الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الفكر السياسي لا الأخلاقي لكونفوشيوس

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
الفكر السياسي لا الأخلاقي لكونفوشيوس
الفكر السياسي لا الأخلاقي لكونفوشيوس
A+ A-
لم أكن أتصور أنني سأتعرّف على بعض الفكر السياسي التراثي الصيني للمرة الأولى بشكل منهجي... من قرية شقرا في جنوب لبنان على مرتفعات جبل عامل الشرقية الذي لا تتجاوز مساحته واحدا على تسعة آلاف من مساحة الصين، ولذلك من الأفضل كليا القول... إنه الذي تُشكِّل مساحته، أي جبل عامل، ضعف مساحة جزيرة هونغ كونغ الصينيّة!... أتعرّف على الفكر السياسي الكونفوشيوسي من كتاب لبنت قرية شقرا العاملية اللبنانية الدكتورة لبنى الأمين خريجة جامعة برينستون. غير بعض كتيِّبات ترّهات المرحلة الماوية وبعض كتب سيرة ماو تسي تونغ الشخصية والسياسية وكتاب ممتع "عن الصين" لهنري كيسنجر الذي يتضمن أيضا فصلا عن الثقافة السياسية التاريخية للصين وثلاث روايات رائعة للروائي الصيني مو يان قرأتها بعد فوزه بجائزة نوبل قبل سنوات (وطبعا قبل ذلك بكثير رواية أندريه مالرو الكلاسيكية "الشرط الإنساني") لا أجد الكثير لأتذكّره من قراءاتي عن الصين سوى الكثير من المقالات والمقابلات والقليل جداً من الكتب التي تحاول فهم الانفجار الصيني الراهن: العلمي والسياسي والاقتصادي وبعض الجيوبوليتيكي... ولا تزال تحاول ولا أزال بدوري أحاول أن أفهم... أضِف إلى ذلك في سجلّي زيارة لبضعة أيام إلى هونغ كونغ التي جئتها من الفيليبين وسط إعصار جعل هذه الرحلة الجوية أحد احتمالات مغادرتي الحياة الفانية في تجاربي من التعرض لاحتمال الموت بين السفريات وخصوصا سفريات الحروب وبين الحرب الأهلية اللبنانية التي أقمت وسطها. والإضافة الأخيرة هي مشاهدتي العديد من الأفلام الهوليوودية - معظمها تجليط - ما عدا أفلام قليلة عن حقبة العشرينات والثلاثينات الصاخبة والباهرة من القرن العشرين في الصين المحتلة وخصوصا شانغهاي الكولونيالية.لكنْ قطعاً هذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها إلى عالم الفكر الكونفوشيوسي وعبر كتاب شديد الجدية صادر عن منشورات جامعة برينستون المرموقة التي كما أشرت أعدّت فيها كاتبةُ الكتاب لبنى عدنان الأمين (وينبغي لي للإنصاف العميق أن أقول لبنى فاديا حطيط وعدنان الأمين) أطروحتها للدكتوراه حول الموضوع، وهي، لبنى، تُدرِّس الآن في "جامعة شمال غرب بوسطن" المعروفة بعد أن درّست لفترة في جامعة جورجتاون.الحفاظ على النظام فكرة جوهرية وثابتة في نظرة لبنى الامين للهدف الأساسي للفكر السياسي الكونفوشي. وهي في قراءتها للكتابات الكونفوشية الأولى واللاحقة، مع عرضها للمراجع المعتمدة، تذهب إلى القول إن هذا الفكر السياسي، أي الناظر إلى الدولة والحكم، ليس مرتبطا بالضرورة بالتعاليم الأخلاقية الصرفة للكونفوشية، بل حتى ليس تعبيرا عنها. وهذه إحدى النقاط التي توحي الكاتبة ليس فقط أنها تشكل مفتاحا لقراءتها للفكر السياسي الكونفوشي بل حتى لخطورتها من حيث، أو حسب تعبيرها، عدم تبعية النصوص الكونفوشية السياسية، للنظرة الأخلاقية أو السلوكية الصافية للكونفوشية.دعوني قبل أن أتابع ما أمكنني كقارئ غير مختص بالموضوع بل جديد عليه يكتب لقراء غير مختصين أن أتوقف قليلا عند بعض المعلومات التاريخية عن كونفوشيوس و"صانعي" نصوص الكونفوشية وهو ما لا غنى عنه في هذه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم