الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

قزي: واهم من يعتقد انه يستطيع إعادة اللاجئين من دون الحديث مع السلطات السورية

المصدر: "النهار"
ألين فرح
قزي: واهم من يعتقد انه يستطيع إعادة اللاجئين من دون الحديث مع السلطات السورية
قزي: واهم من يعتقد انه يستطيع إعادة اللاجئين من دون الحديث مع السلطات السورية
A+ A-

تختلف النظرة الى #اللجوء_السوري في لبنان، وزادتها اختلافاً المواقف التي صدرت عقب #تفجيرات_القاع الإرهابية. ثمة فئة تدافع عن اللجوء فتراه يقارع النظام السوري وفئة أخرى ترى في بعضه ارهاباً وجد ليعيث في الأرض فساداً. لكن هل يمكن من يملك هاتين النظرتين المتباعدتين التوصل الى تفاهم وطني حول قضية بتلك الأهمية، علماً انه لا يجب التنكّر للخطر المحدق جراء عدم المعالجة الفعلية لها؟


من ضمن المداخلات التي قيلت في جلسة مجلس الوزراء الثلثاء الفائت، واحدة لوزير العمل سجعان قزي اعتبر فيها أن حلّ مشكلة اللجوء السوري لن يتم الا عبر التواصل مع الجانب السوري. قزي قال لـ"النهار" إن ثمة نظرة مختلفة عند اللبنانيين تجاه اللاجئين السوريين وأخرى مختلفة تجاه اللجوء السوري. الأول تعني أن كل اللبنانيين يشعرون بقلق متزايد من كثافة اللجوء وتداعياته الاقتصادية والمعيشية والمالية والديموغرافية، واليوم حصل إجماع على أن القلق أصبح أمنياً أيضاً.


"أما نظرة الاختلاف بين اللبنانيين فهي حيال طريقة معالجة الموضوع، فالبعض يريد أن يجعل السوريين مصدر كل المشكلات أي "عنزة ولو طارت"، وآخر يريد التعاطي مع الموضوع من منطلق واقعي، عبر إيجاد حلّ لوجودهم من خلال وضع برنامج لإعادتهم أو تقليص عددهم الموجود في لبنان. وهو العلاج الأنسب والنظرة العقلانية، لأنه لا يجوز أن نوسم كل السوريين بالارهاب، فثمة عناصر إرهابية وليس الشعب بأكمله، علماً أن العناصر الإرهابية موجودة لدى كل الشعوب".


المشكلة الحقيقية في عدم وجود اجماع وطني على وضع برنامج لإعادتهم، لأن البعض يعتبر أن العودة مستحيلة بسبب استمرار الحرب. لكن قزي يرى أن العودة ممكنة اذا ما وجدت الارادة الدولية، أما المستحيل فهو استمرارهم في لبنان.


أما عن كيفية وضع برنامج العودة، فيقول قزي أنه يوجد حالياً احصاء شبه متكامل عن عدد السوريين وهوياتهم وانتماءاتهم الجغرافية في سوريا وليس السياسية، "لأن انتماءاتهم السياسية لا تعنينا ولا نريد معرفتها". وانطلاقاً من هذا المعطى، "نستطيع خلق مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، بحماية دولية لكن بموافقة الأطراف المتنازعة اي النظام والمعارضة، وتقام عليها تجمعات سكنية تتوافر فيها الشروط الانسانية والاجتماعية والصحية مع الحوافز المالية والتعليمية لانتقال الجماعات الوافدة الى لبنان الى الأراضي السورية".


عبر هذا المشروع، يكون لبنان ينقذ نفسه من هذا العبء، وثانياً يكون السوريون نازحين في أراضيهم وبشروط حياتية محترمة، "بالتالي مجرد وجودهم على أراضيهم تتقلص احتمالات تقسيم سوريا وتفتيتها. كما ان هذا المشروع في حاجة الى ضمان من المجتمع الدولي الذي هو عينه أقام تحالفاً دولياً ضد الارهاب اضافة الى إيران والنظام السوري، من دون أن يكون لهذه الهيئة الضامنة أبعاداً سياسية، لكن اذا توافرت الإرادة الدولية مع القرار السياسي فلا شيء مستحيل".


يضيف قزي "على لبنان حكومة وهيئة حوار وقيادات ألا يختبىء وراء كلمة مستحيل وصعب التحقيق، بل العمل على ورقة وطنية حول هذا الموضوع كي تواجه الحكومة المجتمعين العربي والدولي بموقف موحد".


أما عن قصة الحوار مع سوريا في موضوع اللاجئين، فيسأل قزي لمَ لا؟ "لنكن واقعيين، بعد مرور 5 سنوات على بدء الحرب في سوريا، لبنان الى الآن لم يقطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا ولا تزال السفارتان مفتوحتين في بيروت ودمشق. كما ان ثمة علاقات على صعيد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والزيارات قائمة. اذاً لا يوجد أي مانع، الا إذا كان في لبنان من يعتقد جدياً انه يستطيع إعادة اللاجئين الى سوريا من دون الحديث مع السلطات السورية أو رغماً عنها فيكون واهماً. علماً ان هذه المسألة اجرائية وليست سياسية البتة والمفاوضات تكون محصورة فقط في موضوع عودة اللاجئين".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم