السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

العالم ليس عقلاً...

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

في الوقت المناسب واللحظة الحرجة يحضر طيف الشيخ عبدالله القصيمي، ليصرخ فينا أما قلت لكم "العالم ليس عقلاً"؟ العالم مجموعة مصالح، مجموعة حروب.


لا حلَّ في لبنان إلاّ بانتخاب رئيس للجمهوريَّة، هذه القصة صارت مفهومة ولكنها أقرب الى حكاية ابريق الزيت. اذ لا انتخاب للرئيس إلا بحلٍّ ما للوضع الدموي التدميري التخريبي في سوريا. والحلَّ في سوريا يظل في الأُرجوحة. من جهة روسيا بوتين ومن أخرى إيران و"حزب الله" والأقربون.
ما العمل؟
سنتان وشهران واسبوعان، والحبل على الجرّار. يبدو من كل هذه التمثيليات أنَّ لا حلول على صعيد المنطقة، وبالنسبة الى مشكلة لبنان تحديداً، الا بعد انتخاب رئيس أميركي جديد...
وكيف الوصول الى بعبدا وقصرها، وليس لنا في الأمر حيلة أو فتيلة؟ كيف الوصول الى حل في سوريا؟ كذلك قد تكون حروب المنطقة بكل تعقيداتها و"داعشها" تنتظر بدورها نتائج الانتخابات الرئاسيَّة في "الستايتس".
ثمة مَنْ يدلُّ باصبعه في اتجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فالرجل الذي أعاد الروسيا العظمى الى وسط الساحة الدولية يمون على الجبهتين "المتهمتين" بعرقلة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، إيران والنظام السوري.
فهل يلبّي القيصر الذي يحكي بنظراته وصمته، إذا ما ناديناه "ويك بوتين أقدم؟".
ومَن ذا الذي يمون على الامبراطور في موضوع بهذه الأهمية؟
لا يخلو الأمر، العائق مفتاحه في التعقيدات السوريّة وأخواتها...
المشكلة الكبرى أن لبنان لم يعد يملك قادة على مستوى الأزمات المصيريّة. وليس في مقدور "حكومة المصلحة الوطنيَّة" أن تنتج سوى الخلافات، اذا ما بقيت وجهة تركيبتها الأساسيَّة صوب المصالح والحصص.
أيضاً وأيضاً، ليس في استطاعة الحوارات "الناعمة"، جامعة الأضداد، التوصل الى أكثر من بيان لطيف اللهجة، يبشِّر المواطنين وأصدقاء لبنان في العالم بأن جلسة جدية سوف تعقد في أسبوع، في شهر، في... تنجلي خلالها المواقف.
الحوارات جيدة، أعطاها الله العافية. الا أنها لن تستطيع أن تشيل الزير من البير. ولن تتمكن من تحقيق أعجوبة انتخاب رئيس للجمهوريّة لأن القرار "مقيم" في الخارج، وعنوانه معروف لدى بوتين والرئيس الأميركي الذي سينتخب في تشرين.
لا نقصد بهذه المصارحات والممالحات تسكير الأمور وتعقيدها في وجوه الناس، إلا أن البابا فرنسيس أضاف الى مآزقنا كلاماً صريحاً أعلن فيه أن العالم بأسره في "حال حرب فعليّة"، يقودها الإرهاب والتطرف...
ستبقى أهداف هذه الحرب "ضائعة" بين جنون القتل، وجنون إراقة الدماء، وجنون التخريب والفوضى.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم