السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الحروب "المبتورة"

المصدر: "النهار"
معن بشور
الحروب "المبتورة"
الحروب "المبتورة"
A+ A-

هل يعتقد نتنياهو وعصابة قتل الأطفال التي تتحكم بالقرار الصهيوني أن بإمكانها أن تحقق بعدوانها الجديد ما عجزت عن تحقيقه في عدوانها في مثل هذه الأيام قبل أربع سنوات؟!

وهل يظن نتنياهو وليبرمان وأمثالهما أن المقاومة في غزة اليوم أقل جهوزية واستعداداً منها في الحروب الثلاثة الماضية وان شعبها وأمتها هما اقل احتضاناً للقطاع المجاهد الذي أسقط بصموده ومقاومته كل مشاريع تصفية قضية فلسطين وصفقات العصر؟!

فكلما أسرع شعب فلسطين بالانتصار لغزة بوجه العدوان وأسرع شرفاء الأمة بالتلاحم مع مقاومة فلسطين وأسرع أحرار العالم في التضامن مع النضال الفلسطيني... اقتربت هزيمة العدوان واقتربت إمكانية دحر الاحتلال عن الضفة والقدس وصولاً إلى تحرير كل فلسطين.

وما الحروب "المبتورة" التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة وتستمر عدة ساعات لتنتهي بتهدئة ترسخ معادلة القصف بالقصف التي رسمتها المقاومة، الا افضل تعبير عن عمق المأزق الذي يواجهه الاحتلال في مواجهته للمقاومة والذي يتضح اليوم من خلال تفاقم الخلاف بين القيادة السياسية التي تنحو إلى التشدد والقيادة الأمنية العسكرية التي تخشى من ان يؤدي التصعيد الى حرب واسعة لن يكون داخل الكيان بمنأى عنها...

إن هذا المأزق المتفاقم يعبر أيضاً عن تغيير متدرج في موازين القوى لمصلحة المقاومة ومحورها الممتد من فلسطين الى لبنان وسوريا وصولا إلى ايران، ويطرح إمكان الاستفادة من هذا التغيير لتحقيق أهداف استراتيجية للمقاومة تبدأ من إنهاء الحصار على غزة وصولا إلى دحر الاحتلال عن القدس والضفة وتكريس حق العودة على طريق التحرير الشامل...

وكلما اسرعنا بتجاوز الانقسام البغيض في فلسطين، وانهاء الحروب الكونية على سوريا واليمن وليبيا وإيقاف مسيرات الهرولة نحو التطبيع، وتحقيق تلاحم شرفاء الأمة وتضامن أحرار العالم من أجل العدالة لفلسطين والانتصار لشعبها، اقتربنا من توفير شروط النصر لفلسطين وشعبها ومقاومتها.

إبان العدوان بالامس على غزة صرح مسؤول صهيوني أن هدف تل أبيب من العدوان هو منع المقاومة من تكريس معادلة توازن الردع التي تحققت بفعل الحروب السابقة فإذ بالتهدئة التي أجرتها القاهرة تكرس تلك المعادلة...

    لنتذكر تفاهم نيسان بعد عملية عناقيد الغضب ضد لبنان عام 1996 والذي شرع للمقاومة ومهد للتحرير عام 2000 دون قيد أو شرط..



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم