معرض الكتاب الجوّال في قضاء زغرتا: "تعالوا نلتق"

أن تقول للناس: عوض أن تأتوا إلى معرض الكتاب، نحن نأتي به إليكم. إلى قراكم وبلداتكم. نفترش ساحاتكم العامّة. نتقابل، نتفاعل، نتأقلم بشراً وتراباً وهواء. هكذا فكّر "اللقاء الثقافيّ" في زغرتا- الزاوية في المشروع الذي طالما راوده، فقرّر أن يذهب إلى قرى الجوار وبلداته، يصول، ويجول كلّ أسبوع في بلدة: 52 بلدة، 52 أسبوعاً، مدى سنة بالتمام.
تطابقت الأرقام، وانجلى المشروع. المقصد، من وراء هذا الحراك الثقافيّ، الأوّل من نوعه في المنطقة، التي لم تشهد مثيلاً له في تاريخها، هو مدّ الجسور مع القضاء، وخلق روابط مباشرة فعليّة مع سكّانه، من خلال الكتاب. إضافة إلى ذلك، ما المانع من التعرّف وجهاً لوجه إلى القرى وناسها، وإقامة حوار حيّ معهم، صغاراً وكباراً، واستكشاف أوضاعهم، اهتماماتهم والأحوال.
من هذا المنطلق، أطلق "اللقاء" مشروعه الجوّال هذا في 23 نيسان من هذه السنة، تزامناً مع اليوم العالميّ للكتاب، مفتتحاً إيّاه من بلدة عرجس، مسقط رئيس اتّحاد البلديّات زعنّي الخير، الذي يندرج المعرض تحت رعايته، ورعاية وزارة الثقافة اللبنانيّة بشخص وزيرها ريمون العريجي، إضافة إلى داعمين محلّيين، كبلديّة زغرتا، وجريدة "الأخبار"، وشركة "بوك بوست" بشخص صاحبها هادي بكداش، التي تسعى جاهدة إلى إيصال الكتاب إلى كل مكان وفي كل زمان.
من أبرز الأهداف التي يتوخّاها اللقاء من هذا المشروع، أسبوعاً تلو أسبوع: نشر الثقافة بأبعادها الفكريّة والاجتماعيّة والانسانيّة، الاستمرار في التشديد على أهمّية القراءة في تطوير المجتمعات، واستنفار الطاقات الفكريّة الموجودة في المنطقة.
هكذا، سيتنقّل المعرض على مدار السنة، من بلدة إلى أخرى، مراعياً في نزوله سكّان الساحل شتاء وربيعاً، وصعوداً سكّان الجبل صيفاً. ومعه ستحطّ الكتب بين البيوت وفي الساحات، حركة نزوح ورقيّة، علّها بهذه الطريقة تروي عطش صفحاتها أكثر، وخصوصاً في هذه الأيّام
المجدبة.