الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"نهضة لبنان" جمعية أميركية أعضاؤها لبنانيون يسعون الى تغيير الواقع السياسي

ليال كيوان
A+ A-

يسعى أعضاء جمعية "نهضة لبنان Lebanon Renaissance Foundation" الى تغيير الواقع السياسي اللبناني إيماناً منهم بانعكاس التغيير نحو الأفضل إيجاباً على المجتمع اللبناني في كل المقاييس. لذا، تقوم الجمعية، الأميركية المنشأ، بعدد من المشاريع المحلية هدفها تسليط الأضواء على مفهوم الدولة الحديثة.


وعن عملها يشرح المسؤول عن العلاقات الخارجية والتسويق في الجمعية فادي بسترس، أنها في السنتين الأوليين بعد إنشائها في واشنطن العام 2007، تركّز النشاط والعمل هناك "على الأعمال التوعوية في أوساط الطبقة السياسية الأميركية وصحافيين وأصحاب الشأن ممن يتابعون الوضع في لبنان، وكان العمل يتطلب جهداً مالياً تبيّن لنا في وقت لاحق أنه من دون جدوى طالما أن العمل يكون خارج لبنان، لذا رأينا من الضروري التركيز على مشاريع في لبنان، فكان لنا مكتب محلي".


مكافحة الفساد
تقوم أعمال الجمعية على خطط استراتيجية طويلة الأمد نوعاً ما وتحتاج الى تخطيط وتنفيذ دقيقين، وتندرج في خانات ثلاث، "الأولى تضم كل ما له علاقة بالسياسة العامة أي المواد التي تُسلّم لأصحاب الشأن والقرار في لبنان من دراسات وأفكار وغير ذلك. وفي الخانة الثانية وإسمها التعليم، تأتي توعية الجمهور اللبناني على أهمية بناء الدولة ودولة المؤسسات وأهمية المحاسبة، من خلال محاضرات ولقاءات وحملات إعلامية مستقبلية وعمل على الأرض من خلال مشاريع نعمل عليها، بينها مشروع مكافحة الفساد الذي نعمل عليه حالياً لإطلاقه في الأشهر المقبلة، وسنخصص لهذا الغرض خطاً ساخناً كي يتصل عليه المواطنون ليخبروا عن مشاهداتهم في الفساد، فنعالج الموضوع الذي نتأكد من صحته أو ننقله الى التفتيش المركزي. أما الخانة الثالثة فهي التحالف، وتندرج فيها مساعدتنا للجمعيات التي نلتقي معها بالأهداف". وتحت هذه الخانات الثلاث، تعمل الجمعية على مشروعين، أحدهما بالتعاون مع صحيفتي "النهار" و"السفير"، لجمع المعلومات المؤرشفة عن ضحايا الحرب اللبنانية وإحصاء أعدادهم بالدقة المطلوبة، "وهدفنا حصر الرقم الحقيقي أو الأقرب الى الحقيقة. والأهم هو حصر العدد ضمن أربع خانات احداها الضحايا الذين سقطوا من جراء معارك اللبنانيين أنفسهم، الثانية من جراء معارك اللبنانيين مع فريق أجنبي، الثالثة معارك الأجانب على أرضنا والرابعة ضحايا الإرهاب، على أن تُنشر النتائج في الإعلام وستُوزّع على أصحاب الشأن وطلاب الجامعات وكل من يهمه أمرها للإفادة منها".


ضحايا الحرب اللبنانية
أما المشروع الآخر الذي تحضّر له "نهضة لبنان" حالياً، فيرتبط بالسياسة العامة ويركز على الأمور التي تتعلق بعمل أصحاب الشأن العام، "وقد قمنا لهذا الغرض بحلقة حوار مقفلة عبارة عن لقاءات مغلقة بعيداً من الضغوط والإعلام للوصول إلى أرضية مشتركة بين أفراد متابعين وفاعلين في الحركة السياسية اللبنانية"، بحسب بسترس. وبدأت الجلسات الحوارية قبل شهرين وتضمّ 5 أفراد من المجتمع اللبناني مستقلّين لا ينتمون الى أي حزب، لكن لكل منهم رأيه السياسي المختلف عن الآخر، ويسمح لهم بالنقاش والتحرّك بحرية أكبر، علماً أن اختيارهم أيضاً تمّ بناء على قدرتهم على التواصل مع الدوائر السياسية التي يدورون في فلكها. "ورغم امتلاكهم حرية التعبير والتصرف، هم قادرون على الاتصال مع الزعماء السياسيين الذين يؤيدونهم في الخط السياسي وهذا شرط أساسي لوجودهم في الحوار. والهدف من ذلك محاولة التطرق الى موضوعات لا تستطيع الطبقة السياسية التطرق إليها وإيجاد الحلول للأزمات القائمة وقضايا جوهرية في لبنان، من خلال تحديد الأفكار المشتركة والبناء عليها لتطوير رؤية جامعة تحاكي تطلّعات اللبنانيين بمختلف توجهاتهم. فأكثرية الطبقة السياسية اليوم يتمحور عملها حول استراتيجية الدفاع عن النفس من دون التفكير في رؤية مستقبلية للبلاد لتحسينها وتصويب الأمور". ولم يُعلن عن أسماء المشاركين في الحوار للمحافظة على سرية العمل، وسيتمكن المشاركون في الإجتماعات التي يديرها محاور ومحرّك محترف، من طرح وجهات نظرهم. ورغم أن المبادرة لا تضع أي نتائج مسبقة لهذه اللقاءات، فهي تسعى إلى صوغ رؤية مشتركة حول عدد من القضايا ومنها كيفية حماية لبنان من الأخطار الداخلية والخارجية، أي وطن نريد وكيف ندركه، وتحديد العقد الإجتماعي الأمثل لتحقيقه بين اللبنانيين.
وعن قراءتهم للوضع اللبناني، يقول بسترس إنهم يراقبون التطورات في لبنان "ونقوّم حاله من خلال ما سميناه "حال البلاد"، الذي يستعرض الوضع في ما يتعلق بموضوعات مختلفة يجري تقويمها من خلال نقاط معينة تبيّن رؤية جمعيتنا للأمور في لبنان عاماً بعد عام".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم