السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كلا هذا اللاجىء ليس إرهابياً من "داعش"!

كلا هذا اللاجىء ليس إرهابياً من "داعش"!
كلا هذا اللاجىء ليس إرهابياً من "داعش"!
A+ A-

ثّمة قلق لدى دول الغرب من إمكانية تسلّل المسلّحين إلى أوروبا كجزء من التدفق الهائل للمهاجرين من سوريا، ولكن الصورة المركبة من صورتين، والتي انتشرت بشكل هائل على #مواقع_التواصل_الاجتماعي، وادعى ناشرها أنها تظهر دليلاً واضحاً في شأن أحد المهاجرين الداعشيين ليست كما تبدو.


فقد انتشرت الصورتان بشكلٍ كثيف هذا الأسبوع، تضمنت إحداها رجلاً يحمل بندقية ويرتدي زيّاً عسكرياً، وإلى جانبها صورة أخرى يبدو فيها الرجل نفسه في ألبسة مدنية مارّاً عبر شريطٍ حدودي.


في تعليقٍ بارز في موقع "فايسبوك"، كتب المستخدم بيتر لي جودتشايلد: "أتذكرون هذا الرجل؟ التقطوا صورة له كأحد أفراد "#داعش" في العام الماضي، والآن هو "لاجىء"! هل نحن مغفلون أم ماذا!".


منذ أن نُشِر التعليق يوم الخميس 3 أيلول الجاري، استحوذ على أكثر من 7 آلاف زر إعجاب (Like) و70 ألف إعادة نشر (Share) وألفين وخمسمئة تعليق (Comment)، تنتقد فيها الغالبية قرار الحكومة البريطانية في استقبال 20 ألف لاجىء، وبرز البعض منهم كـ"إسلاموفوبيين" بكل ما للكلمة من معنى.


لكن تبين الآن أن بيتر لي جوتشيلد، الذي نشر الصورة، مُخطىءٌ كلياً في ما كتبه. فكما كل الصور والفيديوات المنتشرة بكثافة في الإنترنت، على الشكوك أن تُرفَع، خصوصاً إذا لم يتوافر مصدرٌ موثوق أو يُذكَر من هو ملتقط الصورة.


إذ أوضحت الـBBC عبر موقعها الإلكتروني أن الصورة هي للقائد السابق في #الجيش_السوري_الحر ليث الصالح، البالغ من العمر 30 سنة، والذي كان يحارب ضد "داعش" قرب مسقط رأسه، مدينة حلب!


وقال بيتر لي جودتشايلد: "يمكنني أن أعتذر فقط عن أي ضرر أو أذى قد حدث بسببي"، مضيفاً انه يعتزم الاعتذار على "فايسبوك"، إلا أنه تم إغلاق حسابه. وأضاف أن الصورة كانت فقط واحدة من "البوستات" الكثيرة التي تشاركها عن الهجرة والإسلام ومعارضته لـ"الاتحاد الأوروبي".


يُعتقَد أن مصدر الصورتين هو مجلة "الأتلانتيك" الأميركية التي نشرتهما خلال الشهر الماضي، بعدما عرضت وكالة "الأسوشييتيد برس" قصة الصالح، من جزيرة كوس اليونانية.


وخلال تلك المقابلة مع "الأسوشييتيد برس" في الشهر الماضي، قال الصالح إن "الجميع يريدون مغادرة #سوريا. مكان سكني أي #حلب هي أخطر مدينة في العالم. ما يقارب 70% منها دُمّر... في سوريا".


وأضاف الصالح: "تم تدمير نحو 70 في المئة من المدينة التي أقطن فيها بسوريا. كما أنّني مطلوب لـ"القاعدة" ، و"داعش"، وكذلك للنظام السوري. وأكد بغضب: "حاربتهم جميعهم، ولا أخاف من أحد".


وفيما هناك تهديدٌ من إرهابيين فعليين قد يستعملون طرق التهريب للتسلل إلى أوروبا متنكّرين كلاجئين، ليث الصالح ليس منهم.


وقد حذّرت الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي سابقاً من احتمال استخدام مقاتلي "الدولة الإسلامية" فوضى الأزمة الحالية للمهاجرين، من أجل التسلل الى الدول الأوروبية.
وادّعى مسؤولون في "داعش" أنهم يرسلون المسلحين عبر البحر الأبيض المتوسط وعبر طرق تستخدم عادة من قبل مهربي البشر، على الرغم من أن مثل هذه المطالبات صعبة التحقيق.


هناك العديد من المعلومات المغلوطة المنتشرة في الإنترنت، خصوصاً في ما يتعلق بأزمة اللاجئين والحرب في سوريا، ومعظمها يهدف للأسف إلى تعميم الخوف وتوليد النعرات بين المجموعات من ثقافات مختلفة.


لا تصدّقوا كل ما تقرأونه في مواقع التواصل الاجتماعي...


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم