الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

تركيا تحرف الأنظار عن أزمتها الروسية... والعراق يكذب روايتها عن دخول الموصل

المصدر: "النهار"
بغداد- فاضل النشمي
تركيا تحرف الأنظار عن أزمتها الروسية... والعراق يكذب روايتها عن دخول الموصل
تركيا تحرف الأنظار عن أزمتها الروسية... والعراق يكذب روايتها عن دخول الموصل
A+ A-

الى جانب بيانَي رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية العراقيتين الرافضين للدخول التركي الى العراق، أصدرت وزارة الدفاع اليوم، بياناً في شأن دخول قوة تركية مؤلفة من قوات مشاة وبعض الآليات المدرعة مساء الخميس الماضي مدينة #الموصل. وقال البيان، ان وزير الدفاع خالد العبيدي اجرى اتصالا "مطولا" مع نظيرة التركي في شأن حادث دخول الأراضي العراقية. وذكر مجموعة نقاط تم الحديث عنها بين الوزيرين، اهمها ايضاح الوزير العراقي لنظيره التركي بأنّ دخول القوات "يعتبر خرقا للسيادة العراقية وانتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار"، مطالبا الحكومة التركية "سحب قواتها فورا ودون شروط" ، الامر الذي يعني ان الرواية التركية القائلة ان دخول القوات تم باتفاق مع الحكومة العراقية، لغرض تدريب قوات الحشد في نينوى غير صحيحة.


واوضح البيان، ان الوزير التركي برّر دخول القوة التركية بالقول، انه "جاء لتأمين المدربين الاتراك داخل معسكر (زلكان) "المستخدم لتدريب قوات الحشد، فردّ عليه الوزير العراقي بالقول: "حجم القوة الداخلة الى العراق يفوق ما تتطلبه عملية حماية المعسكر". الامر الذي يكشف عن ان للقوة التركية اهداف ابعد بكثير من المعلنة تلتقي عند احد مفاصلها بالخشية التركية من حزب العمال التركي (pkk ) كما يذهب عدد غير قليل من المراقبين الكرد والعرب. حيث يتمتع حزب العمال الذي اشترك في معركة تحرير سنجار الاخيرة بنفوذ كبير، وله سطوة متنامية داخل المدينة، الامر الذي دفع مسؤول محلي في سنجار الى اعلان "تبرمه" والتهديد باتخاذ اجراءات ادارية وقضائية صارمة لإخراجهم الـ(pkk ) من المدينة. وتقول بعض المصادر المختلفة ان حزب العمال يسعى لكسر حاجز الحدود الكردية بين العراق وتركيا و #سوريا تمهيدا لإقامة الدولة الكردية، على غرار ما فعل تنظيم #داعش، وسلوكه هذا يثير حفيظة تركيا والولايات المتحدة الاميركية اللتين تضعانه ضمن لائحة المنظمات الارهابية، الى جانب اثارته حفيظة حكومة اقليم #كردستان برئاسة مسعود البرزاني، الذي ينظر لعناصر حزب العمال كجماعة تهدد نفوذه في المنطقة، وكان امر البارزاني القاضي بعدم رفع اي علم الى جانب علم اقليم كردستان بعد عملية تحرير سنجار مطلع شهر تشرين الثاني الماضي، يستهدف اساساً علم #حزب_العمال_الكردستاني التركي. والمرجّح، ان دخول القوات التركية تم بتنسيق مشتركة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة التركية.


واشار بيان وزارة الدفاع العراقية بصورة عابرة، الى ان وزير الدفاع التركي "وعد بمعالجة الموقف بصورة ايجابية"، الامر الذي قد يعني بقاء القوة التركية بانتظار ترتيبات لاحقة يتم الاعداد لها بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية التي قالت صراحة، ان القوات التركية لم تدخل الاراضي العراقية بالتنسيق مع التحالف الدولي، غير انها لم تطالب الجانب التركي بسحب قواتها من الموصل.


ومع ذلك، تشدد كثير من الشخصيات المرتبطة بجماعات الحشد في الموصل وبخاصة القريبة من محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، ان حكومة بغداد على علم بوجود المدربين الاتراك منذ شهر اذار الماضي، على ان الاعلان عن وجودهم هو ما اثار حفيظة الحكومة العراقية ودفعها لإدانة الموضوع وانكاره. وسواء صحت رواية النجيفي، او اي من الروايتين، التركية او العراقية، فإنّ #تركيا نجحت في حرف الانظار، ولو موقتاً عن ازمتها الروسية الخانقة بنظر البعض، وفي نظر آخرين، يمثل الدخول التركي مرحلة جديدة من مراحل "اللعب على المكشوف" من جانب اللاعبين الاقليمين والدوليين في العراق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم