اشترِك في نشرتنا الإخبارية
الموضوع واضح. المسألة لا تحتاج إلى نقاش.
هي العربدة الإسرائيلية – الصهيونية التي تتخطى كلّ معيارٍ ومقياس.
ما تفعله إسرائيل بالمسجد هو بعضٌ إضافيّ من تجليات الوحشية الإسرائيلية.
إسرائيل وحش. يجب القبض على هذا الوحش.
هذه هي الحقيقة. هذا هو الموقف. لا لزوم لأيّ طقّ حنك.
كلّ تباطؤ دولي أو إقليمي في هذا المجال، يجب إدراجه باعتباره جريمة ضدّ الإنسانية.
في هذا المعنى، العرب تحديداً هم مجرمون.
"هم"؟ كلاّ. الأحرى نحن. نعم. نحن. هذه هي النقطة الأولى. ويجب ألاّ تمرّ مرور الكرام.
العرب مجرمون. الأنظمة تحديداً. والحكّام. ابتداءً بمَن يتعامل من هذه الأنظمة مع إسرائيل، سرّاً وعلناً، وبين بين. وليس انتهاءً بالحكّام الفلسطينيين.
النقطة الثانية: أسمّي الأمم المتحدة، مجلس الأمن، أوروبا، العالم الغربي...، لتحميلها مسؤولية ما يجري في المسجد الأقصى، في القدس، وفي فلسطين المحتلة بأسرها.
أدعو إلى العصيان المدني في فلسطين كلّها.
في الضفة. في غزة. في الجليل. في القدس. في القدس خصوصاً.
السلطة الفلسطينية معنية بتحمّل مسؤوليتها في هذا الشأن. لم يعد ينفع الاحتجاج. إنه يشبه "غزل البنات" من حيث المذاق والطعم والمفعول. مورفين، لا أكثر. مورفين فقد فاعليته.
أدعو إلى العصيان المدني في العالم العربي كلّه.
يجب القيام بشيءٍ ما، بفعلٍ ما، في مخّ الوحش تحديداً.
هذا الوحش الصهيوني يجب أن يتعرّض لـ"الأذى الذكيّ".
شخصياً، أدعو، ككاتب لبناني عربي، إلى ذلك.
لا أستخدم هذا الموقف على سبيل التبجح باللفظ.
مَن يرفع راية الحقّ الفلسطيني، ويدعو إلى لجم الاغتصاب الاسرائيلي، وردعه، ووضعه عند حدّه، فليحضر فوراً.
فليحضر على مستوى الفعل الذي يؤلم ويوجع... لا على مستوى القول الفارغ من المعنى.
إسرائيل وحش فالت من عقاله.
هي في هذا المعنى خطرٌ كيانيّ ووجوديّ مطلق.
هذا الخطر لن يتوقف يوماً. كخطر النبع المسموم الذي لا ينضب، الوحشية الإسرائيلية هي هذا النبع المسموم الذي لا ينضب. بل يتفجّر. بل يزدهر. وينمو. ويزداد. كأنه نبع اللعنة. من الأزل إلى الأبد.
ماذا تنتظرون أيها العرب؟ أتنتظرون المجتمع الدولي؟ عبثاً تنتظرون المنّ والسلوى.
بأظفاركم. بأسنانكم. بنظرات عيونكم الملتهبة. بجروح الروح. بلظى القلوب. بالحبر الأسود. بالحبر الأحمر...
بكلّ وسيلة.
الوحش لا يرتدع إلاّ بما يوازيه ويعادله من ذكاء ورجولة وبطولة وشرف وكرامة وثورة.
لستُ وحشاً لأدعو إلى الوحشية. لكن الوحش الإسرائيلي يجب ردعه بـ"قوة" ما، وبـ"وحشية" ما.
كلّ العبقرية يجب أن تتجلى هنا.
في "الوحشية" الذكية التي يجب اختراعها فوراً من أجل "إجبار" العالم كلّه، عرباً وغير عرب، غربيين وشرقيين، شمالاً وجنوباً، مسلمين ومسيحيين ويهوداً وصوفيين وبوذيين وعلمانيين من كلّ حدب وصوب، على تركيع الوحش الإسرائيلي، واقتلاع أظفاره وأنيابه وآلته الجهنمية العنصرية.
أيها العالم، إسرائيل وحش. يجب القبض على هذا الوحش.
هذه مسؤولية عالمية. لا تتحمّل التأجيل أو المواربة أو الإرجاء.
إنها مسؤولية العرب، أولاً وأخيراً.
وأذكّر هؤلاء العرب بما سدّدوه للسيد الأميركي... ولم يطلبوا شيئاً في المقابل.
نريد البيت لنا. نريد المسجد لنا. نريد القدس لنا.
***
بمثابة تحية إلى كلّ فلسطيني وعربي وإنسانوي مؤمن بما أقول، أهدي إليه "زهرة المدائن"، كلمات الأخوين رحباني، غناء فيروز:
زهرة المدائن
لأجلكِ يا مدينة الصلاة أصلّي
لأجلكِ يا بهية المساكن يا زهرة المدائن
يا قدس يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّي
عيوننا إليكِ ترحل كلّ يوم ترحل كلّ يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
عيوننا إليكِ ترحل كلّ يوم ترحل كلّ يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء يا درب مَن مرّوا إلى السماء
عيوننا إليكِ ترحل كلّ يوم وإنني أصلّي
الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان
الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان
يبكيان لأجل مَن تشرّدوا
لأجل أطفالٍ بلا منازل
لأجل مَن دافع واستشهد في المداخل
واستشهد السلام في وطن السلام
وسقط العدل على المداخل
سقط العدل سقط العدل سقط العدل على المداخل
حين هوت مدينة القدس
تراجع الحبّ وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب
وحين هوت مدينة القدس
تراجع الحبّ وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب
الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان وإنني أصلّي
...
الغضب الساطع آتٍ الغضب الساطع آتٍ الغضب الساطع آتٍ وأنا كلّي إيمان
الغضب الساطع آتٍ سأمرّ على الأحزان
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلّي إيمان
الغضب الساطع آتٍ سأمرّ على الأحزان
من كلّ طريقٍ آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
من كلّ طريقٍ آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
وكوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلّي إيمان
الغضب الساطع آتٍ سأمرّ على الأحزان
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلّي إيمان
الغضب الساطع آتٍ سأمرّ على الأحزان
من كلّ طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
من كلّ طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
وكوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ
لن يُقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلّي
سأدقّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب
وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية
وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية
الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
وسيهزم وجه القوة سيهزم وجه القوة سيهزم وجه القوة
البيت لنا والقدس لنا
البيت لنا والقدس لنا
وبأيدينا سنُعيد بهاء القدس
بأيدينا للقدس سلام
بأيدينا للقدس سلام
بأيدينا للقدس سلام
بأيدينا للقدس سلام
للقدس سلامٌ آتٍ
للقدس سلامٌ
للقدس سلامٌ آتٍ
للقدس سلام آتٍ آت آت آت
