الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

جنيف: دي ميستورا التقى وفد المعارضة السوريّة... "يجب ألا نفرط في الحماسة"

المصدر: أ ف ب
جنيف: دي ميستورا التقى وفد المعارضة السوريّة... "يجب ألا نفرط في الحماسة"
جنيف: دي ميستورا التقى وفد المعارضة السوريّة... "يجب ألا نفرط في الحماسة"
A+ A-

وافقت الحكومة السورية على وقف لاطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة بطلب روسي، على ما أعلن المبعوث الدولي الخاص #ستافان_دي_ميستورا في #جنيف، حيث انطلقت جولة #مفاوضات تهدف لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من 6 اعوام.

وقال دي ميستورا، بعد اجتماع "تحضيري" عقده مع وفد المعارضة السورية في مقر اقامتها: "لقد أُبلغني الروس للتو، خلال اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أنهم (روسيا) اقترحوا وقف اطلاق نار في الغوطة الشرقية. ووافقت الحكومة (السورية) على ذلك". 

وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، في شكل محكم منذ العام 2013، مما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة، حيث يقطن نحو 400 ألف شخص. ورغم كونها واحدة من 4 مناطق يشملها اتفاق خفض توتر الذي تم الاتفاق عليه في أيار في اطار محادثات أستانا، برعاية روسية ايرانية تركية، إلا أنها تتعرض منذ منتصف تشرين الثاني لقصف جوي ومدفعي عنيف من القوات الحكومية. 

وقتل أكثر من 40 شخصاً في قصف من القوات الحكومية في اليومين الأخيرين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي أحصى كذلك مقتل 3 مدنيين اليوم من جراء الغارات.
ودخلت اليوم قافلة مساعدات انسانية الى منطقة النشابية في الغوطة الشرقية، وتحمل غذاء ومستلزمات صحية تكفي 7200 شخص، على ما افاد مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في تغريدة على "تويتر". 

ويأتي اعلان دي ميستورا وقف اطلاق النار، اثر مشاركته في اجتماع عقدته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في جنيف، بطلب فرنسي.
ويندرج هذا الاجتماع في إطار رغبة القوى الكبرى في الامساك مجدداً بالملف السوري، في مواجهة ديبلوماسية نشطة تقودها موسكو على وقع انتصارات ميدانية وسياسية حققتها القوات الحكومية، بدعم مباشر منها، على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية في آن معاً. 

وانطلقت جولة المحادثات في جنيف، وسط آمال ضئيلة في إمكان تحقيق تقدم، مع تمسك طرفي النزاع بمواقفهما المعلنة، خصوصاً ازاء مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
واستهل دي ميستورا الجلسة الأولى ظهرا بلقاء وفد المعارضة، برئاسة نصر الحريري.

ويلتقي الأربعاء وفد الحكومة السورية الذي يصل الى جنيف صباحا، ويترأسه مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بعدما أرجأ موعد وصوله ليوم واحد. وقال مصدر سوري مطلع إن الوفد "سيعلن مواقفه من المحادثات في جنيف"، من دون أن يذكر تفاصيل اضافية. 

وأوضح أن "دي ميستورا تعهد للوفد... بألا تتضمن هذه الجولة أي لقاء مباشر مع وفد الرياض (أي المعارضة)، وعدم التطرق في أي شكل من الأشكال إلى بيان الرياض والشروط التي تضمنها"، في مؤشر الى امتعاض دمشق من تمسك المعارضة بتنحي الأسد.

وحملت صحيفة "الوطن" القريبة من دمشق، في عددها اليوم، على "الشروط غير الواقعية" لوفد المعارضة الذي كرر رئيسه الاثنين التأكيد ان "الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا".

ولطالما شكل مصير الأسد العقبة التي اصطدمت بها جولات التفاوض السابقة، مع اعتبار دمشق هذه المسألة غير مطروحة للمناقشة واصرار المعارضة عليها.

خلال العامين الأخيرين، غضت دول غربية وأوروبية النظر عن مطلب رحيل الأسد، من دون أن تقدم على فتح قنوات تواصل رسمية معه.
وقال مصدر ديبلوماسي أوروبي لصحافيين في جنيف: "ننتظر أن يكونوا (اي المعارضة) واقعيين ومرنين"، في ما يتعلق بمطلب تنحي الأسد فوراً. 

وينفي قياديون في وفد المعارضة تعرضهم لأي ضغوط في هذا الصدد، رغم اعلان شخصيات استقالت من المعارضة في الأسبوعين الأخيرين، ان ضغوطا سعودية ودولية تمارس على الوفد للتخلي عن هذا المطلب.

ومع تبادل طرفي النزاع الاتهامات بمحاولة عرقلة الجهود السياسية لوقف الحرب السورية، تبدو مهمة دي ميستورا الذي كان يأمل في إمكان تحقيق تقدم حقيقي في هذه الجولة، أكثر صعوبة.  وقال للصحافيين: "يجب ألا نفرط في الحماسة، وعلينا التطلع الى النتائج". 

وخلال إحاطة الاثنين لمجلس الأمن، قال المبعوث الدولي الاثنين "ندرك جيداً وجود فوارق بين المواقف المعلنة وما يجري في المفاوضات"، مؤكداً "عدم فرض شروط مسبقة على الطرف الآخر، ورفض محادثته. فهذا هو جوهر التفاوض".

وفي مؤشر الى دعم عملية جنيف، اتفق الرئيسان الأميركي دونالد ترامب، والفرنسي ايمانويل ماكرون، ليل الاثنين خلال محادثة هاتفية، على أن محادثات جنيف هي "المسار الشرعي الوحيد للتوصل الى حل سياسي في سوريا".

وتخشى دول غربية عدة من تفرد روسيا بالملف السوري، في وقت تتهمها المعارضة بمحاولة "الالتفاف على مسار جنيف"، والعمل على التوصل الى تسوية تستثني مصير الأسد، عبر الدعوة الى مؤتمرات حوار موازية في سوتشي.
وقال المصدر الدببلوماسي الأوروبي: "أعتقد أن لديهم (اي الروس) فعلاً بعض الأوراق القوية، لكنهم لا يمسكون بجميع الأوراق".  وأضاف: "لذا، اعتقد أن عملية جنيف مهمة للغاية، لكونها الوحيدة التي تحظى بشرعية، وقادرة على أن تجمع معاً كل هذه المكونات" على طاولة المفاوضات. 

وفشلت الجهود الدولية السابقة لتسوية النزاع السوري المستمر منذ العام 2011، متسبباً بمقتل اكثر من 340 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم