الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

اعتراضات وتساؤلات برسم "العهد الجديد"

نايلة تويني
نايلة تويني
اعتراضات وتساؤلات برسم "العهد الجديد"
اعتراضات وتساؤلات برسم "العهد الجديد"
A+ A-

يجب عدم النظر الى حركة الوزير أشرف ريفي بعدم اهتمام، وبتعداد الاشخاص المشاركين في الاعتراض على قلتهم، لانه من الضروري التطلع الى القلق الذي ينتاب كثيرين، والى موجات الرفض العارم التي يعبَّر عنها في وسائل التواصل الاجتماعي. صحيح ان هذه الحملات تتحرك في عالم افتراضي قد لا يرتبط بالواقع، أي انه قد لا يتجسد حراكاً في الشارع، الا ان الاسئلة تبقى مشروعة، وهي تعبر عن فئات واسعة. واللافت ان الاعتراض لا يعبّر عن شارع ما كان يسمى 14 آذار، وانما المعارضة الاشرس انتقلت الى المقلب الآخر، اي الى ما كان يسمى فريق 8 اذار، قبل ان يختلط الحابل بالنابل، وينفرط عقد الفريقين تباعاً.


ولتبيان الامور على حقيقتها، اذا لم يكن تسليم البلد الى محور سوري - ايراني عبر فرض الفراغ أو فرض الرئيس، صار واقعا، على المسؤولين، اذا كانوا مسؤولين، مصارحة اللبنانيين، وتوضيح ما حصل وما يحصل.
فاذا كانت الرئاسة شأناً داخلياً كما يرددون، فإن تأخيرها سنتين ونصف سنة يقع على عاتق أفرقاء الداخل، وتداعيات الشغور يجب ان يتحملها هؤلاء، وان يحاسبوا على التعطيل المفتعل، وان يعتذروا للبنانيين عن كل ما سببه الشغور الرئاسي. اما اذا كان الملف مرتبطاً بالخارج، فيجدر بنا فهم المتغيرات التي حصلت، والتأكد من ارتهان مسؤولينا لهذا الخارج الذي يتلاعب بنا، بل يحركنا في احيان كثيرة.
اما اتفاقات الداخل سواء كانت ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، أو على مستوى الوطن، فلا يجوز ان تبقى سرية اذا كان هدفها تحقيق المصلحة العامة، لا الاتفاق على تقاسم المغانم فقط، وتوزيع الحقائب، ووضع اليد على ملف النفط والغاز خصوصاً قبل ان تضيع هذه الثروة الوطنية أمام الاهمال والخلافات وقلة المسؤولية، وأمام مصالح الشركات الكبرى في العالم. من حق اللبنانيين الاطلاع على تفاصيل الاتفاق بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، وما هي النقاط التي اغضبت الرئيس نبيه بري، وجعلته يعلي الصوت، ويتجه الى المعارضة.
والأهم، أليس من الضروري ان يخرج المرشح الابرز الى الاعلام متحدثاً الى مواطنيه لاقناعهم بانه الافضل؟ وما دامت فكرة المناظرة مستبعدة عندنا في بلد يدعي الديموقراطية، فان اطلالة موجهة الى مراضاة أهل السنة، كما فعل العماد ميشال عون في اطلالته عبر محطته، ومع مستشاره، ليست كافية، لشرح برنامجه الرئاسي، أو لنقل طموحه الرئاسي لان الصلاحيات التنفيذية انتقلت الى الحكومة، ليتمكن شعبه من الاطلاع على رؤياه، بل مده بالدعم اللازم اذا ما واجهته معارضة شرسة تعوق انطلاقته.
واذا كان كل اعتراض مهماً وضرورياً في كل بلد ديموقراطي، فان الاهم منه ان تلقى الاصوات المعترضة الصدى المطلوب، وان تجد الاجابات الشافية عن تساؤلاتها، لان من الخطأ الفادح صم الاذان عن حركات الرفض، بما يعني عدم الاكتراث لآراء الناس واحتقار "شعب لبنان العظيم".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم