السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل يعطّل الحريري الاستحقاق الرئاسي؟

علي حماده
هل يعطّل الحريري الاستحقاق الرئاسي؟
هل يعطّل الحريري الاستحقاق الرئاسي؟
A+ A-

ليس صحيحاً ان "حزب الله" لا يقدر أن يضغط على حلفائه كالرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية لتغيير موقفهما من موضوع ترشيح الجنرال ميشال عون. فبري ماشى ويماشي الحزب في كل المفاصل الحساسة والاستحقاقات الرئيسية، ولم يسبق له ان خرج عن مقتضيات "التحالف" ضمن الثنائية الشيعية التي يقودها من الناحية العملية "حزب الله" عندما يتعلق الامر بقرارات استراتيجية! فمن الخروج من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة رداً على المحكمة الدولية، الى تعطيل مجلس النواب مدة ثمانية عشر شهرا ومحاصرة الحكومة في السرايا الكبيرة، وصولا الى ابتداع "قراءة " خاصة لموضوع النصاب المطلوب لانعقاد مجلس النواب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، كلها سهلت على الحزب تعطيل مجلس النواب من خلف "قراءة" الرئيس بري الخاصة للدستور بعدما نصّب نفسه بقبول الاطراف السياسيين الآخرين (14 آذار ضمناً) مفسرا للنص الدستوري! واستطرادا، لا يمكن القبول بما يقوله البعض ان "حزب الله" عاجز عن انجاز "صفقة " جدية بين حليفي الحليف نبيه بري وميشال عون!
هذا بالنسبة الى الرئيس بري ، اما بالنسبة الى النائب سليمان فرنجية الذي قال اكثر من مرة انه لن يخالف توجه فريقه السياسي، وصولا الى "تمزيق" تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري ورميه جانبا اذا ما طلب منه السيد حسن نصرالله ذلك! وفرنجية هو القائل سابقا ما معناه انه مستعد لانتخاب ارييل شارون رئيسا اذا ما طلب منه بشار الاسد ذلك ! اكثر من ذلك لا يشك احد في ان العلاقة السيئة التي تربط بين فرنجية وعون، يمكن "حزب الله" بـ "مونته" ان يقننها، وان يضبطها ضمن "صفقة" تحافظ على امتيازات فرنجية في حال انتخب عون رئيسا!
الى ذلك، لا يبدو النائب وليد جنبلاط راغبا في لعب دور يستفز "حزب الله" ، بل انه ما عاد راغباً في "زكزكة" القيادات المارونية ، فنجده يقول ان لا مانع لديه من وصول عون الى الرئاسة ، بمعنى انه يصطف راضيا ضمن تفاهم على عون ولا يعرقل! حتى الرئيس سعد الحريري المتمسك حتى الان بترشيح النائب فرنجية، فإن من يعرفه عن قرب يعرف انه ليس من النوع المتمسك بسياسات جامدة، وانه يمكن في لحظة محلية - اقليمية مواتية ان ينتقل الى تأييد عون، خصوصاً اذا ما رأى ان "حزب الله" قرر استخدام ما لديه من مونة على بري وفرنجية، للاصطفاف خلف ترشيح عون. ومن يعرف الحريري جيدا، يعرف انه لن يقف وحيدا معارضا ترشيح عون بعد ان يكون جمع تأييد كل "8 آذار"، اضافة الى حزب "القوات اللبنانية"!
بناء على ما تقدم، يبقى السؤال المطروح على بعض المتباكين على الشغور الرئاسي، وعلى الحقوق المسيحية المنتقصة هو: ما الذي يمنع "حزب الله" من العمل الجدي الفوري لانتزاع كامل التأييد لميشال عون، اقله ضمن فريقه؟
خلاصة الامر، ما كل ما تراه العين حقيقة، وما كل ما تسمعه الاذن صادق!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم