الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الإقامة الفنّية: تجربة تفاعلية مع جمهور الأرياف

المصدر: "النهار"
طرابلس - رولا حميد
الإقامة الفنّية: تجربة تفاعلية مع جمهور الأرياف
الإقامة الفنّية: تجربة تفاعلية مع جمهور الأرياف
A+ A-

ختاماً لشهر "الإقامة الفنية" الطويل، عرضَ ستة فنانين شبابًا خلاصة أعمالهم في محترفات مفتوحة في بلدة راسمسقا في الكورة، برعاية وزارة الثقافة.


فكرة إقامة مشروع فني طويل في بلدة خارج العاصمة بيروت، أطلقتها مؤسسة "أبيل" (APEAL) بالتعاون مع جمعية "منصة فنية مؤقتة"، وبمشاركة بلدية "راس مسقا" و"معهد الفنون الجميلة" في الجامعة اللبنانية، و"الجامعة اللبنانية الدولية"، وشارك فيه ستة فنانين لبنانيين، شابات وشبابًا، اتخذوا من "فيلا أوليفييه" مركزًا، ومنطلقًا لأعمالهم، وراحوا يقرعون أبواب البلدة، ويزورون عائلاتها، ويفهمون من خلالها مكونات البلدة ومقوماتها، وما يمكن أن يستخرج منها على الصعيد الفني.


وكانت مناسبة، بحسب المنظمين، والفنانين، لوضع مشاريع مستخرجة من واقع البلدة، وعرضها في مؤسسات البلدة وبيوتها ومحلاتها العامة، حيث جرى من خلال ذلك، تفاعل بين الفنانين والجمهور، وصل مع نهاية الشهر إلى أن يشارك الجمهور الرؤى التي طرحها الفنانون في مشاريعهم التي تراوحت بين الفيديو والصوت والتجهيز والأفلام والتصوير، أو بأكثر من عنصر من هذه العناصر.
ختام الإقامة جرى في لقاء عام في باحة "الأوليفييه" الخلفية، حيث قدم كل من الفنانين خلاصة عمله، وما لمسه من خلال التفاعل مع أهالي البلدة، بوجود مجموعة واسعة من الفنانين الآخرين، الذين لم يشاركوا في الإقامة، لكنهم شاركوا في جلسة الحوار الختامية للمبادرة الطويلة.


مسؤولة المؤسسة المنظمة للمشروع ندى خوري تحدّثت لـ"النهار" عن الفكرة، وقالت إن "الاقامة الفنية" انطلقت من مبدأ اعتمدته مؤسستنا "ابيل" التي تهتم بالفنانين اللبنانيين، وبعرض الفنون اللبنانية. وقد أقمنا العديد من المعارض في الخارج كلندن وأميركا، ومثلنا لبنان في "بيينال" فينيسيا، والآن نعمل على تأسيس متحف للفن الحديث والمعاصر في بيروت، هدفه أن يكون منصة حوار ولقاء لكل لبنان. وقد بدأنا العمل منذ اليوم، على تأسيس فكرة إيصال الفن إلى خارج العاصمة بيروت التي تتركز الأعمال الفنية إجمالا فيها، ريثما فتح المتحف بعد أربع سنوات.


عن سبب اختيار البلدة، قالت: "اخترنا راس مسقا لأنها في الشمال، خارج بيروت، ولأنها منطقة عانت الكثير في السنين الماضية، وفيها الكثير من المدارس والجامعات والمذاهب، وكأنها نموذج مصغر عن لبنان. وقد جرى اختيار ستة فنانين من أصل 45 تقدموا للمشاركة، فأقاموا في هذا الموقع في "فيلا الأوليفييه"، واتخذنا مبدأ كيف يمكن إعطاء فكرة للجمهور عن الفن المعاصر".


وكما في كل المشاريع الواسعة التمثيل، اختارت "لجنة متخصصة الفنانين، على أساس ذاتية كل واحد، وتجربته، وما قدمه ويمكن أن يقدمه في مجاله الفني، واخترنا تجارب من مختلف الفنون المعاصرة"، كما قالت خوري.


وقالت: "بعد أن قدمنا الفن اللبناني للخارج عبر عدة معارض، ومشاركات في مهرجانات دولية، نقدم الفن اليوم للبنانيين الذين نعتقد أن القليل من الفن يصل إليهم خصوصا في الأرياف والبلدات، والمعروف كيف تكاد بيروت تحتكر معظم الفنون والأعمال الفنية".


بعض الفنانين المشاركين تحدثوا لـ"النهار" عن مساهماتهم، فأوضحت إيفا سودار غايت، مهندسة معمارية تعمل في التصوير الرقمي، أنها ركزت على أن تقدم الصورة بالرقم الذي يمكن أن يتغير، ويمكن التصرف به، وقالت: "عندما جئت إلى "الإقامة الفنية"، أحببت أن أركز على كل ما هو رقمي، وذلك كموضوع شخصي، وأقدمه للمجتمع، وقدمت ست تجارب هنا، وركزت على موضوع الوقت، وكيف يتغير لأننا نستعمل كل ما هو افتراضي، وأيضا عن علاقتنا بالشاشة".
وأبدت ارتياحها لـ"التجربة الجميلة حيث لم نشعر بطول الوقت، فقد شاهدنا عروضًا سينمائية كل أحد لأفلام عن البلدة، وكل ثلاثاء نقاش في الجامعة اللبنانية، كان عندنا أشياء مسلية غير التي من همومنا، وهناك مكتبة محل إقامتنا، وكنا نطالع، وجاء فنانون من الخارج وعرضوا أعمالهم وتبادلنا الخبرات".
الفنان ريمون الجميل قال: "عملي في الفيديوهات والصوت والتجهيز، وقد شاركت بتجهيز فيه صوت مولد كهرباء، والكهرباء تولد الضوء، ويمكن وضعها في غرفة لم يصل الضوء إليها"، مضيفاً: "كانت التجربة جميلة في بلدة بعيدة عن بيروت حيث تجري كل الفنون هناك، ووصلت إلى مكان قريب من طرابلس، وقد أعطيت ورش عمل في الجامعة اللبنانية الدولية، وشعرت أن لدى الطلاب حشرية وتوقًا للمعرفة، وهناك كثيرون يحبّون التفاعل والحوار، من هنا هي تجربة غنية أن تبتعد عن بيروت، وأن تتعامل مع ابناء بلدة أو قرية".


وعن إمكانية تغيير أحدثته دورة الإقامة على مدى شهر كامل، أبدى قناعته وكأن "الدورة انتجت بذرة يمكن أن تفتح العقل، وأن تترك المجال للخيال للانطلاق، فقد لمسنا أن هناك خلال عروض الأفلام رغبة من الناس بالتجاوب والتفاعل معنا".


بترا سرحال تعمل في التمثيل، والعروض الفنية، شاركت بـ3 فيديوهات صغيرة، هي أجزاء من أفلام أطول، ووضعتها في حوانيت، حيث "أمكن التفاعل بين العرض والصورة"، كما قالت.
كل فيلم له موضوع مختلف، عارضة أفلامها، فـ"في أحدها، شخص يقرع الباب والشباك ويريد الدخول إلى المنزل، وينتظر. والثاني، هو حركة مع السير بالترافق مع موسيقى، والثالث، هو مشهد ثابت في مقبرة من وجهة نظر الميت. أهميتها كيف أنا تعاطيت مع الصورة التي أعرضها".
عن تفاعل جمهور البلدة مع النشاط، قالت: "منذ البدء توجهت إلى الناس وقضيت نهاراً كاملاً مع إحدى السيدات، وكنت أتعرف على اشخاص في الدكاكين، وجرت في اللقاءات استفسارات وحوارات، وكانوا يراقبونني كيف أصوّر ويسألون عن التقنيات، فكوّنوا فكرة عن عملنا الفني، والناس قدموا آراءهم، ومنهم من علّق بموقف، وهذا ما يهمّني. والناس منفتحون، ويستقبلونك بكل رحابة صدر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم