السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مطاردة الجهاديين من منزل الى منزل في احياء الموصل

المصدر: " ا ف ب"
مطاردة الجهاديين من منزل الى منزل في احياء الموصل
مطاردة الجهاديين من منزل الى منزل في احياء الموصل
A+ A-

يهرع رجل مرتديا عباءة بنية اللون الى المقدم الركن علي حسين من قوات مكافحة الارهاب المتمركزة في حي البكر في مدينة الموصل، ينقل عن جاره انه رأى ثلاثة جهاديين في منزل مجاور، "أكرم نده علي، قال لي أنه رآهم".
يعطي المقدم الركن الاوامر لعدد من عناصره بالتحرك نحو المكان للتأكد والقضاء على الجهاديين: "خذوا معكم قاذفات وبازوكا".
بعد مغادرتهم، يسارع الى التواصل معهم عبر جهازه اللاسلكي "انتبهوا على أنفسكم، الله معكم". بعد وقت قصير، يتلقى نداء لاسلكيا: لم يجد العناصر أي جهادي في المنزل المذكور.
وتمركزت قوات مكافحة الارهاب في شارع ضيق في حي البكر في شرق الموصل، وهي تنطلق منه للقيام بعمليات تمشيط وبحث عمن تبقى من جهاديين غداة سيطرتها على الحي.
وسط اصوات انفجارات ضخمة تهز المكان، يصل فجأة شاب آخر الى القوات ليبلغهم بوجود عنصرين من "أشبال الخلافة" في منزل آخر في أول الشارع، ليتبين لاحقا ايضا ان الجهاديين لم يعودا في المكان.


وينقل أحد الجنود عن صاحب المنزل ان الجهاديين الاثنين وصلا فعلا الى بيته مساء أمس، وقفزا بين السطوح وفرا في وقت لاحق.
لكن قوات مكافحة الارهاب لا تجد هذا الجواب شافيا. ويقول المقدم ركن حسين لفرانس برس "يجب ان نتأكد بأنفسنا".
ويشرح الضابط العراقي ان مساعدة المدنيين لقواته أمر "مهم جدا ويتكرر في كل مرة نحرر" حيا من الجهاديين، مشيرا الى ان الاهمية تكمن في "ان هناك جيوبا نائمة للجهاديين"، أي أشخاصا لم يكونوا معروفين بالضرورة بانهم جهاديون ويتحركون فجأة.
ويشير حسين في الوقت ذاته الى وجود "مخبرين نعتمد عليهم اصلا بين السكان"، مضيفا "في كل مرة ندخل فيها الى حي، يكون لنا مخبرون، وهؤلاء يتصلون باقرباء لهم في احياء اخرى ليكونوا لنا مخبرين بدورهم قبل ان ندخل الى تلك الاحياء".
على احد جدران الشارع، كتب الجنود "قوات مكافحة الارهاب" قبالة منزل وقف أمامه مدنيون يراقبون العسكريين، وبينهم طفلة تجمع الرصاصات الفارغة على الارض واخرى تلوح بعلم ابيض.
وردا على سؤال حول المساعدة التي يقدمها المدنيون الى القوى الامنية في البحث عن الجهاديين، يقول الحاج عمار علي (66 سنة) "طبعا، نحن ننتظر قدومهم بفارغ الصبر اصلا".
ويضيف "قلة من الجهاديين بقيت في الشارع الذي نقطن فيه، فقد انسحب الكثيرون" قبل دخول القوات العراقية.
وكانت القوات العراقية تطلب بقاء المدنيين في منازلهم خلال عملياتها العسكرية حتى لا يشكلوا عائقا امام تقدمها، لكنهم الآن يقدمون لها مساعدة ثمينة.
بعد تأمين المنزلين اللذين أُبلغ عنهما، يرسل المقدم علي حسين مجموعة من قواته لتدخل كل منزل في الحي وتتأكد من عدم وجود جهاديين. في الوقت نفسه، اصوات طلقات الرصاص لا تتوقف ولا يعرف مصدرها بالتحديد.
وينبثق صوت عبر جهاز لاسلكي يحمله احد الجنود "ارجع ارجع، سنفتش في هذا البيت"، في اشارة الى منزل قريب.
في الشارع حيث تنتشر الآليات العسكرية وعناصر قوات مكافحة الارهاب بملابسهم العسكرية وشالاتهم الملونة، تشتعل النيران في شاحنة صفراء اللون مفخخة، ويشرح الجنود انهم فككوا براميل المتفجرات التي تحويها والتي يمكن رؤيتها في مؤخرة الشاحنة.
على الرغم من ذلك، تمر العربات من طراز هامفي الاميركية الصنع مسرعة قربها، بينما يطلق جندي الرصاص من رشاشه نحوها لضمان عدم تواجد جهاديين في المكان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم