السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

خيالات امرأة

رنين النجم
خيالات امرأة
خيالات امرأة
A+ A-

أخطر من سلاح نووي هي. أضعف من ورقة خريف. أقوى من رعد كانون. أنطق من صحافة. أشجع من جندي باسل. أزهر من مشتل. أكثر من وطن؛ هي جزء لا يتجزأ من الانسانية كما ركن أساسي من اركان الوطن والمجتمع؛ بكلمة إنها امرأة. 

شهد التاريخ منذ ظهور الإنسان حتى اليوم مظاهر ومواقف عدة كانت فيها المرأة محوراً للاهتمام أم للإهمال أم للجدل أم للحكم. من ناحية أخرى، شهد التاريخ خيالات متعددة جميلة ومقدسة للمرأة منذ قدسها اليونانيون فكانت من آلهتهم كـ "أفروديت"؛ لحين ظهور الحضارة الفرعونية فالفينيقية حيث دوى اسم " كليوباترا"، "نفرتيتي"، "إليسار" وغيرها في الملوكية والمعارك التي تحدد المصير.

من مجهر آخر، شهد التاريخ أيضاً صوراً نمطية ونماذج جردت المرأة من إنسانيتها خصوصاً في زمن العبودية والسبايا. آنذاك كانت المرأة تستعبد لدى القبيلة الغازية وتؤخذ كسبية كما في العصر الجاهلي العربي؛ فـ "عنترة بن شداد"، مثالاً، كان من أم سبية حبشية. لكن القوة للحق، مجموعة من المناضلين والمناضلات بعد حقبة من المطالبات والاعتصامات توصلت الى جعل المرأة قيمة إنسانية مساوية للرجل تمثل آخرها في الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

 هنا لا بد من لفت النظر أن لبنان، وعلى الرغم من كونه مهد الحضارات ورمز الانفتاح في المشرق العربي من ناحية، وتوقيعه على الاعلان العالمي لحقوق الانسان من ناحية أخرى؛ إلا أن المرأة اللبنانية خصوصاً لا تتميز ولا تتمتع بكامل حقوقها الانسانية والمدنية في وطنها. مع العلم أن المرأة هي رحم الحضارة وأم الوطن كما الرجل والأب؛ لا بل هي أكثر عظمة من "غاندي" و "تشي غيفارا" لأنها من ربت ودعمت وسهرت وعملت وضحت لأجل أولادها، فهل لنا أن نزيد على ما قيل: "الجنّة تحت أقدام الأمهات".

 إذا تعمقنا أكثر في المرأة ودورها وكينونتها، نرى العالم، العلم، السلام، الدول والاوطان جمعاء. فتلك الاخيرة لا تقوم بشعب من جنس واحد، ولا يكتمل العالم ضد قانون الطبيعة، فالانسان، أكان امرأة أم رجلاً، لا يقل قيمة عن جوهر وجوده وروحه و دوره. "بالاختلاف قوة" فهذا قانون طبيعي حيث المرأة تمثل رمز الاختلاف عن الآخر المكمل الوحيد للجنس الآخر في شتى الميادين المهنية، الاقتصادية، السياسية، الحياتية، الانسانية، الثقافية، التربوية والاجتماعية وغيرها.

مهما كتبنا ونشرنا، لا تفي الكلمات، وصفاً وتعبيراً، ماهية المرأة وأهمية دورها، كما الرجل، في بناء أجيال الغد لمستقبل أفضل، لوطن أفضل ولعالم أسلم. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم