السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

آبادي في ذاكرة أصدقائه اللبنانيين

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
آبادي في ذاكرة أصدقائه اللبنانيين
آبادي في ذاكرة أصدقائه اللبنانيين
A+ A-

6 سنوات قضاها سفيراً للجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت، غضنفر ركن آبادي ذهب للحج خلال فترة عيد الأضحى... فضجّت وسائل الاعلام الايرانية واللبنانية بخبر وفاته في الحج.


مات... لم يمت، طال الانتظار قبل أن تؤكد وكالة "فارس" الايرانية الخبر، آبادي ودبلوماسيون في قائمة الحجاج الايرانيين الذين قضوا في الحادثة المأسوية في مشعر #منى. وقال المستشار الثقافي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان محمد مهدي شريعتمدار، ان آبادي اعتبر بين الضحايا بعد أن تمّت زيارة كل المستشفيات في عرفات ومنى ومكة وجدة والطائف للبحث عن الجرحى، وبعد الاطلاع على انهم غير موجودين بين الحجاج العائدين، فأعلن عن وفاتهم.
يعرف معظم اللبنانيين خريج جامعة الامام الصادق والذي يحمل شهادة الدكتوره بعد أن قدم اطروحته في موضوع القانون الدستوري في الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي طبعت في كتاب باللغة العربية. ولفت شريعتمدار الى أن اللبنانيين اعتادوا على حضور آبادي في مناسبات واجتماعات كثيرة، مضيفاً انه بعد عودته الى طهران عند انتهاء مهامه في بيروت، أكمل عمله في وزارة الخارجية الايرانية، ومن ثم دعي الى الحضور في بعثة الحجّ الايرانية في قسم الشؤون الدولية من قبل مساعد الشؤون الدولية لرئيس البعثة السيد باقري، وكان مسؤولاً في قسم الشؤون الدولية في بعثة الحج الايرانية في هذا الموسم، وهو الذي تلا البيان الختامي لتجمع يوم عرفة في صحراء عرفات.
وفي ما يتعلّق بجثث الحجاج الايرانيين، ذكر شريعتمدار في حديث مع "النهار" أنه تم الاتفاق مع #السعودية على تسليم جثث الايرانيين الذين بلغ عددهم الـ464 حاجاً الى طهران، ليتم فرزها وتحديد هوياتها داخل الاراضي الايرانية، ومن المرجح ان يكون جثمان السفير آبادي من بينها.


 


علاقات جيّدة
لآبادي علاقات جيّدة مع الأفرقاء اللبنانيين، فأخلاقه الحميدة، كما وصفها كثيرون، تركت انطباعاً كبيراً لديهم، الرئيس أمين الجميل الذي خصّ "النهار" بحديث، اعتبر أن "فترة مسؤولية السفير آبادي في لبنان كانت مرحلة تحوّل نوعي في العلاقات اللبنانية الايرانية، وقد تمكن من ان يرسي علاقات طيّبة مع كل اللبنانيين بمعزل عن اتجاهاتهم السياسية والمذهبية وغيرها".


وأضاف الجميل الذي ربطته علاقة أكثر من جيّدة مع السفير الراحل، أنه "عمل على ارساء علاقات بين لبنان وايران وكل الافرقاء اللبنانيين، كما حاول تطوير العلاقات الايرانية اللبنانية على الصعد السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية". واعتبر أن "خسارته هي خسارة للعلاقات اللبنانية الايرانية"، متقدماً من ايران ومن أسرة السفير بأحر التعازي.


ويتذكر الرئيس الجميل عند وصول ابادي الى لبنان، "حينها، وبسبب التوجهات السياسية وتتالي الأحداث، لم تكن علاقات حزب الكتائب على أحسن ما يرام مع السفارة الايرانية"، وأشار الى انه عندما وصل طلب الاجتماع، حينها التقينا، فشعرت انه رجل محب للبنان ويريد مصلحته كما أنه كان يحاول تطوير العلاقات بين البلدين بمعزل عن توجهات جميع الاطراف... ومن هنا انطلقت علاقة ودية مع السفير آبادي".



منصور


وزير الخارجية السابق عدنان منصور خسر صديقاً وعزيزاً لمعرفته بابادي قبل أن يعيّن وزيراً للخارجية اللبنانية، "بدأت علاقة الصداقة التي جمعتنا منذ أن تسلّمت مهامي سفيراً للبنان في طهران عام 1999 وخلال 8 سنوات كان آبادي مسؤولاً عن دائرة الشرق الأوسط وخاصة عن لبنان"، واصفاً علاقته به بالـ"وطيدة".
لم تنقطع الصداقة بين آبادي ومنصور، يروي الوزير السابق أنه "عند عودتي الى لبنان وتسلّمي حقيبة الخارجية عيّن سفيراً للجمهورية الايرانية في لبنان وبهذا توطدت العلاقات أكثر وأكثر".
 "انسان شريف وصدوق"، هكذا وصفه منصور، معتبراً ان "صفات آبادي وروحه الطيبة تجعل فقدانه أصعب والغصّة كبيرة بالحلق... هذا الانسان تحلى بصفات خلقية نبيلة".
"كان في تعاطيه أخاً وفي مهنته متفانياً في خدمة بلده"، كما ان منصور لمس منه "مدى محبته للبنان"، و"كان يتعاطى مع كل الفئات اللبنانية وظهر ذلك من خلال تحركاته وزياراته لكل الأفرقاء على الساحة السياسية مهما اختلفت توجهاتهم"، خاتماً بالقول: "سيظل صفحة مشرفة في الحياة الديبلوماسية الايرانية في بيروت ".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم