السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لؤي حسين لـ"النهار": "جنيف 3" لم يعد مفاوضات والهدف القضاء على "داعش"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
لؤي حسين لـ"النهار": "جنيف 3" لم يعد مفاوضات والهدف القضاء على "داعش"
لؤي حسين لـ"النهار": "جنيف 3" لم يعد مفاوضات والهدف القضاء على "داعش"
A+ A-

كثّفت #روسيا غاراتها على مواقع المعارضة السورية، ونقلت زمام المبادرة إلى النظام السوري وميليشياته، خصوصاً بعدما سيطر على سلمى والربيعة مخمداً نار جبهة ريف اللاذقية؛ وعلى الشيخ مسكين المهمة بالنسبة إلى المعارضة في ريف درعا الشمالي، ما أدى إلى تهديد مناطق جديدة تسيطر عليها المعارضة، ويأتي ذلك قبل أيام من انعقاد "مباحثات" أو "مشاورات" جديدة بين النظام والمعارضة.


لم تعد مفاوضات
لم تعد مفاوضات كما كان يطلق عليها سابقاً، بل حوّلت القوة الدولية "جنيف "3 إلى مباحثات إرضاء لوفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض، الذي رفض مشاركة "معارضة موسكو" إلى جانبه في المفاوضات بوجه النظام، ويتم العمل على دمج الوفدين، ويقول رئيس "تيار بناء الدولة" المعارض السوري لؤي حسين لـ"النهار": "سيتم دمج الوفدين لاعتبارهما طرفاً واحداً مقابل النظام، حتى لو كانا في قاعتين مستقلتين".
وتستعدّ "معارضة الرياض" للاعلان عن موقفها بالمشاركة، ويلفت حسين الذي أعلن انسحابه من الهيئة العليا للمفاوضات، إلى أنه "تم تعديل المصطلح، وبدلاً من أن يطلق عليها مفاوضات باتت مباحثات علّها تتطور لاحقاً إلى مفاوضات، وحينها يمكن ان يوافق وفد الرياض على المشاركة"، لكنه يصف هذا التعديل بـ"جرة الرجل" وهو مصطلح سوري يعني "احضار الجميع إلى جنيف تحت أيّ مسمى، وبعدها يتم الحديث في أي تطور آخر". أما في شأن معارضة وجود الأكراد، خصوصاً من تركيا فإن حسين يرجح ايجاد الصيغة المقبولة للأمر عبر إشراك الهيئة الذاتية التي تهتم بإدارة شؤون المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية.


الموقف الأميركي


وتصرّ موسكو وواشنطن على إنجاح جولة التفاوض الجديدة. وقال وزير الخارجية جون كيري للشخصيات المعارضة: "ستخسرون أصدقاءكم إن لم تذهبوا الى جنيف، وأصريْتم على الموقف الرافض" وهو ما وضعته المعارضة ضمن خانة "الضعوط الأميركية" للمشاركة في "جنيف 3" ، وبات واضحاً تبدل الموقف الأميركي من الأزمة السورية، خصوصاً منذ شهرين مع اجتماعات فيينا، ويقول حسين: "إن الضغوط الأميركية هي نتيجة عدم التنسيق والتحضير الجيد من الأميركي مع معارضة الرياض، وموقف أميركا كان واضحاً منذ شهرين بأنه في هذا الاتجاه، بعد الاجتماع الأخير في فيينا، إذ كانت العبارات واضحة. وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين كيري ولافروف اللذين لم يأتيا على ذكر مصير الأسد، وقالا إن مصيره يحدّده السوريون وتحدّثا عن حكومة وحدة وطنية عبر مفاوضات، لكن يبدو أنه فات على أميركا ان تخبر شخصيات المعارضة قبل أن تأتيَ إلى الرياض أن هذا هو موقفها الصريح، فمن هنا جاءت الإشكالية برفض المعارضة لكلام كيري".


وقف إطلاق النار


وقف إطلاق نار ومحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" وإدخال المساعدات هي أولويات جدول الأعمال بالنسبة إلى المبعوث الأممي ستيفان دو ميستورا، لكن حسين يخالفه الرأي، معتبراً أن "من هم في جنيف ليسوا معنيين بموضوع وقف اطلاق النار، بل هو شأن بين الدول ويتم الاتفاق عليه خارج جنيف ويتم اقراره في مجلس الامن"، ويوضح ان "السلاح والتسليح ليسا شأن جنيف بل الدول المشاركة في اجتماع فيينا، باعتبار أن مجموعة منها تعتبر داعمة للأطراف المتحاربة في سوريا، وهي تتفق بوقف اطلاق النار وشروطه السياسية وليس الميدانية".
هل ينجح؟ يجيب حسين: "بالتأكيد يمكن أن ينجح، أما "داعش" و"النصرة" وبعض المجموعات الارهابية فسيتم استثناؤها من وقف إطلاق النار وسيُعمل للقضاء عليها". ولا يستبعد حسين أن نرى مشهداً قريباً بعد شهر أو أقل من شهر يجسد "التوافق بين النظام والمعارضة في شكل غير مباشر على ضرب الجماعات الارهابية، وسيأخذ السلاح والطعام والراتب الشهري أكان من مقاتلي النظام أو المعارضة، فعليه تنفيذ أوامر من يقدم له الدعم".


مواجهة "داعش"


ويلاحظ أن "الحراك الدولي ليس لانهاء الأزمة السورية بل لحشد الجهود والقوات بمواجهة #داعش و#النصرة والمجموعات الارهابية، خصوصاً بعد ان داعش هاجمت باريس، وتتركز الأجندة الدولية على توحيد الجهود باتجاه القضاء على داعش وليس ضربها او مواجهتها، وهذا يتطلّب قوات برية في سوريا والهدف هو استنفار كل القوات أكان مع النظام والميليشيات الشيعية و"حزب الله" ومجموعات الجيش الحر والقوات الكردية لمواجهة داعش والنصرة، وكل هذا الامر العسكري يحتاج إلى تسوية عسكرية"، معتبراً أن "التسوية السياسية التي يتحضّرون لها تعني انتاج سلطة سياسية لجميع هذه الاطراف العسكرية، كي يكون هناك ادارة شكلية للقوات وسلطة انتقالية ما، حتى الآن الدول لا تعلم ما شكلها"، ماذا عن مصير الأسد؟ يجيب: "لن يتطرق إليه أحد".


ولا يرى أي علاقة بين "جنيف "3 و"جنيف 2" و"الأول جاء ليضع شكل الاتفاق الدولي على انهاء الأزمة بهدف القضاء على داعش، وليس لأنه آن أوان إنهاء الأزمة، وهو أشبه بوضع اللوائح التنفيذية للقرار الدولي ويعتبر الحدث الجمعة انطلاقة للعملية السياسية، وبالتالي يبدأ مجلس الأمن باصدار قرارات وقف إطلاق النار".


وعن الوضع العسكري يقول: "علينا أن نعترف بالمعنى العسكري والميداني أو الاجرائي أن النظام انتصر على المعارضة، وعلينا أن نقرّ بهذا الأمر وأن تسعى المعارضة للانتصار عليه سياسياً".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم