اليسا أمام مرآتها: المرأة القوية أيضاً جبانة

تختار وفاء الكيلاني اليسا ضيفة الحلقة الأخيرة من "المتاهة" ("أم بي سي"). امرأتان في المواجهة، الأولى تطرح الأسئلة والثانية تجيب، تاركة لدى المُشاهد متعة الإصغاء إلى جميلة ناضجة.

أخرجت الكيلاني من اليسا الصوت الجهوريّ داخل إمرأة من انسياب ورقّة. محاوِرةٌ تمسك حلقاتها ولا تقع في الحفر. أتت اليسا وفي بالها أن تتحدّث بصراحة. الأمر يشبه البوح غير المخطط. بوحٌ من دون محاولات الطرف الآخر استغلال الصدق والإفادة من الهفوة. ذلك ليس من عادة الكيلاني المدركة أنّ الرصانة تصنع الهيبة. في "المتاهة"، وضعت اليسا أمام مرآتها. أمام صورة النفس بأحجامها كافة، بانتفاخها وانكماشها ولحظة الوحدة والذنب والغضب. استخرجت من امرأة تُكابر وتتحكّم في هزائمها، اعترافات لا ترددها في كلّ فرصة، لكنها لن تشعر بندم البوح بها. اعترفت أولاً بالحب. اليسا عاشقة وقد تتزوّج. لا تهمّ التفاصيل ما دام قلب يشعر بالسعادة كطفل يحبو في عامه الأول. اللقاء مع الكيلاني لم يُظهر اليسا طفلة. للحبّ أن يعيد القلب طازجاً مثل قلوب الصغار، لكنها في متاهاتها بدت مثقلة بالتجربة، مُخمَّرة، تعلم جيداً ماذا يعني أن تكشف أوراقها. ختامٌ مُتقَن.
أمكن الكيلاني أن تحاجج اليسا حين قالت إنّ حَمْل كارول سماحة حال دون متابعتها تفاصيل "اكس فاكتور". الحامل أيضاً تشاهد وتنتقد وتُبدي رأياً. مرّت حركشات تجاوزتها اليسا بمهارة، كمن يكون هو أيضاً ذئباً (بالمعنى الذكي) في حضرة الذئاب. بدت في الغالب حقيقية، لا تودّ أن تبادل الآخرين بالتصنّع والادعاء والغلاظة. لم تُخفِ أنّها قد تتناول المنوّمات في ليالٍ يطول فيها السهر، وقد تزور طبيباً نفسياً لو شعرت بالحاجة. مراراً، كرّرت أنّها قوية، لا تُكسر، وفي لحظة لم يفتها الاعتراف بأنها أيضاً جبانة. شخصية مثل موجة ترتطم بالصخر وتظلّ موجة، بزبدها وصفائها وعطائها. موجةٌ لا تتجزّأ عن البحر ولا تنفصل عنه. كلاهما جمال واحد.

[email protected]
@abdallah_fatima