السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس بشير الجميّل

المصدر: من أرشيف النهار
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس بشير الجميّل
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس بشير الجميّل
A+ A-

يروي المسؤول الإعلامي في "مؤسسة بشيرالجميل"، وشقيق السيدة صولانج الجميل زوجة الرئيس الراحل جو توتنجي تفاصيل الدقائق الاخيرة قبل إغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل: 


يوم السبت الواقع في 14 أيلول 1982، كان الجميّل يمضي يومه بشكل عادي، ذهب ظهراً إلى "دير راهبات الصليب" في منطقة جل الديب وتناول الغداء مع المشرفين والنزلاء في الدير. بعد الظهر ولدى عودته قصد مستشفى اللبناني - الجعيتاوي (الأشرفية) ليزور والدة زوجته صولانج توتنجي للإطمئنان عليها، بعدها توجّه إلى مكتب حزب الكتائب قرب ساحة ساسين حيث كان لديه إجتماع مع الرفاق في الحزب.

الساعة الرابعة بعد الظهر دوّى إنفجار كبير هزّ محيط الأشرفية، تبيّن انه إستهدف مبنى الكتائب ومن بداخله، سقط الرئيس ومعه 21 شهيداً آخراً بينهم كوادر مهمة من الحزب.

يقول توتنجي "بعد ساعات من وقوع الحادثة لحين إستفاق الأهالي من هول الصدمة، تقدّم عدداً منهم بإفادات تؤكد انهم شعروا بتحركات غريبة قبل ساعات من التفجير، وتحديداً عند منتصف الليل حيث شاهدوا الشقة التي تقع في الطابق الأول وفوق مكتب الحزب (الذي يقع في الطابق الأرضي) مضاءة، وعادة لا يوجد أحداً داخلها وهي مهجورة منذ سنوات".

تمكّن عناصر من الحزب معرفة الشخص الذي قام بهذه العملية، وهو الحزبي في "القومي السوري الإجتماعي" حبيب الشرتوني. كان التخطيط للعملية أمراً سهلاً بالنسبة له، فشقيقته تقطن في المبنى ذاته حيث يوجد مكتب الحزب، غير أنّ وبحسب توتنجي كان للمكتب مدخلاً خاصاً وللعمارة مدخل آخر.

إنتظر الشرتوني وصول الجميّل إلى مكتبه، ثم إتصل بشقيقته طالباً منها الخروج بحجة ألم في يده يمنعه من قيادة السيارة، بعد خروجها قام بعملية التفجير ورمى الجهاز الخاص بالعملية في بؤرة في منطقة الناصرة (أطراف الأشرفية)، وعاد بعدها الى المكان ليتأكد من نجاح "المخطط"، أما المسؤول الأمني عن العملية ومسؤول العمليات في الحزب القومي نبيل العلم هو من درّب الشرتوني على كيفية إستخدام الجهاز ووضع المتفجرة في الشقة والتي سقطت أرضيتها على رؤوس الموجودين في المكتب.

تبيّن بعد التحقيقات مع الفاعل أن العلم كان على إتصال مع شخص كويتي من أصل فلسطيني قام بشراء هذا الجهاز من اليابان وأرسله إلى مكتب القومي السوري في لبنان".

بعد التأكد من تورّط الشرتوني في العملية وفقاً للشهادات المعطاة عن الشقة التي دبت الحركة فيها فجأة، وتردد الشرتوني من وقت إلى آخر عند شقيقته وغيرها من المعطيات تمت عملية رصده وملاحقته فأعطيت التعليمات الفورية الى كل الحواجز على مداخل بيروت لمنع فراره ، وبعدها توجهت فرقة إلى منزل الشرتوني وألقت القبض عليه.

خلافاً لبعض الأقاويل والتحليلات الصحافية التي نُشرت آنذاك حول تناثر جثة الجميّل إلى أشلاء وإختفاء أثرها بالكامل، حتى أن بعضهم قال يومها أن بشير نجا وأتت طائرة مروحية ونقلته من الأشرفية إلى مكان مجهول، ربما من وهل الصدمة على محبيه الذين رفضوا فكرة رحيله بهذه الطريقة وهذه السرعة لذا نسجوا قصصا من الخيال على أنه لا يزال حياً.

توتنجي يدحض هذه الأقاويل قائلاً "لقد عاين الجثة الدكتور بول الجميّل وغيره، وهي كانت مكتملة غير أنها من شدة الضربة القوية تعرّضت لبعض التشوهات حتى أن ملابسه كانت ظاهرة بوضوح ومن خلالها تعرفوا إلى الجثة إلى جانب المحبس في إصبعه".




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم