وأخيراً صمد قرار وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة

واخيرا صمد قرار وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وبقدرة قادر التزم المسلحون تنفيذه، بعد جولات دامية من الاقتتال العبثي المدمر، الذي اجتاح طوال خمسة ايام متتالية شوارع واحياء وازقة المخيم، المكتظة بأهلها وناسها الذين ضاقوا ذرعا بكل المسلحين ومن يوفر لهم المال والغطاء والرعاية، متسائلين هل كان يحتاج قرار تنفيذ وقف اطلاق النار الى كل جولات العنف، ومن يضمن عودة الاقتتال مجدداً، اذا فشلت مرة اخرى القيادات الفلسطينية في معالجة الاسباب الفعلية لعودة الاقتتال داخل المخيم.
حتى الآن يبدو جلياً وواضحاً، ان اللقاء الذي حصل في مقر السفارة الفلسطينة في بيروت وضم اعضاء القيادة السياسية العليا للقوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية، نجح حتى الان من خلال الصلاحيات التي اعطيت للجنة المصغّرة، التي انبثقت منه والتي عادت الى المخيم وجالت ميدانياً على الاحياء التي كانت مسرحا للاشتباكات، بعد اتصالات وانذارات وجهت للمسلحين والمشرفين عليهم بضورة التقيد فورا بقرار وقف اطلاق النار تحت طائلة المسؤولية.
والبارز اليوم في لقاءات واتصالات اللجنة على فاعليات صيدا والجوار، ما كشف عنه عضو اللجنة وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، ان وفد اللجنة اعطى وعدا صادقا الى مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود، خلال لقائه في مكتبه في ثكنة محمد زغيب في صيدا، بالعمل الجاد خلال الايام القليلة المقبلة باخراج ابرز المطلوبين للدولة اللبنانية من المخيم او العمل على اعتقالهم وتسليمهم الى الجيش، علما ان عددهم يتراوح بين 20 و27 مطلوبا، بجرائم معينة او التخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية داخل المخيم وخارجه، وتتوزع انتماءاتهم بين تنظيمات داعش وجبهة النصرة وفتح الاسلام وجند الشام وبعضهم من خارج ابناء المخيم.

الحياة لا تزال شبه معدومة في المخيم
وبالرغم من وقف اطلاق النار، فالحياة داخل المخيم لا تزال شبه معدومة، وسط اقفال غالبية المحال التجارية ومراكز ومؤسسات الاونروا التربوية والصحية، وسكان المخيم الذين استفاقوا من دون سماع صوت الرصاص والقذائف، هالهم ما اصاب بيوتهم وممتلكاتهم من اضرار مادية جسيمة، هم غير قادرين على اصلاحها ولا يعرفون اي جهة ستتحمل مسؤولية التعويض على المتضررين الذين اصيبت منازلهم او سياراتهم بالرصاص او بشظايا القذائف الصاروخية.
وبعد صلاة الظهر شيعت عائلة دهشة جثمان ماهر احمد دهشة،الذي قتل خلال الاشتباكات قبل يومين،علما ان الطفل الفلسطيني السوري عرفات مصطفى الذي اصيب برصاصة في راسه لا يزال في حالة الخطر الشديد.

الاضراب في صيدا كان متفاوتاً
وفي صيدا التي طاولها رصاص القنص الطائش، وعطل بعضا من مدارسها وشل حركتها التجارية، لبّى نصف ابنائها وتجارها دعوة اللقاء الصيداوي الذي كان انعقد في بلدية صيدا بدعوة من النائبة بهية الحريري، واتخذ قرارالاقفال في المدينة احتجاجا على ما يجري من اقتتال داخل عين الحلوة وتداعياته على سكان المخيم وعلى صيدا والجوار.
وعلى الرغم من الاجماع الصيداوي على قرارالاقفال والاضراب في صيدا، كان لاحد اركان لائحة احرار صيدا الشيخ يوسف مسلماني رأي مخالف، فاعتبر ان الاضراب ليس حلا في ظل ما تعانيه المدينة من ركود اقتصادي ومن عزلة عن محيطها وجيرانها، مشيراً الى ان الحل يكمن في الدعوة الى عقد مؤتمر لبناني فلسطيني قادر على اتخاذ قرارات تاريخية وقادر على تنفيذها، وبامكانه اخراج مخيم عين الحلوة من مازقه الدامي الذي يتخبط فيه.
وتبين ان نصف تجار صيدا واصحاب المحال والمؤسسات التجارية والمصارف التزموا بدعوة الحريري واللقاء الصيداوي، بالاقفال التام فيما فتح النصف الاخر ابواب محاله ومؤسساته، الا ان حركة المارة والسيارات كانت عادية جدا.