السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الشيللو أخشبٌ ووترٌ هو أم نفسٌ بشرية تسمو بالألم وجراحه؟ غوتييه كابوسون سكب في الآلة عشقاً وشجناً فتروحنت وتأنسنت

مي منسى
Bookmark
الشيللو أخشبٌ ووترٌ هو أم نفسٌ بشرية تسمو بالألم وجراحه؟ غوتييه كابوسون سكب في الآلة عشقاً وشجناً فتروحنت وتأنسنت
الشيللو أخشبٌ ووترٌ هو أم نفسٌ بشرية تسمو بالألم وجراحه؟ غوتييه كابوسون سكب في الآلة عشقاً وشجناً فتروحنت وتأنسنت
A+ A-
الإبداع ليس فقط في بلوغ أسرار الآلة وامتلاك حذافير تقنيّاتها، إنما أيضاً، في سبر الأحاسيس الخفيّة في مكوّناتها، وإشعالها طقوساً، تربط المسافات بين الأرض والسماء، وتدعو المتلقّي إلى حال من التنسّك والتزهّد ولو لساعة من الزمن، بعيداً من ضوضاء العالم ووحوشه، متعالياً فوق صغائر الوجود ونفاياته. ليلة "البستان"، ومن بين سائر عروض المهرجان المتمحورة هذا العام حول باخ، ارتفعت بنا على قوس غوتييه كابوسون، وملامس جيروم دو كروس إلى معجزة نغم، أبديّ، خالد، يشتعل ولا يترمّد، يحترق ويبقى متصاعداً بأناشيده إلى العلى.  بالسوناتا الثالثة ليوهان سيباستيان باخ، استهل غوتييه كابوسون وجيروم دوكروس أمسية ضمت إلى باخ، مختارات من الزمن الرومنطيقي لشيللو وبيانو. لم يكن الجو الليريكي الآتي من سوناتا باخ مختلفاً بشجنه وليريكيته عن زمن غبريال فوري وأنطونان دفورجاك تشايكوفسكي وغريغ. فغوتييه كابوسون في مساكنته الشيللو، وبتلك البراعة التي يملكها في اختراق المؤلّفات المكتوبة له، بات، والقوس تحتك بالوتر وتناجيه على بيّنة بأن هذا الصوت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم