السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المطار والآثار في خطر... مطمر "الكوستا برافا" ينتظر عودة ارسلان من الحوار

محمد نمر
المطار والآثار في خطر... مطمر "الكوستا برافا" ينتظر عودة ارسلان من الحوار
المطار والآثار في خطر... مطمر "الكوستا برافا" ينتظر عودة ارسلان من الحوار
A+ A-

من مطمر الناعمة ومكب برج حمود إلى سرار في عكار مروراً بالبقاعين الأوسط والشمالي وكفور في الجنوب وصولاً إلى "الكوستا برافا" في خلدة، رحلة سلكتها خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لانتشال لبنان من بين أكياس النفايات، لكنها اصطدمت عند كل محطة بـ"لا مطمر".


لا يزال النقاش حول المحطة الأخيرة مستمراً، و تصب الأنظار اليوم على رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان وأهالي مدينة الشويفات وخلدة، حيث لا تقف المخاطر عند الحدود البيئية بل تتجاوزها لتطال سلامة الطيران المدني والتزام لبنان بالاتفاقات الدولية، ووفق أحد الناشطين فإن امكانية فتح المطمر مستحيلة والقضية "ستحل ببعض الاتصالات" من دون الحاجة إلى تحركات.


إرسلان "متمسك بالأهالي"
ما أن بدأ الحديث عن مكان المطمر المقترح، سارع إرسلان إلى عقد جملة لقاءات واجتماعات، فهو متمسك بأن يكون القرار نابعاً من الأهالي أنفسهم. ومستعد لاعلان رفضه الكلي للفكرة في هذه البقعة الجغرافية البحرية، لكنه نبّه الأهالي إلى أنه في حال تم الرفض يجب أن نتعايش مع الواقع وعدم التذمر من أزمة النفايات إلى حين وصول الدولة إلى حل للأزمة، وفي حال وافق الأهالي على اقامة المطمر سيوافق هو أيضاً.


وبحسب ما نقل مدير الاعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني جاد حيدر لـ"النهار" فإن إرسلان "سيحمل معه إلى طاولة الحوار في مجلس النواب طرحين باسم الأهالي، وإذا حصل توافق على أحدهما، حينها لن يكون هناك قرار بالموافقة ولا بالرفض بل بفتح باب النقاش حول امكانية انشاء المطمر مع فعاليات المدينة والخبراء البيئيين، أما في حال غاب التوافق عن أحد الطرحين فإن النائب ارسلان سيعلن الرفض التام للفكرة نزولاً عند رغبة الأهالي".
بالنسبة إلى رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي فإن "البلدية والأهالي يعارضون فكرة انشاء المطمر في المنطقة التي تعتبر ضمن حدود البلدية"، ويقول لـ"النهار": "لا نريد مطمراً مثل ما جرى في الناعمة، خصوصا أن المنطقة هناك هي بوابة الشويفات وتقع عند شاطىء البحر". السوقي ينتظر الاجتماع بارسلان بعد عودته من طاولة الحوار لبت القرار النهائي في شأن الموضوع في اجتماع مع باقي فعاليات المنطقة.



"لا مطمر"
وعلى الرغم من كل الجهود، فإن المحامي عماد القاضي، مؤسس جمعية "شويفات مدينتنا" والعضو في الحركة البيئية اللبنانية على قناعة بأن "لا مطمر في الكوستا برافا والموضوع مرفوض وغير قابل للنقاش، ولن نزعج المواطنين بتحركات لتعطيل الفكرة، فبعض الاتصالات كافية لايقافه".
القاضي من أبرز ناشطي حملة "اقفال مطمر الناعمة"، ولم يحضر الاجتماع مع إرسلان "لأنني رفضت أن أكون شاهد زور، وأعلم أن هناك موافقة ضمنية ومبدئية على انشاء المطمر من السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم ممثلي السكان الأصليين في الشويفات"، كاشفاً عن أن "السياسيين في المنطقة أعطوا موافقة من شهرين على الفكرة، أي قبل نزول الحراك على الأرض، وكانوا سيمررون موقعي خلدة والنورمندي، وعندما بدأ الحراك والحديث عن الفرز من المصدر نسوا الموضوع، ويبدو أنه عندما وصلت خطة شهيب إلى حائط مسدود عادوا وتحركوا على اللحن نفسه"، واضاف: "اتصلنا بوزير البيئة محمد المشنوق في حينها، قبل تركه مهامه، ونبهناه إلى خطورة انشاء مطمر هناك، فوعد بألا يتم الأمر". ويؤكد أن "مسيرة اقفال مطمر الناعمة التي نجحنا فيها لن تنتهي بمطمر آخر في الشويفات".
ويعيد سبب رفض انشاء المطمر إلى "عدم توافر الشروط التقنية، كما أن أحد الموقعين المشار إليهما هناك هو على البحر ويضرب اتفاقية برشلونة التي صدرت عام 1975 ووقعها لبنان سنة 1995 وتقوم على حماية مياه البحر المتوسط ، ووجود النفايات سيسبب بمشكلة للطيران المدني والسلامة العامة، وبالتالي فإن منظمة سلامة الطيران المدني في اميركا واوروبا ستتحرك".


منطقة أثرية
بيئياً، فإن انشاء المطمر في "الكوستا برافا" سيشكل خطراً على ما يحيطه، ويصف رئيس الحركة البيئية اللبنانية والخبير البيئي بول أبي راشد الوضع بـ"المقرف"، ويقول لـ"النهار": "على الرغم من كل التظاهرات التي حصلت والنصائح، عادوا إلى فكرة المطامر في البحر، وهذا أمر لا يدل إلا عن عجز وجهل وفساد فطوال الفترة التي مرت لم يقدموا على أي خطوة لها علاقة بالحلول المستدامة"، مذكراً بأن "الحلول يجب أن تقوم على تجزئة الأمكنة وأن تحل كل منطقة مشكلة نفاياتها من دون اللجوء إلى الطمر، وأن نبدأ الفرز من المصدر وتشغيل معامل الفرز وايجاد المواقع للنفايات العضوية لتسبيخها، واعادة تأهيل المقالع والكسارات التي شوهت الجبال"، ويضيف: "لا يقتربون من المقالع والكسارات لأن أصحابها أساس في الحكم، فهل يقتربون اليوم من تغيير منطقة أثرية كي لا يقتربوا من كسارة؟".
ويذكّر أبي راشد بأن "بحر خلدة يحوي اثارات، كما ان عملية رمي النفايات في البحر اهانة للدولة التي وقعت اتفاقية برشلونة وتؤثر على المطار، والنفايات ستنتج عصارة من شأنها قتل الحياة البحرية، وسبق واعترفوا أن العصارة في مكب برج حمود قتلت محيط المطمر".



خطر على حركة الطيران
وبالانتقال إلى المسألة الأخطر، حذّر المدير العام للطيران المدني السابق حمدي شوق من أن النفايات بجانب المطار ستشكل خطرا بالغاً على حركة الطيران وتتمثل بثلاثة مخاطر:
"أولاً: تكدّس النفايات ووصولها إلى مستويات أعلى من ارتفاع سطح المدرج.
ثانياً: النفايات من شأنها تغيير درجة الحرارة في محيط المطار والمدرج، والطائرات تتأثر مباشرة بطبيعة الهواء والحرارة، وأي انبعاثات من النفايات أكان جراء الحرق أو عوامل أخرى، سترفع من معدل الحرارة ويتأثر انسياب الهواء فوق جانحي الطائرة، خصوصا في الوقت الذي تكون فيه في مرحلة الاقلاع أو الهبوط. ومن المفترض أن تكون هناك عوامل مؤثرة على حركة الهواء أو حرارته، وتكمن الخطورة بأن لا هامش للطائرة أثناء الهبوط والاقلاع بالمناورة لأنها تكون على ارتفاع منخفض جداً وبالتالي أي خلل في الهواء قد يؤثّر عليها.
ثالثاً: ازدياد عدد بالطيور فوق المطار ومحيطه، فإن النفايات من شأنها تعزيز وضع الطيور التي تعتبر أخطر الأزمات عالمياً، وعندما تكون الطائرة على ارتفاع منخفض، قد يدخل طير في المحرك ويعطله لثوانٍ فيما يبقى الثاني سليماً، ما قد يؤدي إلى التفاف الطائرة في شكل سريع، لغياب أي هامش للمناورة، فيرتطم الجانح بالأرض، وعندها قد تشتعل الطائرة، وهذا أمر حصل سابقاً".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم