الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

التدخّل الروسي يغذّي التطرّف في المنطقة... هل تتكرّر تجربة أفغانستان؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
التدخّل الروسي يغذّي التطرّف في المنطقة... هل تتكرّر تجربة أفغانستان؟
التدخّل الروسي يغذّي التطرّف في المنطقة... هل تتكرّر تجربة أفغانستان؟
A+ A-

بعد التدخل الروسي في #سوريا واستهداف مواقع المعارضة المعتدلة والمدنيين، أطلّ الرئيس الأميركي باراك #أوباما بجملة عجز القادة العرب عن البوح بها: "إن السوريين بمعظمهم يرون روسيا الآن عدواً وإن #السنّة في #الشرق_الأوسط سينظرون إلى روسيا قريباً بالطريقة نفسها".


ربما أخطأ بالقول "قريباً"، لأن ظاهرة العداء لروسيا بدأت مع اطلاق أول صاروخ على سوريا، وتوالت الدعوات إلى رفض التدخلات في سوريا، كتلك التي أطلقها اتحاد علماء المسلمين داعياً إلى "مقاومة التدخلات الدولية في عالمنا العربي والإسلامي"، أما حركة #الاخوان_المسلمين في سوريا والأردن فدعت إلى #الجهاد ضد الروس، وجاء في بيان الحركة في سوريا: "نؤكد أن جهاد الدفاع اليوم، فرض عينًا على كل قادر على حمل السلاح، وعليه فإننا نضع جميع إمكانيات جماعتنا في هذا السبيل"، كما طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن "علماء الأمة وروّادها بنصرة الشعب السوري واستنهاض طاقات الأمة لمواجهة هذا الغزو البربري".


 


دعوة علماء إلى الجهاد
وأصدر 55 عالماً في #السعودية بيانًا دعوا فيه الفصائل السورية إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة في وجه التدخل الروسي الذي قالوا إنه لم يأت إلا لإنقاذ #النظام السوري من هزيمة محققة. ودعا بيانهم "الكوادر وذوي القدرات والخبرات في المجالات كافة إلى البقاء وعدم مغادرة الشام، بل المساهمة في البناء والتحرير، وندعو القادرين منكم إلى الالتحاق بركب الجهاد، فهذا يومكم...". لكن المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم الشيخ ناصر بن سليمان العمر حذّر من "تشويه مقاصد بيانات العلماء"، وقال في تغريدة نشرت عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بيانات العلماء تنشر في مواقعهم الرسمية ولا عبرة بما يرد في بعض وسائل الإعلام عنها، مع ما يصحب ذلك من التحريف وتشويه المقاصد وسوقها في غير سياقها".
وأوضح أن "بيان عدد من علماء ودعاة المملكة حول غزو الروس وإيران للشام يرسم منهجا شرعيا للتعامل معه، وليس فيه أي دعوة للذهاب إلى هناك وقد خاب من افترى".



 


روسيا وازدياد التطرّف
أما ميدانياً، فإن التدخل الروسي قد يدفع بعض الفصائل السورية إلى انجاح هدنة موقتة مع #داعش لتتفرغ لمواجهة التدخل الروسي. وبعيداً عن تحليل مضمون البيانات وأهدافها، فمن الواضح أن التدخل الروسي سيزيد من "فورة" التطرف تماماً كما حصل خلال الحرب على أفغانستان، ويذّكر الكاتب السعودي الدكتور خالد باطرفي بأن "حدّة التطرف في العالم الاسلامي زادت وبدأت مع الحرب على أفغانستان، لكن الآن الوضع أسوأ لأن الأمر بات يرتبط بعصب طائفي ولم يعد ضمن معادلة "شيوعية - اسلام" إنما "روسية - شيعية ضد السنّة"، وهذا من شأنه إعطاء شيوعية للجهاد في شكل غير مسبوق"، معتبراً أنه "عندما كانت القضية بين مسلمين كانت أضعف والنداء كان ملتبساً، أما اليوم فالنداء أصبح واضحاً برفع راية لا يختلف عليها اثنان بأن روسيا تقف مع المخطّط الصفوي في المنطقة وضد السنّة الذين يتم تدميرهم بالبراميل المتفجرة ويُدكون بالصواريخ والقنابل وهو الأمر نفسه الذي حصل في افغانستان".



صعوبة في مواجهة الإرهاب
تحاول الدول العربية تفادي التطرف ومحاربة الارهاب بأقصى امكانياتها، كالأردن أو لبنان أو مصر ودول الخليج، خصوصاً السعودية التي تلاحق الشبكات الارهابية وتدعم المعارضة المعتدلة وتشارك في ضرب "داعش" لكن التدخّل الروسي برأي باطرفي: "يزيد على الحكومات المعتدلة صعوبة مواجهة هذا المنطق (الجهاد ضد الروس)"، متسائلاً: "عندما اجتمع علماء ومشايخ يدعون إلى الجهاد فماذا كانوا يقولون في البداية؟ كانوا يقولون إن الطائفية بغيضة وأنه لا يجوز هذا الفعل لأننا مسلمون ونصلي تجاه قبلة واحدة، بينما اليوم ماذا سيقولون؟ لا تحاربوا الروس الذين اتوا إلى بلادكم لقتل اولادكم؟"، مضيفاً: "إن الروس صعبوا المهمة على الدول المعتدلة ويسهلوها لكلّ المتطرفين في المنطقة وعلى رأسها أم الارهاب إيران التي صنعت داعش وتدعمها، بدليل انه لم يحدث أيّ احتكاك بين الطرفين منذ تاريخها الطويل، فلم تعتد القاعدة أو داعش على أي هدف ايراني، ولم تأت روسيا لمحاربة داعش بدليل أن 95% من الاهداف حسب التقرير البريطاني كانت ضد المعارضة المعتدلة".


 


جماعات جهادية جديدة
في رأي باطرفي، فإن الحل يكون "بإقناع روسيا وإيران والضغط عليهما لوقف هذا الحقن للتطرف والعداء وهذا الاجرام في حق طائفة معينة، وإلا سينقلب السحر على الساحر وسيطاردهم الارهاب في عقر دارهم واليوم هم على اتفاق مع داعش وغيرها، لكن غدا ربما ستنشأ جماعات جهادية اخرى، وسيذوق الروس من السم نفسه".
وعن فرضية نشوء التطرّف جراء تقصير الدول العربية والمجتمع الغربي يقول: "ماذا تستطيع أن تفعل دول الخليج؟ ففي نهاية المطاف روسيا دولة عظمى وكبحها يجب ان يكون من دول عظمى في مجلس الامن الذي يجب أن يجتمع ويصدر قرارات تجاه هذا الأمر"، معتبراً أن "روسيا تعتبر نفسها في لعبة ورق وقاعدتها اوكرانيا مقابل الأسد، والمسألة اليوم باتت بين الدول العظمى، ونحن على الطاولة نفسها لكن الكبار يقررون إما التصعيد أو انهاء الملف".


 


[[video source=youtube id=VBhYWOoCuFw]]


 



تكرار تجربة أفغانستان؟
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان يخلص في حديث لـ"النهار" إلى النتيجة نفسها بأن التدخل الروسي سيكون أحد أسباب زيادة حدة التطرف ويقول: "إن روسيا تتحرك بدوافع ذاتية مرتبطة بحماية أمنها القومي وهي منتبهة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قد تحاول تكرار تجربة نهاية السبعينات عندما دعمت وصول أعداد هائلة من الشباب المتحمس لفكرة التضامن مع شعب تعرض لغزو أجنبي(افغانستان) والذي تطور بعدها إلى حالات مختلفة وكانت سبباً رئيسياً في تفكّك الاتحاد السوفياتي، وتخشى روسيا اليوم أن تعيد أميركا من جديد توظيف هذا الملف نفسه عبر جهاديين وتنتقل خطورتهم في ما بعد إلى روسيا"، مذكراً بأن "حجم المكوّن الأفغاني والشيشاني الذي ينتمي إلى جمهوريات أفريقيا الوسطى، داخل تنظيمي النصرة وداعش كبير جداً، ولا يخفون طموحاتهم بأن يتجهوا مباشرة فور انهاء المشهد في سوريا أو العراق إلى روسيا".


 


[[video source=youtube id=-FWUjQi3LLI]]


 



"داعش" و"النصرة" المستفيدان
ويضيف: "لا شك في أن الخطاب الروسي سيعزز خطاب المظلومية السنّية في مواجهة المجموعات الشيعية وتدخل ايران وحضورها في المشهد وتحالفها مع روسيا، لكن ربما هذا يضاف إلى أسباب اضافية، لكن الأساس موجود، لأن هذه المجموعات موجودة في سوريا والعراق ولديها مشاريع واضحة لا تخفيها وربما كانت مهمتها أولاً الوقوف بوجه الوجود الايراني في المنطقة، لكن عندما أصبح الوضع الميداني للأسد خطيراً ويهدد في شكل واضح الدولة السورية والجيش تدخلت روسيا خوفاً على سقوط الاسد وانهيار صيغة الدولة السورية كحليف لروسيا". ويرى أن "الدول العربية لم تسعَ لتأمين صيغة أخرى تحفظ الدولة السورية من تغلغل المتطرفين فتعززت دوافع التدخل الروسي"، يجد أن "المشهد في سوريا أصبح ملتبساً جداً، وداعش والنصرة استفادا من تناقض الأجندات الاقليمية بين الدول حول سوريا، أكان بين موقف ايران - تركيا، أو السعودية - مصر، اضافة إلى تناقضات دولية بين روسيا والولايات المتحدة الاميركية، كلها ساهمت بصعود حركات التطرف واعتبارها الرقم الصعب في المعادلة لكن لا شك في أن التدخل الروسي بطريقة غير مباشر سيصنع الارهاب ايضاً".


 


[[video source=youtube id=HeO-JXAZ748]]


 


وحدة الأمة الاسلامية
أما أستاذ الشريعة والقانون في جامعة الازهر الشيخ علوي أمين فيعتبر في حديث لـ"النهار" أن "التدخل الروسي كشف اللعبة الاميركية في المنطقة العربية، ولم يعد هناك علاقة للسنّة والشيعة"، ويسأل: "أين السنّة والشيعة في سوريا أو في العراق؟ هل داعش هي السنّة ؟"
وعندما سألنا عن استهداف المعارضة السورية المعتدلة بصواريخ روسية قال: "روسيا أعلنت انها لم تضرب المعارضة السورية، وإذا فعلا ضربتها فهناك خطأ استراتيجي ويجب تنبيه روسيا إليه".
وعن بيان العلماء السعوديين يقول: "ربنا يباركهم"، ويضيف: "نحن نريد مواجهة داعش وانا سنّي، عربي ووطني، والحقيقة اننا لا نريد اميركا ولا روسيا، لكن في الوقت نفسه لا نريد تفتيت الامة العربية، ويجب أن نضع ايدينا بيد بعض، والعقل العربي يجب ان ينتبه"، وسأل من "يدعون إلى الجهاد ضد الروس عن موقفهم من أميركا؟"، وتابع: "ماذا تريد المعارضة؟ لماذا اميركا تدرب السوريين على السلاح؟ انا لا ادين روسيا ولا اميركا ولا ايران بل الامة الاسلامية التي تقف وتتفرج، فعليها ان تتوحد، وإذا اتفقت المعارضة السورية والجيش السوري على داعش سيكون الأمر جيدا ولن نكون بحاجة إلى روسيا أو أميركا".


 


 


[[video source=youtube id=S85K8YwbGS8]]


 


[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم