السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بالنظام

سمير عطاالله
Bookmark
بالنظام
بالنظام
A+ A-
يتأخر هذا النظام دائماً، ومن ثم يصل على الدوام. يُغلَقُ البرلمان عامين، أو يَفرَغُ قصر الرئاسة عامين ونصف العام، وفي النهاية، يستيقظ النظام وتَقِفُ المؤسسات للنشيد الوطني ويُرفعُ العلم على شكل أرزاتٍ مختلفة. وأبرَزُ ما في مسارات الإقتراع أنها شكلياتٌ مقدسة عند اللبنانيين كمِثلِ تبادل التهاني في الأعياد والهدايا في الأعراس. يُتهم، يُهاجَم، يُلعَن، يُستَنكَر، وفي نهاية الأمر يُستدعى كمظلةٍ تقي الحر الشديد، أو الجليد الشديد بين اللبنانيين، تبعاً لمراحل الخلاف والإيحاءات وأحياناً الإملاءات. لذلك يظل البرلمان في الحروب وفي السلم وفي الأزمات الخانقة، المخرج الأول والمرجع الأخير. وكما يحدث في مجلس الأمن أو البرلمانات التي هي أقرب إلى الهيئات التنفيذية منها إلى المجالس التشريعية، فإن ما يجري من ترتيباتٍ خلف الكواليس لا يقلّ أهميةً عن النقاشات العلنية. وفي بدايات هذا النظام أعطيت رئاسة المجلس للشيعة، باعتبارهم فئةً لا تتمتع بالشراكة الكاملة في الحكم. فأخذوا الوجاهة من حيث المرتبة الثانية، فيما استقرت الشراكة الحقيقية لزمن طويل بين الموارنة والسنة. وحتى هذه الشراكة كانت تراوح مقاييسها ومفاعيلها وفق طبائع الأشخاص. وقد اختلّت أحياناً إلى درجة المقاطعة، أو القتال، بسبب تأثيراتٍ اقليمية أو سباقات محلية، وهكذا بقيت الرئاسة الشيعية نوعاً من الحكم أو الوسيط. إما الوسيط الهادىء مثل صبري حماده وإما الوسيط الحاد مثل كامل الأسعد. مع الرئيس حسين الحسيني حدث تغييرٌ أساسي في دور الرئاسة ومكانتها السياسية، وتحققت شراكةٌ ثلاثيةٌ تلقائية للمرة الأولى منذ الإستقلال. وفي رعايته للطائف حرص، على طريقته، على أن يضمنَ حقوقَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم