الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

استطلاع أميركي للأجواء اللبنانية والعين على "حزب الله"؟

المصدر: "النهار"
استطلاع أميركي للأجواء اللبنانية والعين على "حزب الله"؟
استطلاع أميركي للأجواء اللبنانية والعين على "حزب الله"؟
A+ A-

يستطلع الأميركيون المناخات اللبنانية ويدققون في بعض القضايا قبل أن تباشر وحدة مكافحة الإرهاب الخاصة ومحاربة الإتجار بالمخدرات مهمتها وفق ما يحددها الكونغرس. ولا يُظهر وفد وزارة الخزانة الأميركية أي استعجال في بت الأمور، إن كان بالعلاقة مع القطاع المصرفي أو بلبنان عامة، وبـ"حزب الله" تحديداً، فها هو وفد الوزارة لشؤون مكافحة الارهاب والجرائم المالية الذي يزور لبنان يؤكد ثقته بالقطاع المصرفي اللبناني وحاكمه رياض سلامة واستمرار دعم لبنان، حيث نوه بالتعاون الذي تلقاه وزارة الخزانة الأميركية من مصرف لبنان، والسلطات المالية اللبنانية، مؤكدا التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش الذي اعتبر انّ دوره أساسي في المحافظة على الاستقرار.  

هل هذا هو الموقف الأميركي الرسمي؟ لا تبدو الأمور على هذا النحو وفق مصادر سياسية متابعة، فالوفد الذي يزور بيروت برئاسة مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب مارشال بيلنغسليا ويتألف من مستشارين وخبراء متخصصين في الشؤون السياسية والمالية وتعقب نشاطات الشبكات التي تتعاطى تجارة المخدرات والممنوعات وتبييض الاموال، لا تقتصر مهمته على تبادل المعلومات والتنسيق في بعض القضايا الدقيقة والحساسة، بل مهمته استطلاع المناخات والاحتمالات التي قد تنشأ بعد صدور قرارات أميركية تدرج تحت خانة العقوبات، والتي قد تطال شخصيات جديدة وحلفاء لـ"حزب الله" ومكونات أخرى، لكن الاخطر يتعلق بالاتهامات الموجهة للحزب في ملف المخدرات، والتي أثنى عليها مجلس الوزراء السعودي أخيراً في خطوة اعتبرها البعض تصعيداً ضد لبنان. ولا شك في أن تسمية الكونغرس الأميركي، "حزب الله" جهة متورطة لا يمكن عزله عن عزم ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تصعيد المواجهة ضد حزب الله، لذا اي زيارة اميركية ذات طابع امني او مالي لا يمكن الا ان تخدم هذا الهدف، ولا يمكن فصلها عن توجهات الإدارة الأميركية عامة.

وبينما يعتبر البعض أن زيارة الوفد إلى بيروت تندرج في اطار الجولات العادية التشاورية اذ لطالما يقوم المسؤولون الاميركيون بزيارات مماثلة لتبادل المعلومات والتدقيق والتنسيق، لمحاربة الارهاب في المنطقة، وأن لا علاقة للمسؤول الاميركي والوفد بمهمة وحدة الكونغرس الخاصة، إلا أن الأمور أعمق من ذلك برأي المصادر المتابعة، خصوصاً وأن الوفد أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم أن الولايات المتحدة في صدد اتخاذ اجراءات في المرحلة المقبلة بعد التحقيقات في ملف المخدرات ومنظمات الإرهاب، وأن لدى الإدارة ملفات متكاملة حول هذا الموضوع، ما يستدعي تنقية القطاع المصرفي من أي عمل قد يورطه في ملفات تعرضه لعقوبات مباشرة، وعليه مع لبنان الالتزام بالمعايير الدولية. وقد كان لافتاً موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبلغه للوفد، وأكد فيه ان "اللبنانيين حريصون بادائهم على تطبيق المعايير المالية القانونية والدولية"، لافتا الى "ان القوانين التي اقرها مجلس النواب تتطابق مع اعلى المعايير المالية والقانونية والدولية"، علماً أن بري أثار مع المسؤول الأميركي إمكانية تطبيق النموذج المتبع في الولايات المتحدة وأوروبا لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية. كما سمع الوفد من الرئيس ميشال عون تأكيد "مشاركة لبنان بفاعلية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة، وتشديدا على سهر المؤسسات الامنية اللبنانية على ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة" .

تتحدث المصادر أن مهمة الوفد الأساسية، وان كانت في العلن تؤكد دعم لبنان الرسمي، إلا أنها مع المستشارين والاختصاصيين في الوفد، بقدر ما هي للاستطلاع، فإنها تهدف إلى استقصاء المعلومات حول تبييض الاموال والاتجار بالمخدرات والاستماع الى وجهة نظر المسؤولين الرسميين والمعطيات المتوافرة لديهم في هذا الشأن. وتعرف الإدارة الأميركية أن "حزب الله الذي تتهمه واشنطن بالاتجار بالمخدرات وبتبييض الاموال، هو حزب لبناني، وأن أي اجراءات جديدة ستؤثر على البلد بأكمله. وما لا تعرفه ربما أن العقوبات والضغوط قد يؤديان الى التفاف كثيرين حوله بما يعطيه قوة اضافية. لكن الإدارة الأميريكة لا تكترث في سياستها لما قد تحمله التطورات، وإن كانت تعلن دعم لبنان وجيشه واقتصاده، فعينها على "حزب الله" أولاً، ولا وجود في قاموسها لمصالح الكيان اللبناني ومستقبله...





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم