أردوغان يتصيّد عفرين في خضم تجاذب أميركي - روسي الأكراد خائبون ويتوعَّدون بالدفاع عنها حتى الرمق الأخير

بعدما بقيت عفرين السورية بمنأى نسبياً عن الخراب والدمار اللذين اجتاحا سوريا من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها طوال سبع سنوات، دفعت عملية "غصن الزيتون" هذه المنطقة الواقعة على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غرب سوريا، الى أتون الحرب، وهدفها طرد المقاتلين الاكراد منها واقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها. لكن المغامرة التركية الجديدة في سوريا تجعل روسيا وأميركا، الراعيين الاقليميين للحرب، تعيدان حساباتهما في نزاع متحول منذ أكثر من سبع سنوات.  منذ إعلان الأكراد عام 2014 نيتهم إقامة إقليم كردي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال سوريا وتشكل عفرين إحدى مدنه، حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدفاً رئيسياً له في تركيا وهو منع ربط المدينة جغرافيا بباقي المدن الكردية. وعندما أطلقت أنقرة عملية "درع الفرات" عام 2016 ، ركزت لا على إنهاء الوجود الداعشي على الحدود مع سوريا فحسب، وإنما أيضاً على منع إقامة إقليم كردي بين منطقتي الحكم الذاتي الكردي عفرين وكوباني وإقامة ممر يمتد على طول الحدود السورية مع تركيا.فبالنسبة الى تركيا، تفصل منطقة عفرين التي تضم نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا، بين مناطق سيطرة فصائل "درع الفرات" التي تدعمها تركيا في جرابلس والباب، واعزاز إلى الشرق من عفرين ومحافظة إدلب في الغرب، وتالياً فإن السيطرة التركية على عفرين تحقق تواصلاً جغرافياً لجميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غرب الفرات والبحر المتوسط، ويعني القضاء على أي فرصة لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية منع الأكراد من وصل مناطقهم بعضها بالبعض.واكتسبت خطة اردوغان زخماً اضافياً الاسبوع الماضي عندما أعلنت...