السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لوبن تبدأ زيارة "انفتاح"... تساؤلات عن توجهها لإلغاء جوازات سفر حاملي الجنسيتين؟

باريس - سمير تويني
لوبن تبدأ زيارة "انفتاح"... تساؤلات عن توجهها لإلغاء جوازات سفر حاملي الجنسيتين؟
لوبن تبدأ زيارة "انفتاح"... تساؤلات عن توجهها لإلغاء جوازات سفر حاملي الجنسيتين؟
A+ A-

من المقرر أن تجتمع رئيسة "الجبهة الوطنية" المرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبن رسمياً اليوم، وللمرة الاولى، برئيس دولة اجنبية يمارس مهماته هو الرئيس اللبناني ميشال عون، اضافة الى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وستكون لها لقاءات غداً مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان وعدد من البرلمانيين.
تشكل هذه الزيارة، منذ تسلم لوبن رئاسة الحزب اليميني المتطرف عام 2011، اول زيارة رسمية لمسؤولين دوليين. وهي تجد صعوبات في انفتاحها خارجياً، بعدما أنعشت علاقتها باليمين المتطرف الاوروبي، فتجاهلها السياسيون الكنديون خلال زيارتها لبلادهم، ورفضت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل استقبالها، وأبدى رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي قلقه من "كارثة" في حال انتخابها.
وتعتبر زيارة لبنان محطة مهمة لمرشحي الرئاسة الفرنسية، اولاً حيال موقع لبنان بوابة الى الشرق، وثانياً باعتباره موقعاً للمسيحيين المشرقيين، وثالثاً لوجود نحو 20 الف ناخب فرنسي يقترعون في الانتخابات المقبلة، وأخيراً لأن ملفي اللاجئين الشرق أوسطيين والارهاب أضحيا بين الاهتمامات الفرنسية، نظراً الى تأثيرهما على الوضع الداخلي الفرنسي، ويتناولهما المرشحون ضمن برامجهم الانتخابية.
وسيستقبل المسؤولون اللبنانيون لوبن كبقية المرشحين الذين طلبوا زيارة لبنان، على غرار مرشح الوسط الاشتراكي مانويل ماكرون الذي زار بيروت قبل اسابيع، ومرشح اليمين رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون الذي أجّل زيارته الى موعد آخر بسبب التحقيقات التي يتعرّض لها من جراء اتهامه بتوظيف افراد عائلته وهمياً ملحقين برلمانيين.
ولا يمكن اعتبار زيارة لوبن التي تتصدر نيّات تصويت الفرنسيين (25 في المئة) في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 نيسان المقبل بريئة، بل هي تسعى الى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية انطلاقاً من لبنان الذي تشكل فيه التعددية مساحة يمكن ان تعبّر فيها عن تقاربها مع المسيحيين والمسلمين. ويعود ذلك الى وجود عدد لا بأس به من اللبنانيين المسيحيين الذين يؤيدونها ويؤيدون سياستها الفرنسية، إضافة الى انفتاح بعض الدول العربية عليها من خلال استقبال سفراء عرب لها في باريس.
وثمة تعاون قديم بين عدد من الافرقاء على الساحة اللبنانية، خلال الحرب الأهلية بين عامي (1975 - 1990)، و"الجبهة الوطنية". وكان رئيس الحزب السابق جان ماري لوبن، اعتبر "أن مودة خاصة متبادلة تربطنا بلبنان"، مشيراً الى "تواز ايديولوجي وسياسي مع الأحزاب المسيحية".
ويدعم العديد من اللبنانيين الحائزين على الجنسية الفرنسية، الحزب اليميني المتطرف وهذه العلاقات القديمة، لأن بعض المسؤولين حالياً في الحزب ساهموا خلال الحرب اللبنانية في القتال الى جانب المسيحيين، لاعتقادهم أنهم كانوا يدافعون عن القيم الغربية ضد "الارهاب والثورة الاسلامية". ويشبّه العديد من المسؤولين داخل "الجبهة الوطنية"، مشاركتهم في القتال في لبنان إبّان تلك الحرب، بالقتال اليوم ضد ارهاب "داعش".
يذكر أن الرئيس عون إجتمع مراراً خلال عزلته في فرنسا بين 1990 و2005 اثر صراعه مع النظام السوري، برئيس الجبهة السابق جان ماري لوبن الذي كانت له اتصالات بعدد من الزعماء المسيحيين الآخرين الذي أقاموا في باريس.
وتطمح رئيسة الجبهة الى "غسل الاهانة" التي تعرّض لها والدها، عندما رفض رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري في العام 2002 استقباله، لارتباطهما باستقبال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. ويشير بعض المسؤولين في هذه الجبهة الى "ان مارين ليست كوالدها، كما ان الوضع السياسي مختلف والمرشح ماكرون ساعد في حصول الموعد، لأن السلطات اللبنانية لا يمكنها استقبال مرشح من جهة ورفض استقبال مرشح من الجهة الأخرى، وهي الاولى في استطلاعات الرأي في نيّات التصويت للدورة التمهيدية".
كما ان تقاربها اليوم مع النظام السوري، فتح لها بعض الأبواب اللبنانية، فيما العديد من اللبنانيين المقيمين في فرنسا يتساءلون عن هدف المسؤولين اللبنانيين من استقبال رئيسة الحزب اليميني المتطرّف، وكيف يمكن دعم مرشح يريد إلغاء جوازات سفر الذين يحملون الجنسيتين، اللبنانية والفرنسية، ويشكّكون في افكارها المتشدّدة وصدقيتها، علماً أن برنامجها الانتخابي يواجه استنكاراً واسعاً في الاوساط السياسية والاقتصادية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم