الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الإتحاد الأوروبي يحتضن عباس ردّاً على قرار ترامب

الإتحاد الأوروبي يحتضن عباس ردّاً على قرار ترامب
الإتحاد الأوروبي يحتضن عباس ردّاً على قرار ترامب
A+ A-

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في بروكسيل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى الاعتراف "سريعاً" بفلسطين دولة مستقلة، معتبراً ان ذلك لن يكون عقبة أمام معاودة مفاوضات السلام مع اسرائيل. 

وقال عباس الذي يزور بروكسيل سعياً الى الحصول على دعم الأوروبيين بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، "إن أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعاً". ورأى أن "الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام". وأضاف ان "ما يشجع الشعب الفلسطيني على المحافظة على الأمل، هو أن هناك سلاماً قادماً، وان الطريق ستكون مفتوحة لهذا السلام، مما يشجع الناس على التمسك بثقافة السلام".

وقد التقى عباس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني في اجتماع ثنائي، قبل ان ينضم الى وزراء الخارجية للدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد في غداء عمل على هامش اجتماعهم الشهري. وأكدت موغيريني لدى استقبالها عباس "الالتزام الحازم للاتحاد الأوروبي لحل الدولتين" اسرائيل وفلسطين، "مع القدس عاصمة يتقاسمها" الطرفان. وقالت: "هذا ليس الوقت المناسب" لوقف العملية.

وكانت القيادة الفلسطينية أعلنت إثر الموقف الاميركي، رفض اعتبار الولايات المتحدة "وسيطاً مشروعاً" من الآن فصاعداً، فيما اتّهم عباس اسرائيل بأنها "أنهت" اتفاقات أوسلو للسلام الموقعة عام 1993 والهادفة الى حل متفاوض عليه للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني.

ولاحظ الرئيس الفلسطيني أنه "قد تحصل هناك بعض العقبات كالتي سمعناها مؤخراً من هنا أو هناك، لكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في الإيمان بأن الطريق الوحيد للوصول للسلام هو المفاوضات بيننا وبين إسرائيل تحت الرعاية والمشاركة الدوليتين... كذلك مهما حصلت عقبات في طريق الحل السياسي إلا أننا ملتزمون محاربة الإرهاب والعنف والتطرف محلياً واقليمياً ودولياً".

وتتزامن زيارة عباس لبروكسيل مع جولة لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس في الشرق الأوسط (مصر والاردن واسرائيل) قاطعها المسؤولون الفلسطينيون.

ويريد الاتحاد الأوروبي المساهمة في تحريك مفاوضات السلام لانقاذ حل الدولتين، لكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير مطروح اليوم على الطاولة. وأفادت مصادر فلسطينية ان بعض الدول الأعضاء قد تخطو هذه الخطوة قريباً كسلوفينيا.

وكشف ديبلوماسيون، ان الأوروبيين قد يقترحون فكرة "اتفاق شركة" بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية كالاتفاق القائم مع اسرائيل.

وتؤيد فرنسا واسبانيا خصوصاً الفكرة. وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان لدى وصوله الى الاجتماع: "نريد الانتقال من اتفاق انتقالي الى اتفاق شركة، وان نبدأ من الآن عملية في هذا الاتجاه". وقال وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس: "أعتقد أن علينا ان نطلب (من عباس) الرد باعتدال على القرارات (الأميركية) التي رفضناها بأنفسنا، والمساعدة بذلك قدر الامكان".

وقال مسؤول أوروبي كبير عن اتفاق شركة محتمل مع الفلسطينيين "لا نزال في مرحلة تمهيدية جداً"، لافتاً إلى أن اتفاق شركة لا يمكن توقيعه والمصادقة عليه الا اذا اعترف الاتحاد الأوروبي بفلسطين دولة مستقلة. وعلى رغم تذكير الاتحاد الأوروبي مراراً بـ"مواقفه الثابتة" - من حل الدولتين داخل حدود 1967 والاستيطان الاسرائيلي ووضع القدس - أقرت مصادر في بروكسيل بان الدول الـ28 لا يمكنها اخفاء "الخلاف في وجهات النظر والاختلافات في الطرح". ووعدت موغيريني بأن يواصل الاتحاد الأوروبي، الجهة الأولى المانحة للسلطة الفلسطينية، تقديم مساعدته المالية بعد التجميد الجزئي للأموال الأميركية لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا". وهو قرار يرمي، في رأي، عباس الى "التخلّي عن اللاجئين الفلسطينيين".

ومن المقرر عقد اجتماع للمجموعة الدولية للجهات المانحة للفلسطينيين في بروكسيل في 31 كانون الثاني. واذا كان مقرراً ان يركز هذا الاجتماع الوزاري الاوروبي على النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، فانه سيتناول أيضاً ملفّين هما ليبيا، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي الى دعم جهود الأمم المتحدة لمساعدة المهاجرين المحتجزين في مراكز اعتقال على العودة الى بلدانهم، وايران بعدما أبدى ترامب رغبته في اعادة النظر في الاتفاق النووي. ولم تكشف الدول الأوروبية الثلاث الموقعة للاتفاق (فرنسا وبريطانيا والمانيا) وموغيريني كيف تنوي الرد على مهلة الرئيس الأميركي الذي يطالب باتفاق جديد بحلول 12 أيار يتعلق ببعض المواد الواردة في المعاهدة النووية وكذلك بمنع طهران من تطوير صواريخ باليستية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم