السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ريمي بندلي: خلص رجعت... و"ما نسيت"

نسرين الظواهرة
ريمي بندلي: خلص رجعت... و"ما نسيت"
ريمي بندلي: خلص رجعت... و"ما نسيت"
A+ A-

لم تشأ الفنانة ريمي بندلي بعد غياب أكثر من سبعة عشر عاماً أن تعود بشكل نمطي أو كلاسيكي، لا بل تجرأت وغامرت وتخطت الأنماط الموسيقية المعتمدة في الأسواق العربية لتقدم ألبومها الأول "ما نسيت" ضمن توليفة موسيقية منوّعة ولافتة.


لم تنس بندلي حلم النجومية الذي عاشته في طفولتها، فقد رافقتها الموسيقى في كل لحظة من حياتها، يدل على ذلك عنوان ألبومها "ما نسيت" الذي قصدت منه هذا الشغف الموسيقي الذي يسكنها. هي لم تنس جذورها كما تقول، لذلك تعمدت التقاط صور ألبومها جميعها في مدينتها طرابلس. ولم تنس حماسة جمهورها في انتظار عودتها، ولا حبها للموسيقى والتأليف والتلحين "ما فيني إنسى ومش بإيدي أنا كل تكة في موسيقى براسي".
ألبوم "ما نسيت" يضم 9 أغان منوّعة من حيث الموضوعات والأنماط الموسيقية، لكن يجمعها ذلك الخيط من البساطة وعمق الكلمة والألحان التي وقّعت بندلي معظمها. إضافة إلى التوزيع بتوقيع الفنان مايك ماسي الذي ترك بصمته على الألبوم في إطار ميّزه عن معظم الإصدارات المطروحة في الأسواق.
بين الحب والحنين والنوستالجيا والشيطنة لم تنس بندلي الوطن في أغنية "اشتقتلك يا أرضي" (كلمات أنطوان شمعون) التي اعتمدت فيها عبارتها الشهيرة "يا عالم أرضي محروقة" تلك الصرخة المدوية التي أطلقتها في طفولتها في زمن الحرب. هذه الأغنية ببساطة متناهية تروي حلم الوطن الذي لم يتحقق بعد، وتنقل معاناة جيل اليوم الذي ولد في الحرب ولايزال على الوعد يغني "نفس الغنية".
"هولي الأغاني مش بيوم ويومين" تقول بندلي. استغرقت التحضيرات سنوات عديدة لأنها لم تشأ عودة عادية، بل أرادت بصمة جديدة لتكملة مسيرتها. وتستطرد الى الحديث عن أغنية "ليش" التي كتبتها معترفة أنها عاشت تفاصيل هذه القصة، وقد غاصت في الرومانسية من خلال نغمة الأغنية ليأتي التوزيع مكملاً للعمل بأسلوب جديد بعيد عن الكلاسيكية.
في أغنية "ستّي" (كلمات كميل وكارل سلامة) التي تعتبرها بندلي من أكثر الأغنيات المؤثرة في الألبوم، صورة شعرية تنطبع سريعاً في عيون المستمع الذي يسرقه الحنين في رحلة موجعة إلى "خبريات التاتا" وقصصها.
تعلم ريمي بندلي أن الربح المادي من الألبوم شبه مستحيل في ظلّ التسويق الصعب هذه الأيام، لكنها ترى الجانب المعنوي أهم بكيثر، وهي سعيدة لأن الألبوم من إنتاجها الخاص. وقد شعرت بحرية مطلقة وقدمت الجو الموسيقي الذي تريده من دون أي ضغوط "كتير مبسوطة إني كنت سيّدة نفسي... وحالياً أنا مش بحاجة لشركة". لكنها في المقابل تعترف بأن المهمة صعبة ومرهقة وهي تحاول تسويق العمل عبر اليوتيوب والمكتبات الموسيقية. من هذا المنطلق حاولت أن تقترب من الجو الموسيقي العصري فقدمت من خلال أغنية "ما أهضمك" (كلمات أنطوان شمعون) جواً مختلفاً من الموسيقى السريعة رافقها فيها مغنيا راب وقد كانت جريئة في هذا العمل عبر تخطي كل التوقعات لتنفرد بعمل هو الأبرز في الألبوم. بالإضافة إلى أغنية "فرنجي برنجي" (كلمات وألحان سمية مردكوش) التي تنتقد فيها التعلق بكل ما هو أجنبي على حساب تقاليدنا العربية إنما ضمن نمط موسيقي حديث وبتوزيع لافت من توقيع مايك ماسي. بندلي وصفت تعاونها بماسي بالتجربة المفصلية في مسيرتها، لأنها كانت تعتقد أنهما من مدرستين مختلفتين فإذا بها تكتشف أنهما ينتميان إلى الجو الموسيقي نفسه.
الرومانسية غلبت على الألبوم. عن هذا الموضوع أكدت بندلي أنها بحثت عن نصوص وأفكار بسيطة عاشها كل منا "ما كان بدي حكي تقيل على الناس". لذلك تكتشف شغفها بهذا النوع من الموسيقى في أغنية "أكيد بحبك" (كلمات محمد علي الضيقة) التي تحمل في موضوعها عنفوان المرأة وضعفها في آن واحد، وقد تم توليفها في جو موسيقي مؤثر. كذلك الأمر في أغنية "لو فيي" من كلمات وسام شدياق التي تصنّف من أجمل النصوص الشعرية في الألبوم إلى جانب أغنية "صورة" (كلمات أنطوان شمعون) التي يحمل موضوعها بعداً دراماتيكياً جديداً على النصوص الغنائية. وقد تخطت بندلي نفسها في أغنية "بسمع إسمك" التي كتبها كميل سلامة والتي تبرز طاقاتها الصوتية.
ريمي بندلي تأخرت في عودتها لكنها كانت متأكدة أنها عائدة، نامت على حلمها لكنها لم ولن تتخلى عنه يوماً على أمل أن يحظى ألبومها الذي يسير عكس التيار بكل الحظ الوافر. وهل من غياب جديد؟ تقول "خلص أنا رجعت" وجاهزة لكل انتشار في لبنان والعالم العربي ستتوجه قريباً بتصوير أغنية من الألبوم لم يقع عليها اختيارها بعد بانتظار ردّ فعل الجمهور.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم