السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بعد البحر وسوريا... "الجوكر" باسم متطوعي الدفاع المدني: سنفاجىء الجميع!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
بعد البحر وسوريا... "الجوكر" باسم متطوعي الدفاع المدني: سنفاجىء الجميع!
بعد البحر وسوريا... "الجوكر" باسم متطوعي الدفاع المدني: سنفاجىء الجميع!
A+ A-

2400 متطوع من #الدفاع_المدني جاهزون للمغامرة بحياتهم، مقابل اقرار تثبيتهم في الحكومة، كما يخاطرون بها يوميا من أجل انقاذ مواطينهم عند الكوراث. رأيناهم في البحر ينتظرون موعد غرقهم. يوقفون تحت الشمس لساعات. يلاحقون الانفجار ونحن نهرب منه، يقتربون من النار لابعاد الناس عنها، ومنازلهم مسارح الموت والدماء والشظايا والصراخ. أسألوا عنهم الوديان والكواث الطبيعية ودماء الشهداء.


ينامون اليوم على الحصي وتحت المطر منذ السبت الماضي، وسط ساحة الشهداء، ولا حياة لمن تنادي. نبهوا سابقاً علنا الى انهم سيتوجهون الى سوريا للمساعدة في المهمات الانسانية. فحصلوا على وعد مع "ضربة على الصدر" من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق باقرار تثبيتهم خلال 6 اسابيع. لكن الوعود تلاشت في ظل خضات حراكية وسياسية شهدها لبنان في الاسابيع الاخيرة.


نجح المتطوعون في نيسان 2014 في نزع قرار تثبيتهم من مجلس النواب. مراسيم المشروع جاهزة، والملف في درج وزارة الداخلية والبلديات، على ما يكشفون. اليوم قرروا انتظار جلسة مجلس الوزراء الأربعاء... وعدم ادراج بند الاقرار على جدول أعمالها هو الضوء الأخضر ليغامروا بحياتهم. فإلى أين هذه المرة؟


يرفض المتطوعون الكشف عن خططهم، كي لا يردعهم أحد. ولا يمكن وضع كلامهم في خانة التهويل. فقد سبق ان نبهوا الى "انهم سينزلون البحر وسيبقون حتى الغرق"، وفعلوا. واليوم، يقفون قرب تمثال الحرية، تحت لافتة "منكم، لكم، لحمايتكم" التي رفعتها وزارة الداخلية. الخيم هناك منذ السبت. وفي حال لم تنعقد جلسة، لن يتخذوا قرارا بالتصعيد، بل ينتظرونها لمعرفة نيات الوزراء.



 


بين الخيم وأعلام لبنان والدفاع المدني، عقدوا مؤتمرهم الصحافي. ولا يمكن الحديث عن الدفاع المدني من دون استعادة صورة "الجوكر" الدامع من أجل حقوق المتطوعين المستعدين للحاق به حتى الموت. هو مسؤول متطوعي "الدفاع المدني" يوسف الملاح المتحصن بالمتطوعين من كل الطوائف والاراضي، يميناً ويساراً. ومن القلب، يتحدث باسمهم بعفوية، ولا ورقة في يده.
حفظ ما حفظه، وأطل عبر الشاشات. يدرك ماذا يفعل، ويعرف جيدا حجم المسؤولية الملقاة عليه. "توجهنا سابقاً نحو المياه كي لا نغلق الطريق، ولا نشعل الاطارات، لأن من على الطريق هم أهلنا. ونحن من يعطي الاوكسجين لمن يتنشق الكربون، وليس العكس". يقول.


من المفترض، على قوله، "أن يسير مشروعنا في دورته الطبيعية، لكنه لا يزال في مكانه. أعلنا تحركا لمساعدة الهيئات الانسانية في سوريا، فسارع المسؤولون الى ردعنا، واجتمعنا بمعالي المتطوع الوزير نهاد المشنوق، وأعطانا وعداً، وضرب يده على صدره، وقال: 6 اسابيع والامور تنتهي".


في تلك الفترة شهد لبنان حراكاً شعبياً وأزمة سياسية. وانتظر المتطوعون حتى اليوم. "سنأخذ خياراً، وليس انتحاراً"، يؤكد "الجوكر" الذي يتقن فن الحديث. ويقول عن سياسة المتطوعين: "كل منا نبيه وذكي، يزرع الأمل في عيون الناس، ويحب أن يبني مستقبلا ليكون السعد على وجهه. كل منا أمين.. حامل على مذبحة الوطن كتائب انسانية. كل منا وليد، لديه جزء من الكمال، ليكون تقدمياً في الصفوف الامامية، واشتراكياً في كل شي. كل منا سمير يسامر الناس، فارزين حالنا قوات... قوات خير وانسانية. كل منا سليمان الحكيم، واخذنا الحكمة لاطاعتكم، نحن حزب ... الله يعرف من نحن... صوت الجامع يقوينا، والجرس يوعينا، والخلوة تنادينا".


وطمأن الناس: "ناموا، وضعوا اقدامكم في مياه باردة، سواء اقر مشروعنا ام لم يقر. لن نقفل طريقاً، ولن نحرق اطاراً، وعملنا مستمر". وتوجه إلى المشنوق قائلا: "يا معالي المتطوع، أنت النهاد، ونحن المشنوق، ولا يفك المشنوق إلا النهاد. أنت أب وصديق، وعلى أيادينا دماء، دماء جرحى وشهداء، واجسامنا عليها جروح، جروح انسانية".


إذا لم يقر مشروعهم الأربعاء، سيذهبون إلى "مكان يفاجىء الجميع، ليس على الصعيد المحلي فقط. ليس (تحركنا) انتحارا، بل خيارا. ولن نعلنه، كي لا يردعنا أحد، وسنكلم الله وحده"، يقول الملاح. سألته عن امكان التراجع في حال حصل المتطوعون على وعود، فأجاب: "إذا كانت الوعود ملموسة مع ضمانات، حينها نتراجع".



 


 


اصابة وسيجارة


لا تفارق السيجارة شفتي المتطوع حسن الخنسا (49 عاما). جاء من مركز الاقليم- النبطية من أجل المطالبة بحقه. لا يستطيع أن يقف، بسبب تعرض قدمه للاصابة خلال اخماد حريق في آب الماضي. "أنا رب أسرة، ولدي 4 أولاد، ولا ازال اخضع للعلاج. ورغم اتمامي 10 اعوام في الدفاع المدني، لم أتثبت حتى اليوم".


ويقول منسق الشمال للمتطوعين خالد طالب لـ"النهار": "منذ صدور المرسوم العام 2014، لم نتلق سوى الوعود. علاقتنا مباشرة بالمشنوق، وملفنا في درجه، واتينا لنطالب به. التوجه نحو البحر كان "ميسد كول"، ونحن قنبلة ذرية".


لا يمكن الحديث عن اصلاحات في هذه الجمهورية من دون محصاصات وتوازنات طائفية. فعدد المتطوعين كان 5 آلاف. وبعد فرز الملتزمين وغير الملتزمين وحاملي بطاقة تطوع من العام 2012، تراجع عددهم الى 2400. وما يردده اليوم المتطوعون أن هناك آلاف البطاقات التي وزعت حديثا، "ولا نعرف كيف؟"، يتساءل المنسق الاعلامي للمتطوعين محمد خير الدين عيتاني. "لا معلومات لدينا. وقد يندرج الامر ضمن محصصات وتوازنات طائفية. لكنه يسلب بعض الأشخاص أحقية التثبيت. هناك من ينزل على الارض، ويواجه النار".



[email protected]
Twitter:@mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم