ترامب الإنقلابي في سنته الأولى

سنة أولى اتسمت بالنزيف المستمر لكبار الموظفين والمسؤولين الذين إما استقالوا في الاشهر الستة الاولى لحقبة ترامب لانتهاكاتهم للأعراف أو القوانين كما يتبين من استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين بعد أقل من شهر على تعيينه للاشتباه في ضلوعه بالتعاون مع روسيا في تدخلها في الانتخابات، وقيامه بأعمال "اللوبي" لمصلحة الحكومة التركية، او الذين أقيلوا لانهم تحولوا عبئاً كبيراً على الرئيس، او الذين لم يحظ أداؤهم بمباركته مثل مدير الاتصالات في البيت الابيض أنطوني سكاراموتشي، الذي خدم لاسبوع واحد، ومدير البيت الابيض راينس بريبوس والمستشار الاستراتيجي ستيفن بانون. تقليدياً، تتميز السنة الأولى للرئيس بالإنجازات التشريعية حيث يستخدم الرئيس الزخم الانتخابي الذي اوصله الى البيت الابيض، وبخاصة إذا كان حزبه يسيطر على مجلسي النواب والشيوخ لتمرير مشاريعه الاقتصادية وغيرها من الوعود التي قطعها للناخبين خلال الحملة الانتخابية. ولكن السجل التشريعي للرئيس ترامب خلال سنته الأولى، لا يزال فارغاً الى حد كبير لانه وحزبه أخفقا في إقناع الكونغرس، بإلغاء قانون الضمان الصحي المعروف باسم "أوباماكير"، واستبداله بقانون بديل، او اقرار قانون لاعادة بناء البنية التحتية، او اقرار قانون جديد لاعادة هيكلة النظام الضرائبي. ويرى دافيد رمضان، الذي خدم كمندوب جمهوري لاكثر من دورة في المجلس التشريعي لولاية فيرجينيا أن "سجل ترامب التشريعي أرض قاحلة، فهو اخفق في اقرار بعض مشاريع القرارات الهامة بالنسبة للناخبين، وخصوصاً الفشل الذريع للجمهوريين في الكونغرس الذين ادعوا خلال 7 سنوات خلال ادارة الرئيس اوباما ان لديهم مشروع قرار بديلاً لقانون أوباما الصحي، وتبين ان ذلك لم يكن موقفاً صادقاً، ولم يكن لديهم أي شيء جدي، وان هدفهم كان ببساطة الاكتفاء بالغاء قانون اوباما" . واضاف رمضان في حوار مع "النهار"، أن "تعيين ترامب للقاضي المحافظ نيل غورساتش يعتبر إنجازاً رحب به الجمهوريون والمحافظون بمن فيهم الذين علقوا عضويتهم في الحزب مثلي انا". ولكن دافيد رمضان، الذي يدرّس في جامعة جورج مايسون في ضواحي واشنطن، يرى أن الاجراءات والتعديلات الادارية التي اتخذها أو يتخذها ترامب بقراراته التنفيذية "هي التي سيكون لها أثر ملموس لانها تقلص من الاجراءات الرقابية للاجهزة الحكومية مثل (وكالة حماية البيئة) وغيرها من الاجهزة، وهي إجراءات رقابية يتمسك بها الراغبون بحماية البيئة على سبيل المثال". ويدعي ترامب أن الكثير من هذه الاجراءات الرقابية تؤخر الاستثمارات ولا تشجع الشركات على تطوير او...