نوادٍ علّقت مشاركتها في الدوري العام والاتحاد مطالَب بأن يكون "بيّ الكل"

صعّدت نوادي الشمال بوجه الاتحاد اللبناني لكرة القدم، ورفعت الصوت مطالبة بالكشف عن الشوائب التي تدير اللعبة، وهي التلاعب والمراهنات والأداء التحكيمي السيئ.

وأوكلت نوادي الشمال الى رئيس نادي السلام زغرتا الأب اسطفان فرنجية التحدث باسمها في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مجمع زغرتا الرياضي تحت شعار "يا لعب نظيف يا بلا"، وسبقه اجتماع بين النوادي.
واستهل الأب فرنجية مؤتمره بالإعلان عن تعليق مشاركة جميع نوادي الشمال في جميع البطولات التي ينظمها الاتحاد، الى حين الكشف عن نتائج التحقيقات، والأمر عينه أبلغه ناديا النبي شيت والتضامن صور. وطالب بإعادة جميع المباريات التي لُعبت بعد تعميم الاتحاد الذي أقرّ فيه تعيين حكام أجانب في المباريات الحساسة (12/2017)، فضلاً عن تشكيل لجنة تحقيق من موسى مكي ومازن رمضان، وممثل للقوى الأمنية، والأمين العام جهاد الشحف، وقال: "الفساد يضرب كرة القدم اللبنانية". وقررت النوادي اعتبار كل ما صدر عن الاعلام الرياضي اللبناني وتناول المراهنات وتعليب النتائج بمثابة إخبار الى القضاء اللبناني، داعياً إياه الى التدخل لمحاسبة المراهنين والحكام والنوادي والاداريين المتورطين في المراهنات، أو إلغاء مفاعيل بطولة الدوري العام الـ57 هذا الموسم.
وأسهب فرنجية في الشرح عن ملابسات ما جرى قبل مباراته مع العهد التي خسرها الفريق 0 – 1، إذ كشف أن إدارة ناديه طلبت حكّاما أجانب لقيادة مباراة فريقه مع العهد في المرحلة الـ19 في الدوري اللبناني، وهذا ما لم يؤمنه الاتحاد (كشف الاتحاد انه تواصل مع اتحادات أوروبية لم تردّ عليه، باستثناء الاتحاد القبرصي الذي اعتذر)، ثم طلبت إدارة السلام تعيين حكم لبناني غير الدولي سامر السيد قاسم، والذي احتسب ثلاث ضربات جزاء على السلام زغرتا وخسر الفريق مباراة وتعادل بمثلها قبل خسارته أمام العهد. وأضاف: "الحكم سامر السيد قاسم اتصل بنا قبل المباراة وعاتبني بوقاحة لرفضنا قيادته مبارياتنا". وكشف انه ارسل كتاباً الى الاتحاد طالبه فيه بإلغاء مفاعيل المباراة بين السلام زغرتا والعهد.
وطالب فرنجية ومعه نوادي الشمال كافة من وزارة الشباب والرياضة بتشكيل محكمة رياضية من أجل محاسبة كل المشاركين في المراهنات والحكام المتلاعبين بنتائج بعض المباريات. وقال: "نحن نادٍ مسيحي لنا حقوق مثل كل اللبنانيين ولا نقبل بأن يتم تهجيرنا من اللعبة، كما لا نقبل معاملتنا كأبناء جارية في هذا البلد، خصوصاً في كرة القدم".
وأعلن عن تشكيلة لجنة قضائية مؤلفة من محامين من أجل الدفاع عن هذه الأندية في حال لم يستمع الاتحاد الى مطالبها، وستكوّن ملفا متكاملا بالمخالفات وتتجه الى "الفيفا"، وهي مشكّلة من المحامين جو يزبك وشربل سعد ورومانوس معوض "مهمتها الدفاع عن النوادي إذا لم يتجاوب الاتحاد مع مطالبنا".
وتطرق فرنجية الى استقالة عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد سمعان الدويهي من منصبه: "سيمون لم يستقل بسبب بنالتي، وهو لا يعمل لخدمة السلام بل لخدمة كل لبنان".
ورأى رئيس نادي طرابلس الرياضي مازن خالد أن "بيع المباريات وشراءها أصبحا كأننا في سوق مباريات". وقال: "أصبح شراء المباريات على عينك يا تاجر".

استقالة فردوس
وسبق تحرك نوادي الشمال، استقالة رئيس اتحاد الشمال الفرعي أحمد فردوس، إذ عدّد في كتاب أرسله الى الاتحاد انجازات الاتحاد الفرعي، من تنظيم احتفالات وبطولاته الفرعية وبطولات الفئات العمرية والعمل على تطوير اللعبة، ثم تطرق الى أسباب استقالته قائلاً: "بدل ان يكافئنا البعض على كل ما قدمناه، وجدنا أنفسنا نتعرض للهرطقات والمضايقات من أعداء النجاح. والأمر متعلق بمن يفترض بهم ان يمدوا لنا يد العون والمساعدة من أعضاء الاتحاد.. فتارة تغلق في وجهنا أبواب ملاعب الشمال او تعرقل البرامج التي نضعها ويتم تحريض النوادي علينا والتدخل في شؤون اتحادنا الفرعي، وتارة تصل الأمور الى ابلاغنا بمقررات لجنة تحقيق وتخسير فريق ضمن اتحادنا امام فريق آخر من دون ان ندري كيف شكلت ومع من حققت وكيف. ويتبين لاحقاً انها لم تحقق مع اللاعب المعني، ثم يطلب منا ان نسكت ونكون شهود زور. لقد طفح الكيل ولم نعد نرى جدوى من استمرارنا على رأس اتحاد الشمال، إذ نرى أن كل ما قدمناه يقابل بالجحود ووضع العصي في الدواليب، نتقدم باستقالتنا ونشكر رئيس الاتحاد على ثقته".

الراسينغ يتخبط
وكثر الكلام على ما دار في المباراة التي خسرها الراسينغ امام الاخاء الأهلي عاليه 1 – 4، إذ كشف أكثر من لاعب في فريق "القلعة البيضاء" في أحاديث خاصة عن شكوك في زملاء لهم سهّلوا اللقاء للفريق الجبلي، كما أفيد عن استياء المدرب موسى حجيج من هذا الأمر، ورد رئيس نادي الراسينغ جورج فرح في اتصال لـ "النهار": "لقد أكدنا قبل المباراة اننا لا نرضى بأي ألعاب تسيء الى اسم النادي، ونرحب بأي تحقيق يجرى مع لاعبينا. وإذا ثبت ضلوع أي منهم سنقطع رأسه مع النادي ومن اللعبة ككل، فنحن لا نرضى بتصرفات كهذه ليست من شيم الراسينغ، كما أننا لا نغطي أي شخص، إذ إننا تحت القانون ومع اللعب النظيف في كل شيء".
وستتجه الأنظار الى اتحاد اللعبة الذي بات مطالباً أكثر من أي وقت مضى بأن يقوم بدوره كراع لكل عائلة اللعبة التي باتت تئن تحت وطأة شبهات بالفساد والتلاعب، فضلاً عن آفة المراهنات والتحرك في اتجاه القضاء للحد من هذه الممارسات.