السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

إرهاب "داعش" يضرب قلب برشلونة: 13 قتيلاً دهساً و50 جريحاً

إرهاب "داعش" يضرب قلب برشلونة: 13 قتيلاً دهساً و50 جريحاً
إرهاب "داعش" يضرب قلب برشلونة: 13 قتيلاً دهساً و50 جريحاً
A+ A-

قتل 13 شخصاً دهساً في "هجوم ارهابي" استهدف جادة لا رامبلا التي يقصدها عدد كبير من السياح في برشلونة أمس، بعدما صدم سائق شاحنة صغيرة حشداً فأوقع أيضاً عشرات الجرحى. وأثار الاعتداء الذي تبناه تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، موجة تنديد دولية وتضامناً كبيراً مع اسبانيا التي لم تتعرض في السنوات الاخيرة لاعتداءات مماثلة استهدفت عواصم أوروبية عدة. 

وأعلن وزير داخلية اقليم كاتالونيا الاسباني يواكيم فورن في تغريدة، ان 13 شخصاً على الاقل قتلوا وان أكثر من 50 آخرين أصيبوا عندما صدم سائق بشاحنة مشاة في جادة لا رامبلا المكتظة التي يرتادها السياح في برشلونة. وقال: "نستطيع أن نؤكد ان 13 شخصاً قتلوا وأن أكثر من 80" أصيبوا.

وكانت شرطة برشلونة أعلنت في وقت سابق ان الاعتداء أوقع قتيلاً واحداً على الأقل ونحو 20 جريحاً.

كذلك، أعلنت شرطة كاتالونيا الاقليمية اعتقال شخص عقب الاعتداء. وقالت في موقع "تويتر": "أوقفنا رجلاً ونتعامل مع هذه القضية باعتبارها اعتداء ارهابياً"، نافية "اختباء أي شخص في حانة بوسط برشلونة" على ما أفاد مصدر في الشرطة سابقاً.

وكانت شرطة برشلونة وصفت ما حصل بأنه "هجوم ارهابي".

وندد القصر الملكي الاسباني ورئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاعتداء.

وكتب راخوي في موقع "تويتر" ان "الارهابيين لن ينتصروا أبداً على شعب موحد يحب الحرية في مواجهة الهمجية". وقال إنه سينسق الجهود لتعزيز الأمن، مشيراً الى انه في الطريق إلى برشلونة. وأضاف: "نقوم بأقصى قدر من التنسيق لاعتقال المهاجمين وتعزيز الأمن والاعتناء بكل المنكوبين".

وكتب قصر الملك فيليبي السادس: "لن يرهبونا. اسبانيا كلها هي برشلونة".

وبعيد الاعتداء أصدرت الشرطة بياناً جاء فيه: "حادث صدم كبير في لا رامبلا في برشلونة نفذه شخص يقود أوتوبيساً". وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول المنطقة التي وصل اليها عدد كبير من سيارات الشرطة والاسعاف.

وروى الشاهد عامر أنور لتلفزيون "سكاي نيوز" انه كان يسير في جادة لا رامبلا التي كانت تكتظ بالسياح، عند حصول الهجوم. وقال: "فجأة، سمعت صوت اصطدام، وبدأ كل من في الشارع يركض ويصرخ. وشاهدت إمرأة بجانبي تنادي على أولادها بصوت مرتفع". ولاحظ أن "الشرطة وصلت الى المكان بسرعة كبيرة، وانتشر ضباط شرطة يحملون بنادق وهراوات في كل مكان".

وتعد جادة لا رامبلا أحد أكثر شوارع المدينة ازدحاماً، إذ تمتلئ دوماً بالسياح وفناني الشوارع حتى منتصف الليل.

وبعد ساعات من الحادث، قالت شرطة كاتالونيا في موقع "تويتر" إن سائقاً دهس شرطيين في نقطة تفتيش بمدينة برشلونة. ولم يتضح ما اذا كانت الواقعة مرتبطة بهجوم سيارة "الفان" في وسط المدينة.

وقال نادي برشلونة لكرة القدم في بيان: "بقلب مثقل من هذا الاعتداء الذي وقع في مدينتنا... كل قوتنا وتقديرنا للضحايا والأقرباء وسكان برشلونة".

وعلق كابتن فريق ريال مدريد لكرة القدم سيرجيو راموس: "لا للارهاب. لا لديكتاتورية الخوف"، بينما أصدر النادي الملكي بياناً عبر فيه عن "ذهوله".

وصرح البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد بطل الدوري الاسباني لكرة القدم بانه أصيب بـ"الذهول" على غرار عالم الرياضة في اسبانيا بعد اعتداء برشلونة.

ويذكر ان عربات استخدمت في حوادث ارهابية عدة في أوروبا أخيراً، بينها مجزرة جهادية قتل فيها 86 شخصاً في مدينة نيس الفرنسية.

واسبانيا بعيدة إلى حد كبير عن حوادث عنف متشدد كتلك التي ضربت فرنسا وبلجيكا والمانيا خلال الأشهر الاخيرة. لكن اسبانيا تعرضت لأكثر هجوم جهادي دموية في أوروبا في آذار 2004، إذ أسفر هجوم بالقنابل المليئة بالشظايا في قطارات مدريد عن مقتل 191 شخصاً في هجوم تبناه متشددون مرتبطون بتنظيم "القاعدة".

وفي تموز 2015، فتح مهاجم مقنع النار خارج فندق في وسط مدينة برشلونة قرب جادة لا رامبلا. وقتل شخص بالرصاص فيما أصيب آخر بينما كانا يحاولان الهرب من نيران المهاجم، الذي لاذ بالفرار. ولم يتبين الدافع الى الهجوم.

وبدت اسبانيا كهدف محتمل للجهاديين، إذ ذكرتها مواقع جهادية لاسباب تاريخية، حيث كانت معظم اراضيها تحت الحكم الاسلامي قبل مئات السنين.

وتتكتم السلطات الاسبانية لثالث أكبر بلدان العالم جذباً للسياحة، على التهديدات الارهابية. الا انها تعلن اعتقال أي جهاديين مشتبه فيهم لأسباب منها الدعاية والتجنيد لجماعات متطرفة و"تمجيد الارهاب".

واستناداً الى وزارة الداخلية، أوقف أكثر من 180 "ارهابياً جهادياً" منذ حزيران 2015 حين رفعت اسبانيا مستوى الانذار الى أربعة من أصل خمسة في عملياتها الداخلية والخارجية.


"داعش" يتبنى

وأعلنت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) أن منفذي "هجوم برشلونة هم من جنود الدولة الإسلامية ونفذوا العملية استجابة لنداءات استهداف دول الائتلاف" الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الجهادي.


ردود فعل

وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء والمتضامنة مع مدريد.

وكتب الرئيس الاميركي دونالد ترامب في "تويتر": "تدين الولايات المتحدة هجوم برشلونة الارهابي في اسبانيا وستقوم بكل ما هو ضروري للمساعدة. كونوا أقوياء، نحن نحبكم".

وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، إنه يجري تقديم المساعدة القنصلية للمواطنين الاميركيين في برشلونة، ودعاهم الى الاتصال بعائلاتهم.

وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "تضامن فرنسا مع ضحايا الهجوم المأسوي في برشلونة"، وقال موقع "تويتر": "نبقى متحدين ومصممين".

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن المملكة المتحدة التي سبق لها ان تعرضت لاعتداءات عدة في الأشهر الأخيرة "متضامنة مع اسبانيا ضد الارهاب".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعزية الى فيليبي السادس: "ما حصل يؤكد مجدداً ضرورة ان يوحد المجتمع الدولي برمته جهوده في شكل حقيقي من أجل مكافحة لا هوادة فيها لقوى الارهاب"، واصفاً الهجوم بانه "جريمة وحشية".

وصرح الناطق باسم المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في موقع "تويتر": "نفكر بحزن كبير في ضحايا الهجوم المشين في برشلونة مع التضامن والصداقة الى جانب الاسبان".

وكتب وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز: "نحن متضامنون مجدداً ونفكر في الضحايا وعائلاتها".

وقال الناطق باسم الفاتيكان غريغ بورك في بيان إن البابا فرنسيس "تبلغ بقلق كبير ما يحصل في برشلونة". وأضاف ان "البابا يصلي من أجل ضحايا هذا الاعتداء ويعرب عن تضامنه مع كل الشعب الاسباني وخصوصا الجرحى وعائلات الضحايا".

وندد جامع الأزهر في مصر بالاعتداء. وأكد في بيان رفضه "لكل العمليات الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في أي مكان من العالم، مشدداً على أن الإسلام "أكد على حق جميع البشر في العيش بسلام".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم