بعد سنوات من الاهمال... جزيرة صيدا معلم سياحي

يعتقد مؤرخون ان صيدون التي دمرت وغرقت في البحر، كانت قائمة على ارض "الزيرة" وفي جوارها، هكذا يسمونها الصيداويون. إنها جزيرة صيدا البحرية قبالة القلعة، حيث عملت جمعية اصدقاء "زيرة" وشاطئ صيدا، على رعايتها والاهتمام بها بعد ان كانت مهملة ومنسية، من خلال تنظيفها وتنظيمها و"فلش" ارضها الصخرية بالرمول، وجعلتها معلما سياحياً، يقصده ابناء المدينة والزائرون بواسطة مراكب بحرية مخصصة لنقل الركاب، للاستجمام والسباحة والراحة، بعيدا عن ضجيج وصخب المدينة.

وليل امس نظمت الجمعية اصدقاء الزيرة، حفلا على ارضها، بعد اضائتها بانوار ملونة شارك فيه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، ورئيسة مرفا صيدا ميرنا سليمان، وامر مفرزة الشواطئ في المدينة والزهراني الرائد هيثم سويد، ورئيس الجمعية كامل كزبرواعضاؤها وممثلون عن هيئات بيئية وصحية وكشفية.

وقال كزبر: "نحن اليوم في عرس للإحتفال على "زيرة" صيدا المتربعة على المدينة القديمة المتجددة صيدون، وما كان لهذا العرس أن يتحقق لولا رعاية رئيس البلدية والمجلس البلدي وكل والداعمين للجمعية الذين نوجه لهم التحية لأن زيرة صيدا اضحت ملاذا وقبلة للسباحين والرواد. ونعدكم أن تبقى زيرة صيدا منارة لهذه المدينة وللبنان، ومقصدا ومتنفسا لرواد السباحة من صيدا و كل أنحاء الوطن، ولتكون مدينة سياحية بامتياز، وخاصة بعد إكتمال عملية فلش الرمول التي ستعطي جمالية وميزة إضافية للزيرة كمرفق بحري".

وختم بعرض لأبرز إنجازات الجمعية خلال العام المنصرم وأعلن إفتتاح الموسم الصيفي الجديد وإنطلاقة فعاليات موسم السباحة.

ونوه السعودي بما تقوم به الجمعية الفتية على الرغم أنه لم يمض على إنطلاقتها نحو عامين إلا أنها أنجزت الكثير لهذا المعلم السياحي والتاريخي لمدينة صيدا وأضحت مقصدا لألاف المواطنين .

وقال: "اليوم صيدا تحتفل بطريقتها عشية عيد الفطر السعيد ، وأين في زيرة صيدا التي تختلف اليوم عن الماضي بعدما أولتها جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا كل الإهتمام حيث كانت ولسنوات طويلة عرضة للإهمال. كما ترون هناك فلش للرمول على الشاطىء الصخري وسيستكمل للمنطقة الجنوبية من الزيرة لتصبح مسبحا متميزا فريدا من نوعه والأحلى على شاطىء لبنان والشرق الأوسط، وهذه هدية مدينة صيدا والجمعية لاهالي صيدا والزائرين".
وأضاف: "علينا العمل على إستعادة رونق وجمالية الشاطىء البحري لمدينة صيدا، هذا الشاطىء الذي يعطي الصورة الحقيقية لصيدا وبحرها والصيادين، وهناك مشروع لتطوير الواجهة البحرية ومرفأ الصيادين من قبل خبراء بلدية برشلونة والعمل جار على هذا الموضوع. كذلك بما يتعلق بـ الميناء التجاري انتهت المرحلة الاولى ونحن بصدد إستكمال المرحلة الثانية حيث شكرنا معالي وزير الأشغال الأستاذ غازي زعيتر على مؤازرته ومساعدته وتمنينا عليه الموافقة على المباشرة بالمرحلة الثانية".

كما عرض مسؤول النشاطات في الجمعية ربيع عوجي، برنامج النشاطات التي ستطلقها الجمعية على زيرة صيدا ومنها نشاطات ترفيهية وتثقيقية مخصصة للأطفال والعائلات. وعرض نقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي، عضو الهيئة الإدارية في الجمعية صورا فوتوغرافية عن الأثار الهامة لمدينة صيدون الغارقة في البحر قبالة زيرة صيدا وغيرها من المكتشفات البحرية.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن الزيرة، وتكريم الرائد سويدان بدرع زيرة صيدا، في مناسبة ترقيته وتوليه مسؤولا عن مكتب مكافحة المخدرات في صيدا.