العودة إلى حكومة الأكثريّة تمنع الخلاف على حكومة "كل الكتل"...

لم يعد معقولاً ولا مقبولاً أن يذهب ثلث ولاية رئيس الجمهورية، إنْ لم يكن أكثر، على حلحلة عقد تأليف حكومات تسمى كذباً وبهتاناً حكومات وحدة وطنيّة ولا اتفاق بين أعضائها على أي مشروع مُهم، وأكثرية الثلثين التي نص عليها الدستور حسماً للخلاف لا يُلجأ إليها إذا كانت لنتائج التصويت في مجلس الوزراء انعكاسات سلبية داخل الحكومة أو خارجها، سياسيّة كانت أم طائفيّة، فيبقى بتّ المشروع مؤجّلاً إلى حين يصير توافق عليه... إن الرئيس السابق ميشال سليمان لم يتمكّن من التخلّص من تأليف حكومات تسمّى حكومات "وحدة وطنية" كانت سوريا تريد تأليفها، وإنْ تطلَّب تأليفها أكثر من ثلث عمر العهد على حلحلة عقد تأليفها، وكانت برغم ذلك حكومات فاشلة وغير منتجة لأنّها ليست في الواقع حكومات وحدة وطنية ولا حكومات وفاق، بل حكومات تجمع كل الأحزاب وكل الكتل فلا يبقى من يسائلها ولا من يحاسبها فتصبح حكومات "مرّقلي لمرّقلك". وقد تكون إيران بعد سوريا تريد اليوم أن تكون الحكومات حكومات وحدة وطنية لا حبّاً بهذه الوحدة، بل كي يكون لها فيها...