السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

استرح في عليائك... ولا تشاهد مأساتنا

رضوان عقيل
رضوان عقيل
استرح في عليائك... ولا تشاهد مأساتنا
استرح في عليائك... ولا تشاهد مأساتنا
A+ A-

في ذكرى جبران، الغائب الحاضر، نفتقد الرجل الذي كان يقود "النهار" ويصدّ عنها العواصف التي تستهدفها ، هذه المحبوبة التي هواها من مطلع شبابه الى يوم استشهاده، والتي لم يبخل عليها بأي شيء ليروي شرايينها بحبره ودمه من اجل قول كلمة الحق والدفاع عن لبنان.
ويتذكر أهل السياسة الاوفياء في يوم اغتياله، وهم قلّة سواء، التقوا معه او خالفوه الرأي، وقفاته التي ترتكز الى المبادىء ،لا كأشخاص يبدّلون جلودهم كلما دعت الحاجة أو المنفعة، وما اكثرهم في بلدنا!


لم يكن جبران من طينة هذه الثلّة، التي لم تحمل يوماً هموم اللبنانيين ولا شبابهم الذين لا يزالون يتطلعون الى قانون انتخاب لا يفصّل على قياس الزعماء وتتنازعه المحسوبيات، في ظل طبقة سياسية متحكمة لم توفر فرصاً لشباب سدت أبواب الحياة في وجوههم، فيرمون باجسامهم في البحر هرباً من كابوس هذا الواقع.


لو كان جبران حياً لاطلق مواقفه من دون قفّازات، على جاري عادته في صدقه وعنفوانه، سواء في قانون الانتخاب والاستحقاق الرئاسي المعطل الذي يشل البلاد والمؤسسات مع تعايش كثيرين مع هذا الواقع المرير، حيث لم يتوصل سياسيونا وكتلنا النيابية الى انتخاب رئيس وإنقاذ البلاد والعباد. وهم يتنقلون من تمديد الى آخر.


جبران نمْ هنيئاً في عليائك... فأنت هناك ، أقلّه لست مجبراً على مشاهدة اكوام النفايات تغزو بيروت التي أحببتها ولا النيران المذهبية التي حذرت منها وهي تزنر المنطقة.
لا فسحة أمل، الا بالعودة الى مقالاتك وكتاباتك لينهل الشباب واللبنانيون من معينها، اذا ارادوا التجديد والتغيير ورفع اسم لبنان عالياً. واذا سنحت لك الفرصة وحملت قلمك، اكتب للسياسيين عندنا عبارة واحدة "استحوا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم