الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ظهور السبهان في الرقة... رسائل سعودية في كل الاتجاهات

المصدر: "النهار"
ايلي الحاج
ظهور السبهان في الرقة... رسائل سعودية في كل الاتجاهات
ظهور السبهان في الرقة... رسائل سعودية في كل الاتجاهات
A+ A-

تقاطعت معلومات أن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامرالسبهان لمنطقة الرقة المحررة من "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"(داعش) تتعلق في جزء منها بتسلم عناصر من التنظيم الإرهابي يحملون الجنسية السعودية في مدينة الرقة بعدما وافقت مجموعات من مسلحي "داعش" الأجانب على تسليم أفرادها إلى سلطات بلدانهم والخضوع لمحاكمات فيها.

وتواجه مجموعات أخرى من الأجانب، لا تزال ترفض الاستسلام، خيار الموت خلال وقت قصير، قد لا يتجاوز يوماً واحداً أو يومين حداً أقصى في البقعة الضيقة والمحاصرة من المدينة والتي لم تستكمل قوات "قسد" السورية المدعومة أميركياً السيطرة عليها، وبقيت منها نسبة 10 في المئة بحسب الأميركيين في أيدي المسلحين الإرهابيين.  

وقد حضر ضباط من فرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى إلى الرقة لتسلم الأجانب الأسرى الذين انضووا إلى تنظيم "داعش" وقاتلوا في صفوفه، ويبلغ عدد الذين لم يستسلموا بعد بحسب المعلومات نحو 200، معظمهم سعوديون وشيشانيون وتركستانيون.

 وهناك أهداف أخرى لزيارة الوزير السعودي، أبرزها توجيه رسالة إلى إيران وتركيا من خلال اجتماعه مع قادة أكراد عسكريين في "حزب الاتحاد الكردي" الذي يعتبر ذراعاً مسلحة لحزب العمال الكردستاني المصنّف تركياً تنظيمياً إرهابياً. كما اجتمع مع رؤساء العشائر العربية التي قاتلت "داعش" إلى جانب الأكراد، وقائدها هو أحمد الجربا القيادي السوري المعارض، وكذلك مع "مجلس الرقة المدني" الذي بحث معه في إعادة إعمار المدينة والمنطقة.

ولعل أكثر ما لفت في الزيارة أن السبهان كان برفقة مبعوث الرئيس الأميركي لتنسيق أعمال التحالف الدولي ضد الإرهاب الجنرال بريت ماكغورك، الأمر الذي يمكن تفسيره بأنه رسالة إيضاً إلى الجانب الروسي الذي دعا المملكلة العربية السعودية بحسب المعلومات التي توافرت لـ"النهار" إلى تسلم أسرى سعوديين من "داعش"، يرجح أن عددهم يقارب الـ30، لكنه لم يلق تجاوباً.

وكانت موسكو تلقت موقفاً واضحاً خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو فحواه أن المملكة لن تنجر إلى أي تدخل أو تعامل عسكري في سوريا، وأن دورها هناك يقتصر على المساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية حين يحين أوان التسوية على قاعدة القبول بمرحلة انتقالية يتخلى بعدها الرئيس بشار الأسد عن السلطة. بمعنى أنها مستعدة لتكرار الدور الذي أدته في توصل اللبنانيين إلى إنهاء حربهم الطويلة على قاعدة "اتفاق الطائف" ومن ثم المساهمة في إعادة إعمار سوريا كما فعلت في لبنان بعد الحرب، علماً أن فصائل المعارضة السورية تستعد لعقد مؤتمرها من أجل توحيد نظرتها إلى الحل في الرياض والتخلص من نتائج ما تعتبره المملكة "سياسة قطرية – قطرية - "إخوانية"( نسبة إلى الأخوان المسلمين"( حملت الكثير من الأذى إلى سوريا والثورة ضد النظام.

 أما إلحاح موسكو على دور عسكري وأمني لدول عربية سنية فالمعني به دولتان، وفق المصادر المطلعة على الموقف السعودي، هما مصر والأردن المفوضتان بهذا الشأن من السعودية. مع الإشارة إلى أن إسرائيل نالت مطالبها من موسكو بإبعاد إيران وميليشياتها ولا سيما "حزب الله" عن الجولان 15 كيلومتراً، ولا تزال تطالب بإبعادها أكثر في عمق منطقة القلمون السورية.

كما يُعتبر ظهور السبهان مع الجنرال ماكغورك في الرقة تأييداً ملموساً من السعودية لتطبيق الاستراتيجية الأميركية الجديدة ضد إيران وتدخلاتها في المنطقة من خلال قبائل عربية سنية حليفة للمملكة في مناطق الرقة ودير الزور وبوكمال الاستراتيجية على طريق طهران – بغداد – دمشق – الضاحية الجنوبية لبيروت.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم