" ان "عمليات السلب والنهب هي التي تخيفني".
ويقول الاطباء النفسانيون ان الناس الذين فقدوا الامل يقومون بعمليات السلب والنهب لمواجهة وضع بالغ الصعوبة لانهم خسروا كل شيء.
ويقوم البعض الاخر بعمليات السلب والنهب لضرورات اقتصادية بالتأكيد. وتعتبر المنظمة الدولية للعمل ان ثلاثة ملايين فيليبيني خسروا مصدر رزقهم. ونصفهم اشخاص معوزون وصيادون او مزارعون صغار.
وستتأثر ايضا السياحة، القطاع الاساسي الاخر للاقتصاد في الفيليبين.
لكن الناس يبحثون الان قبل كل شيء عما يقتاتون به ويلبسونه وعن مكان يبيتون فيه ليلتهم.
وقالت سيسيليا بلتران (47 عاما) الام لثلاثة اولاد التي تقف في طابور امام بلدية تاكلوبان: "اننا نطلب الطعام من جيراننا لان المساعدة لم تصل بعد. نأكل مرة واحدة في اليوم".
وخلصت الى القول "منزلنا لم يعد موجودا. نعيش في خيمة. انتشلنا اواني فخارية من بين الانقاض وغسلناها وكذلك ثيابا. لم نعد نملك شيئا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم