في لبنان... انتحل صفة طبيب فكم عدد ضحاياه؟

قصة مؤسفة جديدة بعد الاعلان عن إحالة وزير الصحة العامةوائل ابو فاعور على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت المدعو عامر علم الدين بتهمة انتحال صفة طبيب والتسبب بوفاة امرأة في مستشفى المنية في الشمال. وهذه المرة لم تكن الوفاة على باب مستشفى بسبب الفقر أو عدم تأمين سرير بل لأن "الطبيب" ليس طبيباً!

المرأة المتوفاة هي عايدة سعيد الساوي ابنة السابعة والعشرين ربيعاً، ليست وحدها من توفت بل جنينها إذ كانت حاملاً في الشهر الثامن. وعلى خلاف ما أشيع قال زوجها بشير لـ"النهار":" توفيت زوجتي وفاة طبيعية في المنزل قبل اربعة اشهر، فبعدما شعرت بألم بسيط في بطنها ذلك اليوم قصدنا مستشفى المنية، اعطيت حقنة مسكنة بعدما خيّرنا طبيب الطوارئ اما ان ندخلها المستشفى او نعيدها صباح اليوم التالي لاجراء فحوصات طبية لها فاتخذنا الخيار الثاني".
عادت عايدة الى المنزل "لم تكن تتألم كثيرا سهرت وشقيقتي وشقيقتها طوال الليل الى جانبها لكن عند الساعة الخامسة صباحا اسلمت الروح، عندها نقلناها الى المستشفى حيث كشف الطبيب الشرعي عليها"، وفق زوجها.

قضاء وقدر!

بشير لم يرفع دعوى على المستشفى، فبالنسبة إليه ما حصل قضاء وقدر وذلك على عكس السوري احمد العمر الذي توفى ابنه حيدر في المستشفى عينه حيث عاينه كما قال لـ"النهار": " عامر علم الدين وطبيب آخر"، لكنه رفض اعطاء اي تفاصيل عن القصة بحجة أنه لا يريد أن يعاود فتح جرح والدة حيدر الذي لم يلتئم بعد على فقدان صغيرها مؤكداً أنه أسقط الدعوى بحق علم الدين والمستشفى.
من جانبه أكد مدير مستشفى المنية محمد الآغا لـ"النهار" أن"قسم الطوارئ قام بكل ما عليه وان عايدة دخلت الى المستشفى بسبب آلام في البطن طلب لها طبيب الطوارئ الدخول لكنها اصرت أن تعطى حقنة مسكنة فكان لها ما ارادت، ليعود اهلها بعد نحو 12 ساعة لكن هذه المرة كانت جسدا بلا روح وقد كشف الطبيب الشرعي عليها واكد انها توفت قبل وصولها".
في بيان وزارة الصحة جاء انه"تبين بعد مراجعة قسم المهن الطبية في وزارةالصحة وكل من نقابتي اطباء بيروت والشمال عدم ورود اسم عامر علم الدين ضمن لوائح الاطباء المسجلين وفقاً للاصول والقوانين المرعية". عن ذلك علق الآغا "نعم لا يحمل علم الدين شهادة طب، كل ما في الامر انه درس الطب سنة واحدة في ايران ليعود الى لبنان ويفتح مستشفى، الرخصة باسمه ولديه ثلاثة شركاء"، واضاف " انا تسلمت ادارة المستشفى قبل خمسة ايام فقط، علمت بالقصة بعد بيان وزارة الصحة".

الوزير ابو فاعو امل من الاجهزة المعنية بالقضية الاطلاع عليها واجراء التحقيقاللازم مع السيد علم الدين وافادة وزارة الصحة بالاجراءات المتخذة، لكن ما كشف يثير الريبة فمن يدري ان كان الامر مقتصراً على حالتي الوفاة هاتين، والا تكون هناك ارواح فارقت الحياة بسبب اناس تلاعبوا بأشرف مهنة ليستحيل من مؤتمن على اراوح الناس إلى قابض عليها!